Page 235 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 235

‫‪233‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

  ‫الإسكندرية لاح ًقا بأخيه‬      ‫في الحرب العالمية الأولي‬        ‫هذا تلميذ أوصيك به‪ .‬لقد‬
     ‫البهي الذي سبقه إلى‬       ‫وشروط معاهدة فرساي‬              ‫التحق بالسنة الخامسة‪.»..‬‬
                              ‫القاسية التي اقتطعت منها‬
 ‫هناك‪ ،‬وفي القطار يستمع‬                                           ‫تلك البداية تلقي ظلالها‬
     ‫هو الرجل الوديع إلى‬          ‫مستعمراتها‪ ،‬وفرضت‬            ‫علي مصائر أبطال روايتنا‪،‬‬
                                  ‫عليها أزمات اقتصادية‬         ‫هتلر سيحيل الدنيا صرا ًعا‬
  ‫حوار يدور بين راكبين‪،‬‬        ‫حادة‪ ،‬وفي روايتنا الرغبة‬
  ‫ولقربهما من مجد الدين‬      ‫في القتال تتشابه مع الفارق‬            ‫شر ًسا‪ ،‬وفي خضم هذا‬
                                ‫في الشعور المحرك‪ ،‬رغبة‬        ‫الصراع يظهر صراع أصغر‬
           ‫كان يسمعهما‪.‬‬           ‫العمدة في الانتقام من‬      ‫يقضي على قصة حب رشدي‬
   ‫‪ -‬لن تتركه فرنسا ولا‬           ‫البهي أخو مجد الدين‪،‬‬
  ‫إنجلترا‪ ،‬إنها بداية حرب‬        ‫المغوي للنساء بوسامته‬            ‫وكاميليا بسبب اختلاف‬
                             ‫وجاذبيته التي جعلت القرية‬             ‫العقائد‪ ،‬وفي ليلة قريبة‬
            ‫عالمية جديدة‪.‬‬        ‫تغلي غيرة على حريمها‪،‬‬          ‫لنفس الليلة التي أراد فيها‬
‫‪ -‬وهذا ما يجعلني أضحك‬        ‫وتدبير البهي لمقلب المحكمة‬         ‫هتلر عصر رئيس حكومة‬
                             ‫الشرعية حيث فضح أسرار‬               ‫بولندا‪ ،‬يوجه لمجد الدين‬
                   ‫بشدة‪.‬‬         ‫الأزواج ومعهم العمدة‪،‬‬          ‫سؤا ًل‪ ،‬وهو بعد في قريته‬
        ‫‪ -‬ماذا تقصد بهذا‬           ‫فيفور القتال ويجري‬             ‫التي لا يعرفها هتلر ولا‬
  ‫الضحك؟ أقول لك حرب‬             ‫سلسال الدم حتى يحل‬             ‫رئيس الحكومة البولندية‪:‬‬
 ‫عالمية سيموت فيها ناس‪.‬‬      ‫الخراب على الأسر المتقاتلة‪،‬‬        ‫لماذا لا تسمح لنا بالقتال؟‬
    ‫‪ -‬أقصد أننا منقولون‬       ‫إنها نفس الأسر الإنسانية‬         ‫إنها نفس الرغبة المسيطرة‬
       ‫للعمل بالإسكندرية‬     ‫التي تتحارب وتفني بعضها‬            ‫على قلوب الرجال على مر‬
    ‫نفس يوم هجوم ألمانيا‬         ‫البعض! قبل هذه الليلة‬        ‫التاريخ واختلاف الأجناس‪،‬‬
   ‫على بولندا‪ ،‬هذه مسألة‬      ‫الأخيرة لمجد الدين بيومين‬         ‫القتال والحرب لا يهم إذا‬
 ‫مقصودة‪ ،‬اتفاق مع هتلر‪.‬‬      ‫كان الرد الذي طلبه هتلر قد‬       ‫ما كانت في برلين‪ ،‬موسكو‪،‬‬
    ‫راح مجد الدين يسمع‬       ‫جاءه إعلا ًنا سري ًعا بالتعبئة‬  ‫واشنطون‪ ،‬لندن‪ ،‬أو في قرية‬
‫الكلام منده ًشا‪ .‬كان يعرف‬    ‫بين الشعب البولندي‪ ،‬ونداء‬       ‫مصرية تملؤها أبراج الحمام‪،‬‬
‫مما يتناثر في القرية‪ ،‬ومما‬       ‫من رئيس وزراء بولندا‬          ‫في الأسباب الدولية للحرب‬
‫يقوله الراديو الضخم الذي‬       ‫إلى شعبه‪ ،‬بأن يقف خلف‬            ‫العالمية هي الرغبة الألمانية‬
  ‫ناد ًرا ما يستمع إليه‪ ،‬أن‬     ‫جيشه دفا ًعا عن الحرية‬             ‫في الثأر لهزيمة قواتها‬
   ‫هناك استعدا ًدا للحرب‪،‬‬
 ‫إن ألمانيا تثير المشاكل مع‬                  ‫والشرف‪.‬‬
‫الدول الأخري‪ ،‬وأن الناس‬         ‫انتهت المدة إذن‪ ،‬ولم يعد‬
 ‫تخشي قيام حرب جديدة‬            ‫هناك مفر من دوران آلة‬
‫تكون أشد فت ًكا من الحرب‬
    ‫السابقة‪ .‬لقد نسي هذا‬          ‫الشر‪ ،‬وفي صباح تلك‬
 ‫كله خلال الأيام السابقة‪.‬‬      ‫الليلة الأخيرة لمجد الدين‪،‬‬
    ‫ها هو يعود إليه‪ .‬لذلك‬     ‫بالضبط في الساعة الرابعة‬
    ‫أنصت لكلام الرجلين‪.‬‬      ‫وخمس وأربعين دقيقة‪ ،‬بدأ‬
‫«مجد الدين يخرج رغبة في‬        ‫الهجوم الكبير على بولندا‪.‬‬
  ‫النجاة من حرب صغرى‬
 ‫كي يقع في الحرب العالمية‬              ‫يهرب مجد الدين‬
    ‫الثانية‪ ،‬يتفادي العمدة‬          ‫مع زوجته زهرة إلى‬
      ‫ليواجه قوات روميل‬
   230   231   232   233   234   235   236   237   238   239   240