Page 16 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 16
العـدد 37 14
يناير ٢٠٢2
الشارع( /)30وأنا أضغط بعنف على طرف تحول الضمائر ،والوحدات المفهومية بحسب «سعد
المقعد( /)31الغبار الثقيل الذي يعلو المصباح(..)32 مصلوح»( ،)16وقد يكون على أساس من طبيعة
إلخ) ،فما دلالة ذلك على مستوى التجربة ،وما النسق الكتابي لكل جزء في النص ،بعد ذلك نبحث
الذي يمثله من تحولات فيها؟ وما علاقته ببقية في سبك النص ظاهر ًّيا( )17وحبكه باطنيًّا( ،)18ويتم
العناصر الفنية الأخرى عمو ًما ،والتخييل المشهدي
التعامل مع اختلاف الأنساق الكتابية بوصفها
خصو ًصا؟ تنوي ًعا له آثاره الإيجابية ،ومن ثم نبحث دلالات
أشرنا من قبل إلى توافر نص محمد السيد إسماعيل الاستفهام ،والمقاطع الحوارية وما أضافاه للنص،
خصو ًصا على صعيد التخييل ،كونه ينتسب إلى
على عناصر درامية مدهشة ،وحددنا منها العدول المشهدية الحدثية والحركة أكثر من انتسابه إلى
عن الخبر إلى الإنشاء ،الاستفهام خاصة ،وكذا الجملة الشعرية الساكنة ،وقد أشرنا إلى كثير من
تض ُّمن النص مقاطع حوارية كاملة ،فإذ أضفنا هنا تفاصيل ذلك في مواضع سابقة.
التحديدات الزمنية والمكانية؛ فإننا أمام حالة ثرية
من المشهدية بوصف الزمن والمكان بيئة تدور فيها ()6
أحداث المشهد ،ومفهوم المشهد الشعري في النص
هو «جملة ما يخرج به النص الشعري من حيز بتأمل ديواني استشراف قيامة ماضية ،وتدريبات
السرد إلى فضاء التشكل الحسي ،مع توافر عدد يومية ،بوصفهما متعاقبين أو متوازيين زمنيًّا؛
من العناصر ،منها :الحدث ،والفاعل ،والقابل،
والزمن ،والمكان ،والعلة ،والشيء ،والأثر»(،)33 سيلفتنا جنوح الشاعر إلى التركيز على التحديدات
الزمنية والمكانية ،وبكثافة يصعب تجاهلها ،وقد
وبعبارة أخرى :المشهد الشعري هو جملة أجريت إحصا ًء على تلك التحديدات في الديوان
العناصر السابقة التي تمكن من مشاهدة النص الصادر حديثًا (تدريبات يومية) ،وانتهيت إلى أن
كفيلم سينمائي ،حال تلقيه ،لنشاهد نص قرون
عدد التحديدات الزمنية بلغ أربعة وأربعين تحدي ًدا
ماضية(:)34 زمنيًّا في مقابل عشرين تحدي ًدا مكانيًّا ،وقد وردت
في الظهيرة،
وبعد أن استقرت الشمس تما ًما في كبد الأرض، بنسبة أقل في ديوان استشراف قيامة ماضية.
وبدت صخور الطريق كرؤوس حيوانات منقرضة، المقصود بالتحديد الزمني أو المكاني أن الشاعر لا
وتدفق الماء الساخن في القنوات، يكتفي بذكر كلمات عامة أو مطلقة الدلالة على الزمن
عاب ًرا الجسر الكبير؛ أو المكان ،بل يؤطر الزمن تأطي ًرا صار ًما باللحظة
تجمع آلاف الفلاحين والبرهة والساعة واليوم ،من مثل (أسبو ًعا كام ًل
لم يطلبوا شيئًا وأنا أدخر هذا الحنين( /)19الكف الرحيمة التي
توقفوا فحسب تمتد في منتصف الليل( /)20الثوب الذي ضمنا
أمام البوابة الكبيرة
رافعين أيديهم إلى أعلى عشرة أيام( /)21كانت الثالثة حين بدا زجاج
-ماذا يريدون؟ (تساءل الحرس) النافذة أسود( /)22لا يعرفون معنى أن أقف ثلاث
اقت َربوا أكثر
هزوا بأيديهم قضبان البوابة عشرة ساعة في البرد( /)23ها هي منذ لحظات
-ماذا يريدون؟ أمام الباب( /)24حدث يوم الاثنين أنني اتكأت
انفتحت عن آخرها على صخرة( /)25في تمام الساعة السادسة من
مفزو ًعا بملابس النوم الخفيفة استيقظ الملك يوم الأربعاء( ..)26إلخ) وكذا يحدد الأماكن بما
على صوت الرصاص: لا يقل صرامة ،من مثل (الطاولة الكبيرة التي
-ماذا تفعلون؟
تتوسط البهو( /)27حتى آخر الحديقة(/)28
الجوهرة التي خبأتها في جيب بنطالك
الأيسر( /)29حدث مرة أن خرج إلى منتصف