Page 94 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 94

‫العـدد ‪١٩‬‬   ‫‪94‬‬

                                                      ‫يوليو ‪٢٠٢٠‬‬

                              ‫من التي ستنافسك؟‬        ‫الشرح‪ ،‬كن مطمئنًا سأدعوك للغداء والجلسة كلها‬
                                ‫قال‪ :‬لا أعرف‪.‬‬                            ‫ستكون على حسابي‪ ،‬سلام‪.‬‬

                            ‫قالت‪ :‬حياة عيسى‪.‬‬                              ‫>>>‬
‫ما إن نطقت ماري باسم حياة حتى أطلق مصطفى‬
                                                      ‫عندما جلس مصطفى مع ماري في الفندق الشهير‬
     ‫واحدة من ضحكاته التي تلاعبت بوقار الفندق‬                         ‫سألته‪ :‬هل يعجبك تصميم الفندق؟‬
                                        ‫الشهير‪.‬‬
                                                       ‫قال‪ :‬فندق باسم عربي وبمواصفات أوروبية في‬
     ‫المضحك أن ماري شاركت بتلقائية مصطفى‬                  ‫قلب القاهرة الحارة المتربة المزدحمة‪ ،‬مشكلتي‬
 ‫الضحك حتى أن دمو ًعا طفرت من عينيها‪ ،‬ثم عندما‬
  ‫هدأت نوبة الضحك سألته بصوت متقطع‪ :‬يقولون‬              ‫معكم جمي ًعا أنكم لا تريدون الاعتراف بأن العمارة‬
‫إنك تعرف النحو وهذا الكلام‪ ،‬فهل تكرمت وشرحت‬               ‫هى قلب الأشياء‪ ،‬وعندما يكون القلب معطو ًبا أو‬
                                                           ‫غريبًا عن الجسد فلا حديث عن سلامة البنيان‪.‬‬
   ‫لي لماذا توقع حياة كتاباتها باسم امرأت شعبان‪،‬‬        ‫قالت باستهانة‪ :‬أفكارك هذه هى التي جعلتك ما‬
                  ‫وليس امرأة كما نكتبها ونعرفها؟‬          ‫أنت عليه الآن‪ ،‬يا زميلي أنت موهوب بل أعظمنا‬
                                                                             ‫موهبة ولكنك دفنت نفسك‪.‬‬
‫ضرب مصطفى ك ًّفا بكف ثم قال‪ :‬هي تريد التميز‬
     ‫بأي شيء‪ ،‬قد لا تعرفين أن اسمها الحقيقي هو‬        ‫جملتها أوجعت مصطفى فقرر رد الطعنة فسألها‪:‬‬
                                                       ‫بأي حق ستحصلين على ثلث الجائزة إن فزت بها؟‬
‫حياة أحمد خليل العيسوي‪ ،‬هي رأت أن العيسوي لا‬            ‫ردت ببساطة‪ :‬بحق البيزنس يا درش‪ ،‬المسابقة‬
  ‫يتوافق مع رنين اسم حياة‪ ،‬فجعلته عيسى وعندما‬
                                                         ‫مقصورة على المكاتب فقط‪ ،‬يعني أنك بمفردك لا‬
    ‫تزوجت اختارت رج ًل اسمه شعبان‪ ،‬انظروا إلى‬          ‫تستطيع التق ُّدم‪ ،‬ثم مكتبي سيوفر لك الخدمات التي‬
     ‫تواضعي‪ ،‬أنا حياة عيسى تزوجت من شعبان‪.‬‬
     ‫الذين يتح َّدثون عن الفرق بين امرأة وامرأت‬           ‫تريدها في تصميمك الذي ستنافس به‪ ،‬اسمع يا‬
                                                               ‫مصطفى‪ :‬الحياة كلها إما بيزنس أو أوهام‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬إن امرأت تطلق على امرأة مقصودة على وجه‬                      ‫قاطعها متعجبًا‪ :‬والمعاني يا ماري؟‬
 ‫التحديد‪ ،‬في القرآن (إذ قالت امرأت عمران ر ِّب إني‬
                                                       ‫قالت بذات البساطة‪ :‬المعاني هى أوهام المثقفين‬
   ‫نذرت لك ما في بطني محر ًرا فتقبل مني إنك أنت‬        ‫أصحابك‪ ،‬البيزنس هو حقيقة العالم الوحيدة إضافة‬
                                 ‫السميع العليم)‪.‬‬
                                                                             ‫إلى الموت‪ ،‬غير ذلك أوهام‪.‬‬
                 ‫قال مصطفى‪ :‬هل فهمت شيئًا؟‬            ‫شرد مصطفى موب ًخا نفسه‪ :‬عن أي معان تتحدث‬
        ‫ردت ماري ضاحكة‪ :‬وأم النور ولا كلمة‪.‬‬            ‫مع واحدة باعت شبابها لرجل تقول إنه كان يرعاها‬

                        ‫>>>‬                                                       ‫كما يرعى الأب ابنته؟‬
                                                                  ‫صاحت ماري‪ :‬نحن هنا‪ ،‬أين ذهبت؟‬
    ‫عاد مصطفى بقوة الأمل إلى ما كان عليه قبل‬           ‫رد مصطفى‪ :‬لماذا لا تقولين لي نكتة‪ ،‬فأنا أعتبر‬
‫ثلاثين عا ًما‪ ،‬لقد عاد إلى زمن حياة أمه وأبيه ونوال‪،‬‬
 ‫حيث كل شيء ميسور وكل شيء ممكن‪ ،‬كان يعمل‬                                    ‫الضحك حقيقة من الحقائق‪.‬‬
 ‫كالمجنون يكاد لا يشعر بما حوله‪ ،‬هو كان قد شفر‬         ‫ابتسمت ماري ابتسامة عريضة كشفت لمصطفى‬
                                                       ‫أنها قد أنفقت عشرات آلاف الجنيهات لتحصل على‬
    ‫المرأة التي تكرهه من سنوات‪ ،‬ولكن العجيب أن‬
   ‫موقفه من أولاده كاد يذوب في حمى انكبابه على‬                                    ‫أسنان كأسنانها هذه‪.‬‬
                                                      ‫قالت ماري‪ :‬هى نكتة لن تضحك غيرك‪ ،‬هل تعرف‬
                                          ‫العمل‪.‬‬
       ‫سيعمل وسيفوز بالمركز الأول وسيحصد‬
   89   90   91   92   93   94   95   96   97   98   99