Page 35 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 35
33 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
َمشت ْى أنا َغي ْر أتأ ّم ْل بيو َت المعلا
..................
يا عد ْن يا ورد َة الأيا ْم ما أكث ْر هبات ْك
الهوى والبح ْر مكتوبا ْن ل ْك إن ِت بذات ْك
...................
(ص)178 بائ ْن صا ْر قلبِي ع ْن ُضلوعي لي ْش
الأماك ْن أحلى قلت المعلا ،قا ْل يا كلّما
لا تلوذ نصوص علوان الجيلاني بالمسكوت عنه
لأنه مقتنع بأن العشق مكشوف ،معروف ،وكلما
توفرا له صار مج ًدا مثلما كان ومازال للمتصوفة ،لذا
تحمس الشاعر بالإعلان والإشهار وبترك كل ما هو
متكتم عليه ،فقد وظف الجغرافيا ،العدنيات ،المعلا..
وأومأ للأنا /الذات /علوان ،كل هذه المفردات م ًعا
هي صوغ سردي أثقل النصوص في أحيان عديدة،
وكان بالإمكان تنقية ما هو عالق عليها .لكن علوان له
رأي نقدي مختلف ومن حقه تعزيز التباين ،لكن أقول
بأن القواميس تحتفل بتعريفات واضحة لليومي
يمكنها صياغة رؤية لغوية له عبر إحالة
اللغة على الممارسة أو إحالة الممارسة على
اللغة ،فالمفردة المستخلصة من الإحالات
لن تكون مثلما كانت قبل الإحالة ،هذه العملية
الحياتية الجدلية هي جوهر فعل اليومي ،يقول
عبد السلام ديرار في تعريفه لليومي في مقال
له تحت عنوان «غير المألوف في المألوف أو
نقد الحياة اليومية» :يعتبر لفظ اليومي من الألفاظ
العربية ،نجد هذا اللفظ يرتبط
بما تم تكراره كل يوم
دون انقطاع ،بنا ًء على ذلك
نزن اليومي والأسبوعي
والشهري()2
هوامش:
« -1المطهر» /بورخس /سبع ليال/
ت :د.عابد إسماعيل /دار الينابيع /دمشق/
2009م /ص.67
-2ياسين البصير /شعرية الحداثة /دار المدى/
ص.287