Page 187 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 187

‫‪185‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

    ‫تناول فلسفة القضاء في‬                          ‫إلا بالحق»‬        ‫هو التجديد في السلع ووسائل‬
        ‫الإسلام والعقوبات‪.‬‬         ‫«ولا تقربوا الفواحش ما ظهر‬              ‫الإنتاج والعائد المادي‪.‬‬

         ‫‪-8-‬‬                                   ‫منها وما بطن»‬        ‫‪ -‬نظرية الجمال‪ :‬تحديد مفاهيم‬
‫سؤال‪ :‬ما الإسلام؟ وما الدولة؟‬     ‫«ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي‬       ‫الجمال وعناصره وأنواعه‬

   ‫قد يبدو هذا السؤال سؤا ًل‬        ‫هي أحسن حتى يبلغ أشده»‬          ‫(الغناء الرقص الموسيقى الأدب‬
    ‫تقليد ًّيا‪ ،‬أو سؤا ًل تجاوزه‬  ‫«وأوفوا الكيل والميزان بالقسط‬                 ‫الشعر المسرح)‪.‬‬
  ‫التاريخ‪ .‬فالإسلام هو الدين‬
 ‫المعروف بعقيدته‪ ،‬وعباداته‪،‬‬           ‫لا تكلف نف ًسا إلا وسعها»‬          ‫أما فيما يتصل بأم الكتاب‬
 ‫ومعاملاته‪ ،‬وأخلاقه‪ .‬والدولة‬       ‫«وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا‬    ‫(الرسالة) فقد توصل إلى نتائج‬
‫هي السلطة الحاكمة بتفويض‬
                                                      ‫قربى»‬                                ‫هي‪:‬‬
      ‫من جماعة المحكومين‪،‬‬                   ‫«وبعهد الله أوفوا»‬           ‫‪ -‬نظرية التشريع‪ :‬الشرع‬
      ‫المنطوية على عدد من‬            ‫«وأن هذا صراطي مستقيما‬             ‫الإسلامي شرع حدودي لا‬
     ‫المؤسسات التشريعية‪،‬‬               ‫فاتبعوه ولا تتبعوا السبل‬      ‫حدي‪ ،‬وحدد الله في أم الكتاب‬
 ‫والقضائية‪ ،‬والتنفيذية‪ .‬وهذا‬         ‫فتفرق بكم عن سبيله ذلكم‬        ‫حدود التشريع لا عين التشريع‪،‬‬
 ‫صحيح في مجمله‪ ،‬وصحيح‬                 ‫وصاكم به لعلكم تتقون»‪.‬‬           ‫وهذا ما يجعل التشريع مر ًنا‬
     ‫بمقتضى التاريخ وعادة‬             ‫والوصية العاشرة تتضمن‬           ‫ومستجيبًا للتطور الاجتماعي‪،‬‬
    ‫التلقي‪ .‬ولكن شحرور لم‬             ‫كل الوصايا التسعة ضمن‬             ‫وصال ًحا لكل زمان ومكان‪،‬‬
  ‫يؤسس لمنهجه الذي أسس‬               ‫«الصراط المستقيم»‪ ،‬وغاية‬       ‫ومفي ًدا لكل الناس مع اختلافهم‪.‬‬
     ‫له كي يقر هذه المفاهيم‬       ‫هذه الوصايا التقوي التي يرى‬         ‫لأن الله لم يجعل هذه الحدود‬
 ‫التاريخية عن الدين والدولة‪.‬‬          ‫شحرور أنها لب الأخلاق‪،‬‬        ‫لنبي قبل محمد لأن رسالته هي‬
     ‫وكان قصده المعلن أنه‬               ‫فالتقوى الفردية مدارها‬
    ‫يؤسس لبنية النقض التي‬          ‫العبادات‪ ،‬والتقوى التشريعية‬                   ‫الرسالة الخاتمة‪.‬‬
    ‫تنهض عليها بنية جديدة‬         ‫مدارها الالتزام بالقانون ضمن‬       ‫‪ -‬نظرية الأخلاق‪ :‬وهي نظرية‬
     ‫مختلفة ومغايرة‪ ،‬وليس‬         ‫حدود الله‪ ،‬والتقوى الاجتماعية‬
     ‫لها نسب قريب أو بعيد‬                  ‫هي لب كل الوصايا‪.‬‬            ‫ذات أصول معلومة تنطوي‬
    ‫بالبنية الأولى‪ .‬وانتهى به‬        ‫‪ -‬التشريع‪ :‬انتهى شحرور‬           ‫تحت مصطلح «الفرقان» الذي‬
  ‫هذا المنهج إلى النتائج التي‬       ‫‪-‬كما يقول‪ -‬إلى منهج جديد‬           ‫يضم الوصايا العشر‪ ،‬ويرى‬
 ‫رصدناها بعد أن حرص على‬            ‫للتشريع الإسلامي يقوم على‬
   ‫بلورتها‪ .‬وفي هذه النتائج‪،‬‬       ‫الحدود‪ ،‬وعلى مفهوم معاصر‬             ‫شحرور أنها تمثل الأخلاق‬
     ‫تحدث شحرور عن عدة‬                  ‫للسنة‪ .‬كما حدد مفاهيم‬       ‫العامة لكل أهل الأرض‪ .‬وقد بين‬
    ‫نظريات تتصل بالوجود‪،‬‬             ‫معاصرة للقياس والإجماع‪.‬‬        ‫هذه الوصايا بتمييز الآيات التي‬
    ‫وبالأخلاق‪ ،‬وبالاقتصاد‪،‬‬            ‫وطبق هذا المنهج على فقه‬
 ‫وبالجمال‪ ،‬وبالتشريع‪ .‬وفي‬             ‫المرأة في الإسلام‪ ،‬فتناول‬       ‫شملتها‪ ،‬ثم أعمل فيها التأويل‬
 ‫نظرية الوجود والمعرفة ربط‬         ‫تعدد الزوجات‪ ،‬ولباس المرأة‪،‬‬           ‫الذي أسبغ عليها الشمول‬
    ‫بين العلم المادي‪ ،‬والعلم‬        ‫وحقها في العمل والمشاركة‬
     ‫النظري الفلسفي‪ ،‬وربط‬          ‫في الحياة العامة ثم موضوع‬         ‫والاستيعاب‪ .‬وهذه الوصايا أو‬
                                    ‫الأحوال الشخصية‪ .‬ولم يفته‬                       ‫الفرقان هي‪:‬‬

                                                                            ‫«ألا تشركوا به شيئا»‬
                                                                             ‫«وبالوالدين إحسانا»‬
                                                                       ‫«لا تقتلوا أولادكم من إملاق‬
                                                                             ‫نحن نرزقكم وإياهم»‬
                                                                    ‫«ولا تقتلوا النفس التي حرم الله‬
   182   183   184   185   186   187   188   189   190   191   192