Page 96 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 96
العـدد ١٩ 96
يوليو ٢٠٢٠
الدكتوراه وراعية المواهب الشابة من خلال جمعيتها ثم يطرحها أر ًضا ،ولكنه كعادته في تلك الأيام سقط
الخيرية التي تحمل اسم (أتولف). في نوبة من نوبات شلله.
أتولف هذا ملك من ملوك القوط ،والسيدة حياة بعد عام التخرج غابت حياة سبع سنوات متصلة،
قوطية من نعومة أظفارها ،فمن الطبيعي أن تطلق أين كانت؟
اسم جلالته على جمعيتها ،طب ًعا هذا الاسم يضمن
لها لفت الأنظار الذي تعشقه ،كما يضمن لها تموي ًل يقولون :في كندا ،لا بل في المكسيك ،لا بل في
سخيًّا من الأوروبيين ،الذين يحنون لتلك الحقبة من تايلاند ،لا بل في التبت ،لا بل في كولومبيا ،لا بل
تاريخهم. في البرتغال.
لقد نجحت حياة في أن تملأ الدنيا وتشغل الناس، وما هذه الدال التي أصبحت تسبق اسمها؟
إنها دال الدكتوراة ،لقد حصلت على الدكتوراة في
لقد غزت -وهي المسلمة -الكنيسة وراحت تلقي
محاضرات عن اللاشيء ،وتربح أموا ًل طائلة ،ولكي فلسفة العمارة القوطية.
ضحك مصطفى يومها ضحكته الشهيرة ،حياة لا
تع ِّزز مكانتها عند بعض المسيحيين الذين غ َّرهم تعرف العمارة أص ًل ،أما عن القوط والقوطية فهما
سطحها البراق ،فقد راحت تهاجم بضراوة شعيرة
الأضحية عند المسلمين بدعوى العطف على الخراف عندها من عائلة القوطة ،التي هى الطماطم.
كان مصطفى مؤمنًا بأن حاتم باشا هو فقط الذي
التي ُيريق المسلمون دمها!
كاد بعض متعصبي المسلمين أن يفتكوا بها لديه الخبر اليقين.
فغازلتهم بش ِّن حملة ضد طقس التناول في الكنائس، قال له حاتم :حياة قادمة ،فكن منها على حذر ،هى
فخسرت المسيحيين الذين يعتبرون التناول من
كائن عالمي ،ولا تصادق أقل من حكمدار العاصمة،
أسرار كنيستهم المقدسة. فإن كانت علاقتك بها طيبة وطلبت منها خدمة فلن
يومها شمت بها المسلمون فهي على بعد شبر تتأخر بل ستسرف في العطاء ،وإن كان بينكما تلك
من خسارة الفريقين خسارة أكيدة ،ولكنها ببراعة الخلافات التي تكون بين أبناء الجيل الواحد ،فمن
جمعت ما تف َّرق عندما صنعت لنفسها صفحة على الأحسن والأسلم لك أن تجعلها تنسى وجودك في
الفيس بوك باسم (حياة امرأت شعبان). الحياة ،فهى أفعى ع َّضتها والقبر.
الذين يعرفونها ويعرفون شعبانها ،يعلمون أن فإن سمعتهم يقولون :حياة حصلت على الدكتوراة
الرجل ليس أكثر من خادم ذليل يتمنَّى الحصول
في فلسفة العمارة القوطية فزايد عليهم وقل بل
على شرف حمل حقيبتها. حصلت عليها في تعانق الباليه مع المصارعة الحرة.
هى لم تلتفت للذين يعرفون الحقيقة ،كانت
تخاطب الجمهور الافتراضي الواسع وتق ِّدم نفسها قاطع مصطفى حات ًما وسأله :ماذا تعني بقولك
بوصفها امرأت شعبان الذي هو كلمة السر في إنها قادمة؟
نجاحها ،شعبان الذي يمثِّل أصفى وأرق ما في
الرجال من رقي وصفاء وسمو ،لقد جعلت من ضحك حاتم وقال :هذا ما ستخبرك به السنوات
الخادم الذليل الذي ربما لم تمكنه من نفسها مرة القادمة.
واحدة رج ًل أسطور ًّيا فهو الأوفى والأخلص
والأشجع والأكرم ،وما هى إلا المرآة التي تعكس وقد أخبرت السنين مصطفى بكل شيء ،لقد
بدأت حياة تكتب مقا ًل ثابتًا في جريدة شهيرة ،قرأ
جميل خصاله. مصطفى عدة مقالات فأقسم :حياة لا تستطيع كتابة
جملة واحدة من كل تلك المقالات.
عندما جاء زمن الفضائيات أصبحت ضيفة دائمة
على البرامج الجماهيرية بوصفها المثقفة حاملة