Page 97 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 97

‫‪97‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫قصــة‬

  ‫ويجلس المحكمون فوق المنصة ويعلنون النتائج‪.‬‬               ‫عشق الرجال تلك المرأة المادحة لزوجها‬
‫فجأة همس مصطفى‪ :‬انظري حياة قادمة نحونا‪.‬‬                                      ‫الخاضعة لأمره ولنهيه‪.‬‬
‫همست ماري‪ :‬إن سلَّمت فرد بأدب‪ ،‬وإن تجاهلتنا‬
                                                       ‫كلامها هذا ضاقت به بعض النساء فهاجمنها‬
                                   ‫فخي ًرا فعلت‪.‬‬     ‫بوصفها المرأة التي تعشق حياة الجواري والإماء‪،‬‬
    ‫وصلت حياة إليهما وسلمت بحرارة صادقة‪،‬‬              ‫هجوم النساء عليها صب في مصلحتها لأنه جعل‬
‫وخصت مصطفى بضغطة على كفه وصوتها يخرج‬
   ‫من منطقة ما من جسدها غير فمها قائلة‪ :‬نشكر‬             ‫الرجال يزدادون تعل ًقا بها‪ ،‬حتى أصبحت لدى‬
     ‫المسابقة لأنها جعلتني أراك‪ ،‬من الشهر القادم‬                       ‫كثيرين أيقونة مقدسة للأنوثة‪.‬‬
    ‫سينطلق صالوني الثقافي وأنتما في أول قائمة‬
                                                   ‫وصفحة الفيس بوك أضيفت لها قناة خاصة على‬
                                      ‫المدعوين‪.‬‬    ‫اليوتيوب يشاهدها الملايين‪ ،‬بعضهم يشاهدها لكي‬
  ‫ه َّزا رأسيهما شاكرين الدعوة الكريمة‪ ،‬فغادرت‬
   ‫حياة لتعود إلى مقعدها في طرف الصف الرابع‪.‬‬          ‫يتمتَّع بجسدها الخرافي الذي لم ينل منه الزمن‪،‬‬
 ‫همس مصطفى لماري‪ :‬ما هذا الذي تلبسه هذه‬               ‫وكثيرون يشاهدونها لكي ينعموا باللاشيء الذي‬

                                        ‫المرأة؟‬                                              ‫تقوله!‬
       ‫قالت ماري‪ :‬ظننتك ستسألني عن عطرها‪.‬‬
   ‫قال‪ :‬أنا هندسة قسم عطور‪ ،‬عطرها أعرفه هو‬                                 ‫>>>‬
 ‫شانيل جاردينا جراند إكستريه‪ ،‬ثمن زجاجته التي‬
   ‫تبلغ سعتها ثلاثين مللي أربعة آلاف دولار يعني‬         ‫أخي ًرا جاءت لحظة العرس‪ ،‬أكبر قاعات فندق‬
                                                    ‫الغزالة ضمت مئات من المتسابقين ورجال الأعمال‬
                            ‫راتبي في عام كامل‪.‬‬
 ‫ابتسمت ماري وقالت‪ :‬فستانها من تصميم بيت‬                   ‫والإعلام‪ ،‬عرس حقيقي‪ ،‬يليق بعريس الليلة‪.‬‬
                                                          ‫كان مصطفى مؤمنًا بأنه سيكون العريس‬
                     ‫أزياء اسمه اليزابيتا فرانكى‪.‬‬   ‫وستز ُّف إليه الجائزة الكبرى بوصفها عروسه التي‬
   ‫قاطعها مصطفى بحدة‪ :‬لا تستغلي جهلي فهذا‬
                                                                            ‫ستعي ُد ولادته مرة ثانية‪.‬‬
                     ‫ليس من الفساتين في شيء‪.‬‬           ‫كان مصطفى يجلس بجوار ماري في الصف‬
    ‫ر َّدت مبتسمة‪ :‬لم أكمل وصفي‪ ،‬الفستان كما‬          ‫الثالث‪ ،‬الص َّفان الأول والثاني كانا للرسميين من‬
  ‫رأيت‪ ،‬هو عبارة عن مايوه وفوقه فستان شيفون‬
  ‫مطرز فيبدو كأنه كاش مايوه سواريه‪ ،‬وأما حزام‬                                        ‫دول المتوسط‪.‬‬
  ‫خصرها فهو من الستان المرصع بأحجار كريمة‪،‬‬                            ‫سألته ماري‪ :‬هل أنت متوتر؟‬
 ‫هذا الفستان‪ ،‬بعي ًدا عن أحجار الحزام لن يقل ثمنه‬                  ‫قال‪ :‬حتى أن قلبي يكاد يتوقف‪.‬‬

                            ‫عن ربع مليون جنيه‪.‬‬                              ‫قالت‪ :‬اطمئن‪ ،‬ستفوز‪.‬‬
  ‫قال مصطفى بغيظ صادق‪ :‬إنه يظهر مؤخرتها‬            ‫قال‪ :‬أنت تعرفين كل شيء‪ ،‬فكيف لم يتم تسريب‬

                                           ‫و‪...‬‬                                         ‫النتائج لك؟‬
      ‫سارعت ماري بمقاطعته‪ :‬ومتى سترتها يا‬            ‫قالت‪ :‬ظنِّي أن هذه هى المرة الأولى التي لا يتم‬
                                                   ‫تسريب نتيجة مسابقة تجري على أرض مصر‪ ،‬هكذا‬
                ‫مصطفى؟ يا ابني هذه رأس مالها‪.‬‬
    ‫تن َّهد مصطفى وقال‪ :‬هذه المرأة تجعلني أعيد‬                                               ‫حظك‪.‬‬
                                                    ‫أشار مصطفى إلى الشاشة العملاقة التي تعرض‬
                     ‫التفكير فيما أعتبره خرافات‪.‬‬     ‫صور المتسابقين وقال‪ :‬متى ينتهي كل هذا؟ يجب‬

                                                                                 ‫أن يشعروا بحالتي‪.‬‬
                                                      ‫ابتسمت ماري وقالت‪ :‬فات الكثير‪ ،‬كلها دقائق‬
   92   93   94   95   96   97   98   99   100   101   102