Page 14 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 14
العـدد 21 12
سبتمبر ٢٠٢٠
بوصفه موضو َع الكتاب الوحيد بحسب الإجمال البليد الاستعمار ،التي مارست أنواع الجرائم على اختلافها
المريح ،واختيار الشباب كمستقبل رئيس للخطاب في مواجهة مستعمراتها ،وكانت سببًا رئي ًسا في
يتساوق مع فكرة النهضة بصورة عامة ،ومع مفهوم تأخر تلك المستعمرات ،وظهور أسوأ أشكال التطرف
الثقافة الواسع الذي طرحه تيلور .الأرض واسعة القومي والديني فيها ،والأخطر هو تعويق التطور
أمام حسين للتفكير في المستقبل وفي دور الثقافة
في صناعته ،ودور المثقفين في توجيهها بوصفهم التاريخي الطبيعي لدول تملك مقومات تطوير وتحديث
البوصلة الواعية القادرة على استجلاء الطريق لا تقل عما ملكه الغرب في حداثته ،مع اختلاف تلك
الأصلح. المقومات المثري للإنسانية كلها .هل وقع العميد في
السبب الثاني الذي دعا الدكتور لكتابة «مستقبل حالة التماهي البسيطة مع المحتل؟
الثقافة في مصر» كما يخبرنا ،هو حضوره أكثر من يخبرنا حسين عن مجموعة من الشباب الذين ساءلوا
مؤتمر دولي ممث ًل لوزارة المعارف المصرية .وكي المفكرين -وهو بينهم -عن المستقبل ،ولم يشعر
تعم الفائدة ارتأى الدكتور أن يكتب هذا الكتاب بدي ًل ساعتها بالرضا عن إجابات «قادة الرأي» .يقول:
عن التقارير التي وجب عليه تقديمها للوزارة عن وما كان أشد تأثري بهذه الحركة اليسيرة الساذجة
المؤتمرات التي شارك فيها .أول هذه المؤتمرات هو التي دفعت فري ًقا من الشباب الجامعيين في العام
الماضي ،إلى أن يسألوا المفكرين وقادة الرأي عما
«مؤتمر اللجان الوطنية للتعاون الفكري ،الذي عقد يرون في واجب مصر بعد إمضاء المعاهدة مع
في باريس» ،وثانيها هو «مؤتمر التعليم العالي الذي
عقد في باريس» .لكن الدكتور لم يكتف من الحضور الإنجليز .فقد أقبل هؤلاء الشباب الجامعيون يسألوننا
أن نبصرهم بأمورهم ،ونهديهم إلى واجباتهم،
بهذين المؤتمرين ،يقول:
وشهد ُت مؤتمرات أخرى عقدت في باريس أثناء ذلك وجعل كل منا يتحدث إليهم في ذلك حديثًا سري ًعا
الصيف ،حتى قضي ُت شه ًرا أو نحو شهر أشبه شيء مرتج ًل بمقدار ما كان يسمح له وقته وعمله وتفكيره
بالطالب الذي يختلف إلى الدروس والمحاضرات في السريع في حياة سريعة تمر بنا أو نمر بها مر البرق.
مواظبة ونظام .كل هذه المؤتمرات على اختلافها (مستقبل الثقافة)11 /
تدرس الثقافة من بعض أنحائها»( .مستقبل الثقافة/ الحدث هنا موجه للشباب في سياق التحرر الوشيك،
)12 والإجابات التي ارتجلها قادة الرأي ليست كافية،
التعليم إذن جزء من صورة أوسع رغم حيازته إنها إجابات سريعة لا تتناسب مع خطورة السؤال
المساحة الكبرى في كتاب حسين الذي عادة ما والمرحلة وما يطرحه المستقبل من تحديات يراها
يفصل بين مفاهيم الثقافة والحضارة والتعليم ،وإن حسين بعيني عقله .مرة أخرى تبرز فكرة «صدمة
الولادة» التي بدا من كلام الدكتور أنه على وعي كبير
بها ،خاصة
مع جيل
الشباب الذي
سيولد لديه
وعي جديد
بشروط
ثقافية
جديدة.
حتى هذه
اللحظة لم
يظهر أي
أثر للتعليم