Page 76 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 76

‫العـدد ‪١٩‬‬   ‫‪76‬‬

                                                  ‫يوليو ‪٢٠٢٠‬‬

‫خداعي‪ ،‬ولما حاولت الاقتراب مرة أخرى وجدتني‬          ‫التي لا أعرف من أين أحضرها ذلك الكفيف الذي‬
   ‫أندفع إليها فصرخت وانبثقت الدماء فجأة وعلا‬        ‫التقيته في مقهى الأوهام اللعين‪ .‬لقد غدا الرجل‬
   ‫الصراخ من الجميع بينما كانوا يهتفون باسمها‬
                   ‫الذي سمعته لأول مرة‪ :‬إلهام!‬     ‫وه ًما لا أثر له إلا سكينًا حا ًّدا أمسكت به في يدي‬
                                                                            ‫مل ِّو ًحا بالدم والجنون‪.‬‬
‫ثم أظلمت الدنيا في وجهي‪ ،‬وانتشرت برودة في‬
  ‫جسدي وألم في صدري‪ .‬هذا كل ما أذكره‪ .‬حين‬              ‫ولكن الأمر لم يزدني إلا هيا ًجا‪ .‬ولأن إلهام‬
 ‫استيقظت رأيت ثلاثة وجوه‪ :‬لرج ٍل بشارب فضي‬         ‫كانت الوحيدة التي يمكنها أن تقترب مني في هذه‬
‫ونظارة طبية على أنفه يطالبني بالهدوء ويطمئنني‬      ‫الحالة‪ ،‬راحت تصرخ وتطالبهن بالهدوء‪ ،‬واقتربت‬
 ‫على استعادتي وعيي‪ ،‬ويضع في يدي شري ًطا من‬        ‫مني وطلبت أن أح ِّرر الساقية وأدعها لشأنها‪ ،‬وأنها‬
   ‫أدوية مهدئة‪ .‬ثم رأيت من بعده وجه المح ِّقق ذا‬
                                                     ‫ستساعدني في كل ما أريد أن أصل إليه‪ ،‬لكنني‬
                                                     ‫شعرت بأنها تحاول أن تضلِّلني مرة أخرى كما‬

                                                            ‫فعلت منذ تحدثت معي‪ ،‬فحررت الساقية‬
                                                                            ‫لكني هجمت عليها هي‬

                                                                          ‫مطالبًا إياها أن تبتعد عن‬
                                                                           ‫طريقي‪ ،‬وأن تتو َّقف عن‬
   71   72   73   74   75   76   77   78   79   80   81