Page 235 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 235

‫‪235‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

  ‫المتسلل) و«أحمد» الشاعر‬               ‫التخريبية‪ ،‬وتخيَّل أن ذاك‬     ‫أو السجناء سيدفعون ثمن‬
     ‫(المه َّمش ولكنه موهوب‬             ‫الجندي المجهول يتراجع‬          ‫فعلة «سبع الليل»‪ ،‬ولكنَّها‬
                                        ‫في الاتجاه المعاكس‪ ،‬في‬
‫مثالي) نجد أ ّنها تمثِّل جميعها‬                                         ‫لفتة تشير إلى انتهاكات‬
  ‫نقا ًطا في العملية التشا ُركية‬           ‫حين تتدلَّى جثة «سبع‬          ‫قادمة‪ .‬علاوة على ذلك‪،‬‬
                                     ‫الليل» تطارد الفضاء النفسي‬       ‫فهي صرخة يمكن قراءتها‬
‫التي يت ُّم من خلالها التفاوض‬                                         ‫كدليل على الحاجة الماسة‬
       ‫على موضوعة الإرادة‬              ‫لدى الجمهور‪ ،‬حينها تظهر‬      ‫للإرادة الجماعية «أن تصبح‬
      ‫‪ -‬الموضوعة المركزية‬              ‫مسارات المقاومة كخطا ٍب‬           ‫جي ًشا» كقبضة مرفوعة‬
         ‫لسياسات المقاومة‪.‬‬               ‫سياقي‪ ،‬فتمتلئ المساحة‬          ‫أمام المخاطر المأساوية‬
                                                                       ‫التي يمكن أن تتكبَّدها تلك‬
    ‫وأخي ًرا‪ ،‬فإ َّن ما يصوغ‬                ‫بين صرخات التسلل‬           ‫الإرادة حينما يقف «سبع‬
 ‫قدرة استيعاب زكي للخطاب‬               ‫الصامتة‪ ،‬وصراخ الأجساد‬       ‫الليل» منعز ًل‪ ،‬ثم يقف وحي ًدا‬
                                                                     ‫وصو ًل إلى تلاشي صورته‬
        ‫السياقي هو عبقريته‬                ‫المتر ِّنحة بفعل السلطة‪.‬‬
     ‫المنف ِردة‪ .‬ففي المحكمة‪،‬‬         ‫تشريح الصورة السينمائية‬                   ‫في نهاية الفيلم‪.‬‬
   ‫يتح َّدث أحمد زكي بصفته‬              ‫لـ«سبع الليل»‪ ،‬تشريح له‬      ‫تمثِّل شخصية سبع الليل‬
      ‫المحامي والم َّدعى عليه‬
  ‫والمتهم والمذنب والهارب‪.‬‬              ‫مخ َّطط زمني يتم فقط من‬          ‫‪-‬الفلاح والجندي‪ -‬أدا ًء‬
    ‫وداخل نظام الحكم‪ ،‬فهو‬                 ‫خلال اللحظات العالمية‬       ‫مع َّق ًدا حول تحول الولاءات‬
    ‫الرئيس المثالي‪ ،‬والوزير‬                ‫للكتابة الثورية القيمة‪.‬‬
   ‫الفاسد‪ ،‬والمح ِّقق الغاشم‪،‬‬              ‫فتجسد سياسة مرئية‬           ‫في نطاق محدود وصو ًل‬
 ‫وحتى كبواب في فيلم «البيه‬                                            ‫إلى محو لأميته ‪-‬لا يقصد‬
  ‫الب ّواب» (‪ )1987‬يقف رم ًزا‬        ‫للسلطة الغاشمة التي تتح َّدى‬      ‫بها هنا القراءة والكتابة‪-‬‬
     ‫لبوابة مصر على عصر‬                 ‫المقاومة الوطنية‪ .‬وبجمع‬        ‫والاستغلال العسكري له‪.‬‬
‫السوق الحرة‪ .‬فـ«أحمد زكي»‬
   ‫ليس «ممث ًل وحي ًدا»‪ ،‬وهو‬         ‫أنماط المقاومة الثلاثة‪« :‬سبع‬            ‫تبدو نظرات «سبع‬
   ‫رجل من المفارقة أ َّل يجد‬          ‫الليل» و«مستطاع» (المثقف‬                     ‫الليل» حامل ًة‬
 ‫نفسه واق ًفا بعي ًدا عن بوابات‬
‫التاريخ‪ ،‬بوابات يقف حار ًسا‬                                                  ‫لصراعات لا يمكن‬
                                                                                   ‫التغلب عليها‬
                      ‫عليها‬
                                                                              ‫وقدرة كبيرة على‬
                          ‫المصادر‪:‬‬                                                ‫المقاومة‪ .‬بعد‬
‫‪- Mitchell, W. J. T. «Showing‬‬
‫‪Seeing: A Critique of Visual‬‬                                                   ‫لحظات‪ ،‬يتم قتله‬
‫‪Culture.» Journal of Visual Culture‬‬                                               ‫على يد جندي‬
‫‪1.2. (2002): 165-81.‬‬                                                                 ‫جديد يبدو‬
‫‪- Rancière, Jacques, and David‬‬                                                       ‫متواض ًعا‪.‬‬
‫‪Fernbach. The Proletarian and His‬‬                                                   ‫تخيَّل أن‬
‫‪Double. London: Verso, 2011.‬‬                                                        ‫«مستطاع»‬
‫‪- Thacker, Eugene. In the Dust‬‬                                                         ‫يبرز من‬
‫‪of This Planet. Ropley: Zero Press,‬‬                                                ‫الشاشة إلى‬
‫‪2011.‬‬                                                                                 ‫الجمهور‪،‬‬
                                                                                    ‫كلسان ذي‬
                                                                                      ‫ح َّدين مع‬
                                                                                      ‫إمكانياته‬
   230   231   232   233   234   235   236   237   238   239   240