Page 33 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 33

‫إن تأويل أي نص‪ ،‬يفترض معرفة‬                          ‫لنصوص على وفق هوي المؤول‪،‬‬

‫أولية بخصائص الجنس الأدبي‬                            ‫بل هو نشاط ينطلق من ظاهر النص‬

‫اَّلذي ينتمي إليه النص؛ إذ إن‬                             ‫إلى الخفايا التي ينطوي عليها‬
                                                     ‫بسبب نظامه وتوتر لغته‪ ،‬وإيجازها‬

‫الَّتأويل ليس رج ًما بالغيب‪ ،‬أو قوًل‬                                  ‫وتكثيفها»(‪.)3‬‬
 ‫اعتباط ًّيا لنصوص على وفق هوي‬                         ‫ومن قسمات هذه المرحلة‪:‬‬
                                                     ‫‪ -1‬هذه المرحلة‪ ،‬تجعل النص‬

‫المؤول‪ ،‬بل هو نشاط ينطلق‬                             ‫موجو ًدا بالقوة‪.‬‬
                                                     ‫‪ -2‬على المؤول في هذه المرحلة‬
‫من ظاهر النص إلى الخفايا التي‬                          ‫أن يستفيد من الدراسات اللغوية‬

‫ينطوي عليها بسبب نظامه وتوتر‬                         ‫والبنيوية؛ يفتح منف ًذا يقضي على‬

‫لغته‪ ،‬وإيجازها وتكثيفها‬                              ‫الاضطراب الحاصل بين عالم النص‬
                                                                             ‫وحقيقته‪.‬‬

                                                     ‫‪ -3‬هذه المرحلة‪ ،‬معبر للتواصل‪،‬‬

                                                     ‫وجسر بين الكتابة والقراءة‪.‬‬

                                                     ‫‪ -4‬هذه المرحلة‪ ،‬أرضية أولانية‬

  ‫‪ -4‬هي مرحلة ب ْين ب ْين‪ ،‬بين الغرض الخيالي‬                             ‫للتأويل‪.‬‬
‫والتَّأويلي المعايش‪ ،‬بين أوليات الفهم والفهم ذاته‪.‬‬   ‫‪ -5‬ربما غاب‪ ،‬وانمحى عنها‬

‫‪ -5‬هي مرحلة تعديل الأحكام المسبقة‪ :‬بالسلب‬            ‫بعض الدقة والموضوعية‪.‬‬

‫أو الإيجاب‪ ،‬بالنفي أو الإقرار‪ ،‬بالحذف أو الإضافة‪.‬‬    ‫‪ -6‬ليست نهائية الأحكام فهي قابلة للتعديل‪،‬‬

‫‪ -6‬الأحكام المسبقة‪ :‬جانب نظري‪ ،‬والتفسير‬              ‫والسلب والإضافة‪ ،‬كلما أوغلنا في بنية النص‪.‬‬

‫‪ -7‬المؤول في هذه المرحلة‪ ،‬يجب أن يكون على جانب موضوعي‪.‬‬
                                                     ‫وعي ثقافي وحضاري وإبستيمولوجي بمعطيات‬
‫‪ -7‬الأحكام المسبقة‪ ،‬شمولية عامة مستمدة من‬
                                                     ‫هذا الجنس الأدبى‪.‬‬
‫أطر عدة ثقافية تاريخية‪ ،‬اجتماعية مطلقة عامة‪ ،‬بيد‬
                                                     ‫مرحلة التفسير‪ :‬هي تالية لمرحلة الفرضية‬
‫أن التفسير‪ :‬ذاتي داخلي خاص‪ ،‬مقيد بالنص مركز‬
                                                     ‫والحدس والتنبؤ؛ حيث يقرن المؤول ما فرضه‬
‫مكثف‪.‬‬
                                                     ‫ويختبر مدي صحته ومعقوليته‪ ،‬يقرنه بالمنتوج‬
‫‪ -8‬هي مرحلة تستخدم فيها «المقاربات‬
                                                     ‫الأدبي ذي الترهين الحالي‪ ،‬ويتولاه بالشرح‬
‫الموضوعية العلمية‪ :‬الفيلولوجيا والنقد الأدبي‬
                                                     ‫والتفسير‪ ،‬والتعليل والتحليل‪.‬‬
‫والتاريخ واللسانيات والسيميائيات؛ من أجل خدمة‬
                                                     ‫ولكي تكون هذه المرحلة ناجزة‪ ،‬عليها التسلح‬
‫الفهم والإدراك»(‪.)4‬‬

‫‪ )2‬مرحلة الفهم وال َّتأويل‪:‬‬                          ‫بسياجات‪ ،‬هي‪:‬‬

                                                     ‫‪ -1‬ألا تقر بمطلقية الأحكام المسبقة؛ بل تديرها‬

‫والفهم تدبير عقلي «لجملة من الدلالات والمعاني‬        ‫وتجعلها قابلة للنقاش على نطاق مائدة التَّأويليَّة‪،‬‬
    ‫للظاهرة الإنسانية في إحداثياتها المتحركة»(‪)5‬‬      ‫وألا تجعلها النموذج والمنهج‪ ،‬اللذين لا تحيدان‬
‫ويتواجد المؤول حثيثًا على ساحة النص الإبداعى‪،‬‬
                                                     ‫عنهما طرفة عين‪.‬‬

‫عبر أطروحاته وحدوسه وتخميناته وأسئلته المفتاحية‬      ‫‪ -2‬أن تنتخب منها ما يخدمها‪ ،‬فحسب‪.‬‬

     ‫الشفرة لهذا النص الإبداعي‪ ،‬ث َّم يستغرقه ذياك‬   ‫‪ -3‬إنها مرحلة استنزال الأحكام المسبقة أرض‬
‫النص روي ًدا روي ًدا خلال الشرح والتفسير والإيضاح‬      ‫الواقع التَّأويلى‪ ،‬وإمكانية امتحانها بين الوجود‬

‫والاستيضاح‪ ،‬ث َّم تتب َّدى عملية الفهم كمنتوج طبيعي‬  ‫بالقوة‪ ،‬والوجود بالفعل‪.‬‬
   28   29   30   31   32   33   34   35   36   37   38