Page 237 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 237

‫إنها رؤية فنية رآها عبد المجيد في‬                        ‫صوته ويهتز مع ضوء القمر‬
‫خياله الإبداعي‪ ،‬وأمل حارق يحدوه أن‬                            ‫يكشفه للجميع‪ ،‬بينما هو‬
                                                             ‫ذاهل عنهم تما ًما‪( ،‬وجعلنا‬
   ‫يرى مدينته مدينة الفضة والذهب‪،‬‬                             ‫من بين أيديهم س ًّدا ومن‬
  ‫هكذا يحلم الفنان ابن الإسكندرية‬
                                                            ‫خلفهم س ًّدا فأغشيناهم فهم‬
    ‫بأيام طاهرة تغسل فيها عروس‬                              ‫لا يبصرون)‪ ،‬وبدأت زهرة‬
    ‫البحر المتوسط من أدران الفساد‪،‬‬
‫والتعصب‪ ،‬والهمجية‪ ،‬لتعود لشبابها‬                              ‫تردد خلفه وصوته يعلو‪،‬‬
   ‫الأول "مدينة من فضة تسري فيها‬                               ‫والست مريم تردد (نعم‬
                                                            ‫نسألك يا الله ضابط الكل لا‬
                        ‫عروق من ذهب"‬                        ‫تدخلنا في التجربة لكن نجنا‬
                                                           ‫من الشرير)‪ ،‬وديمتري يردد‬
  ‫على حمل تلك الرسالة‪..‬‬          ‫الحكيم) أيها الرب إلهنا‬   ‫معها‪( :‬نعم نسألك أيها الرب‬
       ‫ابحثوا فلن تجدوا!‬        ‫(علي صراط مستقيم) لا‬          ‫إلهنا لا تدخل أح ًدا منا في‬
                                ‫تدخل أح ًدا منا في تجربة‬   ‫تجربة‪ .‬هذه التي لا نستطيع‬
‫ويودع مجد الدين صديقه‬           ‫(تنزيل العزيز) نجنا من‬     ‫أن نحتملها من أجل ضعفنا‪،‬‬
    ‫دميان الذي يموت في‬          ‫الشرير (ما أنذر آباؤهم)‬
                                                                 ‫بل اعطنا أن نخرج من‬
‫طريقهما للهرب من جهنم‬              ‫من أجل ضعفنا (علي‬        ‫التجربة أي ًضا لكي نستطيع‬
 ‫البشرية التي اشتعلت في‬          ‫أكثرهم فهم لا يؤمنون)‬
 ‫العلمين بسورة الرحمن‪،‬‬        ‫نخرج من التجربة (وجعلنا‬           ‫أن نطفئ جميع السهام‬
‫وبين كل آية وأخرى يردد‬         ‫من بين أيديهم س ًّدا) التي‬     ‫المتقدة نا ًرا التي لإبليس)‪،‬‬
                              ‫لإبليس (فهم لا يبصرون)‬       ‫ويرتفع صوته وترفع الست‬
        ‫«دميان‪ .‬دميان»‪.‬‬                                        ‫مريم صوتها‪ ،‬ونجنا من‬
  ‫تلك هي الروح المصرية‬                      ‫آمين آمين‪.‬‬
  ‫كما صاغها التاريخ قبل‬             ‫وتأتي الأصوات من‬            ‫الشرير إبليس بالمسيح‬
 ‫أن يهاجمها طيور الظلام‬           ‫الشارع‪ ،‬رجال وشباب‬          ‫يسوع ربنا‪ ،‬آمين‪ .‬ومجد‬
‫ببث الكراهية والنفور من‬         ‫ونساء مذعورات وأطفال‬         ‫الدين يرفع صوته أكثر يا‬
 ‫الآخر أ ًّيا كان هذا الآخر‪،‬‬                                   ‫ربي لا تترك بيني وبين‬
  ‫فكل مختلف هو مخالف‬                           ‫يبكون»‪.‬‬     ‫أقصي مرادك مني حجا ًبا إلا‬
                              ‫جذور الأديان والاعتقادات‬      ‫كشفته ولا حاج ًزا إلا رفعته‬
    ‫ومن ثم تصبح مدينة‬                                       ‫ولا وع ًرا إلا سهلته ولا با ًبا‬
‫عالمية كالإسكندرية مدينة‬        ‫كلها تكمن هنا في مصر‪،‬‬         ‫إلا فتحته يا من ألجأ إليه‬
                              ‫فإن لم تحتو هي الكل تحت‬         ‫في شدتي ورخائي‪ ،‬ارحم‬
        ‫الصراع الطائفي!‬                                     ‫غربتي‪ ،‬آمين يارب العالمين‪.‬‬
        ‫تعاطف مع جميع‬             ‫سمائها وفوق أرضها‪،‬‬
 ‫الشخصيات ووزع عليها‬             ‫فدلوني على دولة أخرى‬           ‫ويبدأ مجد الدين قراءة‬
 ‫من قلبه وروحه‪ ،‬وأعتقد‬         ‫تحمل نفس الميراث وتقدر‬      ‫القرآن الكريم بعد الدعاء ولا‬

                                                              ‫يزال يهتز ويعيد ديمتري‬
                                                           ‫معه ابتهالاته‪ ،‬ويختلط الكلام‬

                                                              ‫فتسمعه فلا تدرك منه إلا‬
                                                           ‫أنه حالة روح صادقة ضارة‬

                                                                ‫متبتلة بكل الجوراح لله‬
                                                              ‫المخلص‪( .‬يس * والقرآن‬
   232   233   234   235   236   237   238   239   240   241   242