Page 22 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 22
العـدد ١٩ 22
يوليو ٢٠٢٠
ز -تباين الشخصيات :ففي المجموعة الواحدة وإن لم يكن الكاتب قد قصد دوران قصص
نجد أنفسنا ،في الغالب الأعم ،أمام شخصيات مجموعته حول موضوع أو مضمون واحد ،وهو
يجري أحيا ًنا على قلته ،فإننا نكون في أغلب الأوقات
متبانية أو متنافرة بل متناقضة ،لكل منها منهله أمام تنوع وتوالى العناصر والعوامل والأسباب التي
ومشربه ومذهبه في الحياة وأهدافه ومسعاه ،ومن تجعل من الضروري أن نبحث عن عنصر حاكم أو
دون شك فإن هذا يجعل تحليل القصص في سطور مسار واحد لقراءة مجموعة قصصية ونقدها .وهذه
معدودات مسألة غاية في الصعوبة. العناصر تفصي ًل هي:
ح -الكتابة المشتركة :وهذا لون آخر من الكتابة أ -تع ُّدد العوالم :فكل قصة في المجموعة أو بعض
القصصية ظهر في السنوات الأخيرة نتيجة لظور
من قصصها قد ينتمي إلى عالم أو فضاء اجتماعي
ما يسمى بالورش ،أو اقتراب مجموعة أدباء من وإنساني مختلف عن البقية ،سواء قصد الكاتب أن
بعضهم البعض إما لشعورهم بالانتماء إلى اتجاه
واحد في الكتابة ،أو لرغبتهم في التغلب على صعوبة يصنع هذا التعدد ،أو أنه انساق خلفه ،مستجيبًا
لكل ما يجذبه إلى مسار صنعته مخيلته أو فرضته
النشر بتمويل كتابهم شراكة بينهم.
ط -مختارات كاتب :وهو اتجاه شاع أي ًضا ،إذ شروط الفن.
تقبل بعض دور النشر على إعادة نشر مختارات ب -تن ُّوع الحكايات :إذ إن كل قصة في المجموعة
لكاتب واحد من عدة مجموعات قصصية في كتاب.
وتكون هذه المجموعات وقصصها قد كتبت على حكاية غير أختها من القصص ،وتتابع الحكايات
فترات متباعدة ،ما يعني أن كل ما سبق من تباينات متد ِّفقة ،ولك ٍّل منها مسارها الذي تش ُّقه ،ومصيرها
قد ينطبق عليها. الذي تنتهي إليه.
ي -قصد المؤلف :حيث يتوافر دو ًما احتمال ج -اختلاف الأساليب :يمكن للكاتب أن ينوع
أن يكون الكاتب حري ًصا على التنوع ،فيعمد في طريقته في الكتابة بين قصة وأختها ،وقد يكون
مجموعة واحدة إلى عرض قدراته وانشغالاته قاص ًدا هذا أو يطاوع ذائقته ومخيلته وحالته ومساره،
بحيث نجد أنفسنا مع الصفحة الأخيرة في المجموعة
وطرائقه في السرد والتعبير.
من أجل هذا فإن أغلب من تناولوا مجموعة أمام أساليب وطرائق عدة في السرد والبناء.
قصصية بالنقد ،لاسيما أولئك الذين كانت محددة د -تغ ُّير الحالات :التي مر بها الكاتب ،أو الأجواء
لهم مساحة الكتابة في الصحف والمجلات ،لم
يستطع أي منهم أن يوفي أي منها حقها ،فاكتفى النفسية التي عبرها أثناء كتابة القصص ،بين أمل
بعرض الفكرة أو الموضوع الذي تدور حوله كل مجنح وقنوط مقبض ،وبين رغبة عارمة في تغيير
قصة ،مع الإتيان سري ًعا على بعض الخصائص العالم ونكوص عن هذا ،وربما عدول وكفر به ،وبين
إقبال على الفعل وإحجام إلى السكون .ولا أقول أن
الفنية. هذا يجري بالضرورة لدى كل كاتب ،مع كل مجموعة
وقد حضرت بالفعل حديثًا بين أدباء كانوا يقولون كتبها ،لكنه على الأرجح هو الذي تصير الأمور إليه.
إن الناقد لم يفعل شيئًا في مقاله سوى عرض هـ -سخاء التجارب :فالمجموعة القصصية
القصص ،ولم يكن غير قلَّة منهم تدرك أن السبب الواحدة لدى بعض الكتاب قد تقف خلفها تجارب
يعود إلى أن قصصهم ممتدة فنيًّا وموضو ًعا إلى
ما هو أبعد من أن يحيط به كام ًل مقال أو دراسة متعددة ،يكتسبها الكاتب عبر زمن الكتابة من
قصيرة .وربما هذا يجعل من الضروري أن نبحث حصيلة تأمله فيما كتبه ،وما يقرأه عند آخرين
عما يمكن أن يؤدي الغرض ،أو المقبول منه ،في نقد سبقوه على الدرب ،أو مطالعته لأعمال نقدية في فن
مجموعة قصصية ،ولا ينهي ما يعيبه الأدباء على
النقاد تما ًما ،إنما على الأقل يقلل منه إلى حد مقبول. القصة القصيرة.
و -تب ُّدل الأزمنة والأمكنة :ففي المجموعة الواحدة
من أجل هذا تولد ضرورة التفكير في طريقة
نجد أنفسنا أمام أزمنة وأمكنة عدة ومتفاوتة ،وهذا
أمر طبيعي ،إذ يمكن للكاتب أن يضم فيها قص ًصا
تدور في أكثر من مكان ،وتتعاقب على أزمنة متتابعة.