Page 186 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 186

‫العـدد ‪21‬‬                                ‫‪184‬‬

                                   ‫سبتمبر ‪٢٠٢٠‬‬                         ‫لأصبح من كلام الله‪ ،‬ولو كان‬
                                                                        ‫مخز ًنا في إمام مبين لأصبح‬
    ‫ونشأتها وارتباطها بالتطور‬       ‫نظرية الوجود الإلهي والكوني‪.‬‬       ‫من ظواهر الطبيعة‪ .‬وكلام الله‬
‫الفكري للإنسان‪ .‬وعن مستويات‬        ‫فالله هو الوجود الحق‪ ،‬والوجود‬        ‫نافذ‪ .‬وظواهر الطبيعة حقيقة‬
                                   ‫الكوني وجود حق‪ ،‬ولكن حقيقة‬
      ‫المعرفة‪ :‬الحسية والعقلية‬                                             ‫موضوعية صارمة‪( ،‬قوله‬
   ‫والتجريبية والرياضية‪ .‬وفي‬           ‫الله حقيقة أحادية‪ ،‬وحقيقة‬           ‫الحق)‪ ،‬ولصام الناس في‬
‫ضوء هذه النظرية‪ ،‬حدد شحرور‬           ‫الوجود الكوني حقيقة ثنائية‪.‬‬       ‫رمضان شاءوا أم أبوا‪ ،‬وكذلك‬
    ‫قانون الكم والكيف‪ ،‬والقدر‬         ‫ولذلك فإن قوانين الجدل في‬            ‫بقية مواضيع أم الكتاب»‪.‬‬
‫والمقدار‪ .‬والدائم والباقي‪ ،‬والقلم‬   ‫الكون هي الثنائيات التناقضية‪،‬‬      ‫فموضوعات أم الكتاب ليست‬
‫والعلق‪ .‬ثم انتقال آدم عبر قانون‬        ‫والثنائية الزوجية‪ ،‬والثنائية‬  ‫فر ًضا على الناس‪ ،‬بل هي اختيار‬
   ‫التطور والارتقاء من المرحلة‬       ‫الضدية‪ .‬وبما أن هذه الثنائية‬    ‫وتخضع لتقلبات الذات البشرية‪.‬‬
 ‫البهيمية إلى المرحلة الإنسانية‪.‬‬    ‫تعتمد على التحول والصيرورة‬            ‫والدليل أن هناك من البشر‬
                                                                        ‫من يصوم ولا يصلي‪ ،‬أو من‬
      ‫وارتقاء الإنسان‪ ،‬مرهون‬            ‫(التطور) بالضرورة‪ ،‬فإن‬          ‫يستطيع حج البيت ولا يحج‪،‬‬
   ‫بالحرية‪ ،‬لذلك نقض شحرور‬          ‫الصور (الساعة)‪ ،‬البعث‪ ،‬اليوم‬       ‫أو من يكتنز المال وقد تخطى‬
  ‫مفاهيم القضاء والقدر السائدة‬                                       ‫النصاب ولا يزكي‪ .‬والأمر نفسه‬
                                       ‫الآخر‪ ،‬النار‪ ،‬الجنة‪ ،‬مؤكدة‬    ‫في الأخلاق وهي من أم الكتاب‪.‬‬
    ‫ليقر مفاهيم تتفق مع حرية‬        ‫وأنها ليس لها وجود قبلي لأن‬         ‫فمن البشر من يعلم أن الغش‬
‫الإنسان‪ .‬وبرهن على أن الأعمار‬       ‫وجودها مبني على أنقاض هذا‬         ‫والسرقة منهي عنهما ومع ذلك‬
 ‫والأرزاق والأعمال غير مكتوبة‬                                          ‫يغش ويسرق‪ .‬أما موضوعات‬
                                      ‫الكون بعد التسارع في تغير‬           ‫القرآن لتمتعها بالاستقلال‬
     ‫سل ًفا على أحد‪ ،‬وأن مفهوم‬        ‫صيرورته (الانفجار الثاني)‪.‬‬     ‫الذاتي عن الوعي ولأنها تتضمن‬
‫الجبر مفهوم دخيل على العقيدة‬                                         ‫قوانين الوجود‪ ،‬فليست ذاتية ولا‬
                                        ‫‪ -‬نظرية المعرفة‪ :‬وتناول‬       ‫خاضعة لتقلبات الذات البشرية‪.‬‬
                  ‫الإسلامية‪.‬‬       ‫شحرور فيها تحديد مصطلحات‬          ‫فالشمس لا تخجل من أن تشرق‬
    ‫‪ -‬نظرية الاقتصاد‪ :‬استنتاج‬       ‫مهمة قبل الشروع في الحديث‬          ‫من الشرق وتغرب في الغرب‪،‬‬

         ‫الأسس العامة للنشاط‬         ‫عنها‪ ،‬وهذه المصطلحات هي‪:‬‬                ‫وكذا كر الليل والنهار‪.‬‬
        ‫الاقتصادي على أساس‬         ‫الرحمن‪ ،‬الشيطان‪ .‬إبليس‪ .‬وفي‬         ‫وانتهي شحرور إلى مجموعة‬
   ‫الشهوات‪ .‬فأساس الاقتصاد‬                                           ‫من النتائج اتصلت بتمييز القرآن‬
                                      ‫هذه النظرية تحدث عن اللغة‬       ‫وتصنيف موضوعاته‪ ،‬وبتمييز‬
                                                                      ‫الرسالة وتصنيف موضوعاتها‪.‬‬
                                                                     ‫أما فيما يتصل بالنتائج المترتبة‬

                                                                         ‫على تمييز القرآن وتصنيف‬
                                                                                 ‫موضوعاته‪ ،‬فهي‪:‬‬

                                                                         ‫‪ -‬أن أي طرح فلسفي «الله‪.‬‬
                                                                     ‫الكون‪ .‬الإنسان» هو الأساس في‬
   181   182   183   184   185   186   187   188   189   190   191