Page 238 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 238

‫العـدد ‪37‬‬          ‫‪236‬‬

                                                           ‫يناير ‪٢٠٢2‬‬        ‫لو كان سرد جز ًءا مما‬
                                                                       ‫يعتمل في نفس قواد وجيوش‬
               ‫هذه المرة‪.‬‬                       ‫وزيادة‬
                    ‫قال‪:‬‬     ‫فرقص أمامها وأمسك يديها‬                       ‫القوات المتحاربة‪ ،‬لجعلنا‬
                                                                          ‫نتعاطف مع الفريقين م ًعا‪،‬‬
    ‫‪ -‬طب ًعا‪ ..‬دخول المدينة‬                      ‫وقال‪:‬‬                    ‫هؤلاء الغرباء الذين تركوا‬
  ‫بالليل أمر صعب‪( .‬دخل‬             ‫أنا عايز الزيادة يا أم‬              ‫بيوتهم وأراضيهم وعائلاتهم‬
 ‫مجد الدين وزوجته وهما‬                                                   ‫ليقتلوا بعضهم البعض على‬
   ‫المتحدثان في تلك الفقرة‬             ‫حميدو بالحلال‪.‬‬                    ‫رمال بلاد بعيدة لم يجر في‬
‫المدينة لي ًل‪ ،‬في وصف آسر‬       ‫ولم ترد‪ ،‬طامنت رأسها‪،‬‬                  ‫خيالهم أن يزوروها يو ًما ما‪،‬‬
 ‫يشف عن حساسية المكان‬            ‫وأغمضت عينيها فانكفأ‬                  ‫كما تمكن من تصوير الخوف‬
                                 ‫عليها يحتضنها ويقبلها‬                     ‫وظلام الصحراء وضرب‬
    ‫والاغتراب في أدب عبد‬
                  ‫المجيد)‬          ‫وهي جالسة ففزعت‪،‬‬                          ‫المدافع والدانات والجو‬
                             ‫ودفعته بعي ًدا وهي تنظر إلى‬                 ‫الخارجي للمعركة بصدق‪،‬‬
     ‫وكانت نذر الشتاء قد‬                                                  ‫كان سيغوص في تفاصيل‬
       ‫أتت متعجلة‪ ،‬فهطل‬                        ‫الشارع‪.‬‬
       ‫مطر كثير غزير لم‬             ‫وافقت هذه المرة على‬                    ‫الحياة والموت ومفارقات‬
                                ‫الزواج‪ .‬هي غير مصدقة‬                         ‫الأقدار بنفس الصدق‪.‬‬
     ‫ينقطع بالليل والنهار‪،‬‬      ‫عودته وهو غير مصدق‬
    ‫واستمر لعدة أيام لكن‬         ‫موافقتها وأدرك رشدي‬                       ‫وفي لحظات بهيجة وعلى‬
   ‫أح ًدا لم يضج‪ ،‬والحركة‬        ‫أن ألمانيا إذا هزمت مرة‬                        ‫طريقة السينما التي‬
    ‫لم تنقطع‪ ،‬والمحلات لم‬    ‫ستهزم كل مرة‪ ،‬فصار على‬
   ‫تغلق‪ ،‬وأصوات الراديو‬        ‫يقين باقتراب انتهاء الحر‬                 ‫يعشقها إبراهيم عبد المجيد‪،‬‬
                                  ‫وسفره إلي باريس‪.»..‬‬                  ‫وذكرياته معها دافئة ومؤثرة‬
                             ‫ويختم الرواية «‪ -‬لا أعرف‬
                               ‫كيف ستكون الإسكندرية‬                         ‫لأبعد مدى‪ ،‬تبدأ حيوات‬
                                  ‫دون دميان‪ ،‬ولا كيف‬                        ‫الشخصيات بعد الحرب‬
                               ‫ستكون عندي القدرة علي‬                         ‫نشيطة ومتفائلة بالغد‪:‬‬
                               ‫العودة إلى العمل دون أن‬                     ‫«وظهر الخواجة ديمتري‬
                                                                          ‫أمام منزله ومعه عدد من‬
                                            ‫يكون معي‪.‬‬                       ‫العمال سرعان ماراحوا‬
                              ‫ومسح دمعه الذي ترقرق‪،‬‬                       ‫يزيلون ما تهدم استعدا ًدا‬
                               ‫لكنها لم تشأ أن تثنيه عن‬                 ‫لبناء البيت من جديد‪ ،‬وظهر‬
                                                                         ‫جندي الجيش المرابط الذي‬
                                  ‫العودة إلى المدينة التي‬                 ‫كان يشتري اليوسفي من‬
                             ‫ذهبت إليها من قبل مكرهة‪،‬‬                  ‫أم حميدو‪ .‬فجأة فوق رأسها‬
                              ‫وتركتها إذ خلفته وراءها‪..‬‬                 ‫يضحك ويهز رأسه ويقول‪:‬‬

                               ‫ستذهب هذه المرة راضية‬                           ‫يا بتاع اليوسفندي‪.‬‬
                               ‫مسرورة حتى لو لم تجد‬                        ‫ما تقول لي العشرة بكام‪.‬‬
                                                                       ‫وضحكت أم حميدو‪ ،‬وجلجت‬
                                 ‫الناس‪ ،‬كما كانوا بنفس‬                    ‫ضحكتها وقالت وهي تهز‬
                                 ‫الروح الصافية والمرح‪.‬‬
                             ‫المدينة البيضاء زرقاء البحر‬                                    ‫كتفها‪:‬‬
                                  ‫والسماء ستعيد الروح‬                           ‫العشرة اليوسفندي‬

                                               ‫لأبنائها‪.‬‬                           ‫ياحبيبي ببلاش‬
                                                 ‫قالت‪:‬‬

                              ‫‪ -‬نسافر في الصباح الباكر‬
   233   234   235   236   237   238   239   240   241   242   243