Page 40 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 40

‫العـدد ‪21‬‬              ‫‪38‬‬

                                                     ‫سبتمبر ‪٢٠٢٠‬‬

‫الإنجاز التكنولوجي‪ -‬التحالف‬

‫الدبلوماسي‪ -‬جاذبية أيديولوجية‬

‫في مقابل الاتحاد السوفيتي‬

‫الذي يملك بع ًدا واح ًدا‪ ..‬مع ذلك‬
‫فالولايات المتحدة الأمريكية‬

‫تتراجع على المستوى الاقتصادي‬

‫مقارنة باليابان وأوروبا‪ ،‬ومع‬

‫غلبة الروح الاستهلاكية‪ .‬وفى‬

‫المقابل لها دور قيادي في العالم‪،‬‬

‫وأن التحدي ليس من اليابان‬

‫بل من أوروبا (على حد تعبير‬

‫كلينتون)‪.‬‬

‫إجمالا يمكن إبراز المتغيرات‬

‫التالية والتي لها تأثيرها على‬      ‫ميخائيل باختين‬                 ‫فوكوياما‬  ‫تيودور أدورنو‬

‫مستقبلية الأحداث‪ :‬سقوط الحرب‬

‫الباردة‪ -‬سقوط الحروب بين الدول المتقدمة– انتهاء‬          ‫لم يعد الهدف من الحروب هو القضاء على العدو‬
   ‫تاريخ بشرى أيديولوجي انتصرت فيه الليبرالية‬          ‫قضا ًء مبر ًما كما كان قدي ًما‪ ،‬أصبحت «الهيمنة» هي‬
                            ‫الديمقراطية الغربية‪.‬‬       ‫البديل العملي‪ ،‬وتحقيق «المصالح» هو الهدف وراء‬
  ‫علق المفكر «فوكوياما» على تلك المتغيرات قائ ًل‪:‬‬    ‫كل الحروب قدي ًما وحديثًا‪ ،‬وإن وجدت بعض الأسباب‬
  ‫(إن انتصار الليبرالية الديمقراطية الغربية لا يدعو‬   ‫الأخرى‪ ،‬إلا أنها أقل أهمية حتى تكاد تتضاءل حديثًا‬
  ‫للابتهاج‪ ،‬لأن الزمن المقبل يدعو للملل‪ ،‬وهو زمن‬       ‫لتنفرد «المصالح» على قمة أسباب الحروب وتزداد‬

‫حزين‪ ..‬لأن الصراع من أجل إثبات الذات‪ ،‬واستعداد‬                                              ‫مستقب ًل‪.‬‬
      ‫المرء للمخاطرة بحياته من أجل هدف مجرد‪،‬‬

   ‫والصراع الأيديولوجي العالمي يدعو إلى الجسارة‬                    ‫نظرة مستقبلية‪..‬‬
     ‫كالأقدام ويثير الخيال والمثالية‪ .‬ربما تحل محله‬      ‫ربما يجب التوقف قلي ًل أمام القوة الأحادية في‬
    ‫الحسابات الاقتصادية ومحاولات حل المعضلات‬         ‫العالم الآن لمتابعة السؤال عما ستكون عليه الصورة‬
                                                     ‫مستقب ًل‪ ..‬كيف ستكون «التجربة الحربية»؟ «وكيف‬
   ‫التكتيكية والاهتمام بشئون البيئة والرضا بإشباع‬
‫الحاجات الاستهلاكية‪ ..‬وبذا يولد عصر جديد (عصر‬                                  ‫ستعبر الرواية عنها؟»‪.‬‬
                                                          ‫يقول «بول كنيدي» الرئيس الأمريكي في كتابه‬
        ‫ما بعد التاريخ) الذي هو بلا فن ولا فلسفة)‪.‬‬      ‫«صعود وهبوط القوى العظمى»‪ ..‬إن المجتمع في‬
  ‫«ما بعد الصهيونية»‪ ..‬خلال العقد الأخير من القرن‬    ‫الولايات المتحدة الأمريكية تغلبه «البيكلوجية» حيث‬
   ‫الماضي‪ ،‬وتحت شعار «السلام» الذي راج في تلك‬           ‫السمة العامة (كل واشرب وامرح)‪ ،‬وأن المجتمع‬
                                                       ‫تغلبه ثلاثة محاور‪ :‬الاستثمار‪ -‬الاستهلاك‪ -‬إنتاج‬
    ‫الفترة‪ ،‬نجحت إسرائيل في تحقيق ثلاثة منجزات‬
 ‫هامة وخطيرة‪ ،‬ويلزم التوقف أمامها‪ .‬فقد نجحت في‬                                              ‫السلاح‪.‬‬
                                                           ‫وبمقارنة الولايات المتحدة الأمريكية بالاتحاد‬
  ‫جعل الجمعية العمومية للأمم المتحدة تصدر قرا ًرا‬         ‫السوفيتي القديم (الذي كان ينفق على التسليح‬
 ‫بأن «الصهيونية» ليست حركة عنصرية‪ .‬ثم احتفلت‬             ‫‪ 17‬أو ‪ )%18‬بينما الأمريكان ينفقون ‪ ،%7‬كما أن‬
‫منظمة «اليونسكو» التابعة للأمم المتحدة أي ًضا بمرور‬       ‫الولايات المتحدة تتمتع بثلاثة أبعاد هامة وهى‬
  ‫مائة عام على انعقاد مؤتمر «بال» بسويسرا‪ ،‬والذي‬

   ‫تقرر فيه إنشاء وطن قومي لليهود‪ .‬وأخي ًرا افتتاح‬
  ‫جامعة «عبرية» تدرس فيها العلوم المختلفة وباللغة‬
   35   36   37   38   39   40   41   42   43   44   45