Page 12 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 12

‫العـدد ‪37‬‬   ‫‪10‬‬

                                                                         ‫يناير ‪٢٠٢2‬‬

‫عبر الوفرة اللغوية‪ ،‬وتلك سمة تناسب البدايات‪،‬‬                                                  ‫النخي ُل له حكم ُة امرأ ٍة راغبة‬
                                                                                              ‫وكثي ٌر من الخل ِق يصطخبون‬
‫وثانيها‪ :‬التخييل المجازي الجزئي في حده الأدنى‬
                                                                                                                  ‫وتعلو‬
‫(الوحدات الصورية الصغرى من تشبيه واستعارة)‬                                                                    ‫ويشتبكون‬

‫مع ملاحظة تكوينات تخييلية مشهدية وإن لم تأخذ‬                                                                      ‫وتعلو‬
                                                                                             ‫وتق ُر ُب من نخلة ثم من نخل ٍة‬
‫ملامحها كاملة‪( :‬وتعلو‪ /‬ويشتبكون‪ /‬وتعلو‪/‬‬
‫وتق ُر ُب من نخلة ثم من نخل ٍة‪ /‬قاب قوسين‬                                                        ‫قاب قوسين كنت وتقر ُب‬
‫وراء َك‪ /‬لا‬  ‫كشنيتءوغتيقرر ا ُبش‪/‬تلباا ٍكشأمياءم َكغي‪/‬رفالتنصطسلخاخ ٍ‪/‬ب‬                     ‫لا شيء غير اصطخا ٍب وراء َك‬
‫وتعال على‬
‫صخ ٍب واشتبا ٍك وزاو ْل ُد ُن َو َك)‪ ،‬فتوالي الوحدات‬                                           ‫لا شيء غير اشتبا ٍك أمام َك‬
‫الصورية الصغرى على النحو السابق أتاح لنا جانبا‬                                                                  ‫فلتنسلخ‬

‫من مشهد ممتد توافر له الحدث وفاعله ومتلقيه‬                                        ‫وتعال على صخ ٍب واشتبا ٍك وزاو ْل ُد ُن َو َك‬
                                                                                                                      ‫‪..‬‬
‫والآثار الناتجة عنه زيادة على الحركة والصوت‬
‫في إطاري المكان والزمن‪ ،‬وسنتوقف تفصي ًل أمام‬                                                           ‫سوف تفر ُح تعلن‪:‬‬
                                                                                                        ‫هذا أوان المخاض‬
‫حالات مشهدية في موضع لاحق‪ ،‬ثالث الملامح‪:‬‬
                                                                                                            ‫الطري ُق ابتدا‬
‫الحيوية والتوتر عبر اختيار الأساليب الإنشائية‬                                                              ‫إنهم يخرجون‬
‫(لتنسلخ‪ /‬تعال على صخ ٍب واشتبا ٍك‪ /‬زاو ْل‬                                           ‫يخرجون من النخ ِل‪ ،‬من فجوات الريا ِح‬
‫ُد ُن َو َك)‪ ،‬وإسقاط أدوات الربط في بعض المواضع‪،‬‬                                                          ‫وسقف الغيوم‪.‬‬
‫كل ذلك ق َّرب البنية الشعرية من الفعل الدرامي‪،‬‬
‫ورابعها‪ :‬أناقة التركيب الخلو من الحشو الزائد‪،‬‬                                                                      ‫‪)6(”..‬‬
                                                                            ‫تختزل مفردة (الطريق) أشوا ًطا باتجاه الانحياز‬
‫وبما يؤكد بكارة عمق التجربة المتزامن مع نضج‬
                                                                               ‫الأساسي للشاعر (قضايا الوطن)‪ ،‬من حيث‬
                  ‫البدايات‪.‬‬                                                  ‫المجاهدة في الرحلة وما يصاحبها من عثرات أو‬
                                                                            ‫عقبات‪ ،‬ولكنه سرعان ما ينزع عنها تلك القتامة‬
             ‫(‪)3‬‬
                                                                                ‫بمنحها دلالة الاشتهاء‪ ،‬ومن ثم؛ يطمس كل‬
‫ربما لا نجد شاع ًرا من جيل الثمانينيات وما بعده‬                             ‫الإيحاءات السلبية إلى ما هو عكس ذلك‪ ،‬لتصبح‬
‫بقليل‪ ،‬لم يبدأ تجربته الشعرية بقصائد من شعر‬                                  ‫أقرب إلى رسالة مقدسة‪ ،‬ويقترب فعل المنت َظر‪/‬‬
                                                                              ‫المخلص من أداءات أسطورية‪ ،‬جلاها المجاز في‬
                                                                             ‫مواضعه (اغتصاب الرياح‪ ،‬تعبئة الاشتهاء‪،‬‬
                                                                           ‫ارتهان الغيوم‪ ،‬تعبئة الكلام إلى زمن البعث‪..‬‬
                                                                            ‫إلخ)‪ ،‬وصو ًل إلى نجاح المخلص في قطع الطريق‬
                                                                            ‫وتحقيق غايته بخروج الأنصار في اتجاه الهدف‬
                                                                         ‫(إنهم يخرجون من النخل‪ /‬من فجوات الرياح‪/‬‬
                                                                         ‫ومن سقف الغيوم)‪ ،‬تلك هي الفكرة المفهومية التي‬
                                                                           ‫يقولها المقطع في حدها الأدنى‪ ،‬والبنية الشعرية(‪)7‬‬
                                                                         ‫في ذاتها بسيطة لا غموض فيها‪ ،‬لكن طبيعة تركيب‬
                                                                          ‫تلك البنية هو ما يستدعي الإحالة على المضمر فيما‬
                                                                             ‫وراء المسطور‪ ،‬ليظل المضمر خلف النص هائ ًل‬

                                                                                            ‫ومفتو ًحا على الاحتمالات كافة‪.‬‬
                                                                         ‫أول ملامح التركيب في البنية الشعرية‪ :‬هو الامتداد‬
   7   8   9   10   11   12   13   14   15   16   17