Page 151 - merit 43- july 2022
P. 151

‫‪149‬‬          ‫تجديد الخطاب‬

‫كينيث والتز‬  ‫صدام حسين‬                              ‫روبرت كابلات‬          ‫الإيمان من التعامل مع العالم‪.‬‬
                                                                          ‫ومثل امتلاك الإنسانية لمبدأها‬
   ‫في كل حرب لا يعكس الحقائق‬        ‫قلق للقادة العسكريين والأعمال‬         ‫الأساسي‪ ،‬يجب أن يؤدي هذا‬
  ‫ولن يؤدي إلا إلى إضعاف مبدأ‬         ‫التجارية الدولية والسياسيين‬
 ‫الإنسانية‪ .‬ولهذا السبب‪ ،‬بالطبع‪،‬‬                                            ‫الانطواء والتحذلق العقائدي‬
‫بعض الجماعات لديها مصلحة في‬        ‫وتجار الأسلحة وتجار المخدرات‬           ‫الواضح أي ًضا إلى تدفئة قلوب‬
                                       ‫وكل فرد في كل مجتمع‪ .‬كما‬
                    ‫القيام بذلك‪.‬‬                                           ‫القادة العسكريين والأحزاب‬
  ‫فكيف نكون أكثر نبوية ونخدع‬       ‫عمل الصليب الأحمر دائ ًما لإقناع‬        ‫الأخرى الذين لديهم مصلحة‬
‫ضمائر الآخرين بمبدأ الإنسانية؟‬      ‫الجنود‪ ،‬يجب أي ًضا على الحركة‬         ‫في اللاإنسانية‪ ،‬مما يزيد حت ًما‬
                                    ‫الإنسانية الجديدة أن تعمل الآن‬         ‫من احتمال أن تكون الحركة‬
    ‫من أجل نشر مبدأ الإنسانية‪،‬‬      ‫على إقناع رعاة ومرتكبي العنف‬         ‫الإنسانية في الواقع مشتتة بد ًل‬
       ‫من الضروري أو ًل تحديد‬           ‫اليوم بقيمة والتزامات مبدأ‬      ‫من الاستيقاظ على الفجر الجديد‬
                                   ‫الإنسانية وبأنهم‪ ،‬وليس وكالات‬        ‫لبعض إعادة التجميع الجوهري‬
     ‫الهدف الأوسع‪ .‬في ما يأتي‪،‬‬                                        ‫للقيم الإنسانية‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن الشاغل‬
‫سأحاول تحديد أصحاب المصالح‬         ‫الإغاثة وحدها‪ ،‬ملزمة بتطبيقه في‬     ‫الإضافي لهذه المادة هو الحث على‬
‫الأخلاقيين في عنف وحرب اليوم‪،‬‬        ‫شؤونها‪ .‬أخي ًرا‪ ،‬كجزء أساسي‬       ‫أن الحركة المسكونية الجديدة في‬
                                                                         ‫النزعة الإنسانية اليوم يجب أن‬
  ‫واستكشاف طبيعة مسؤوليتهم‬        ‫من هذه الحماسة الجديدة لتوسيع‬          ‫تهتم بمخاطبة العالم الذي تجد‬
‫الإنسانية في مثل هذه الحالات‪ ،‬ثم‬       ‫المسؤولية عن مبدأ الإنسانية‬       ‫فيه الإنسانية نفسها‪ ،‬كما تهتم‬
 ‫اقتراح كيف يمكن لهذه الأطراف‬                                          ‫بالموافقة على الكلمات التي تصف‬
                                     ‫ليشمل جميع الأطراف في عنف‬            ‫نفسها بها‪ .‬ينبغي ألا نفرط في‬
     ‫المعينة أن تجسد وتتبع مبدأ‬       ‫اليوم‪ ،‬ويجب على إنسانية بعد‬       ‫حماية المبدأ العظيم الذي قدمناه‬
              ‫الإنسانية بنشاط‪.‬‬                                           ‫بدفنه في مؤسساتنا وولاياتنا‪،‬‬
                                        ‫الحداثة صد المحاولات (من‬           ‫بل ينبغي لنا بد ًل من ذلك أن‬
      ‫ولما كانت الحرب عبارة عن‬      ‫الداخل والخارج) لجعلها تتحمل‬        ‫نهتم به بغرسه بشدة في شؤون‬
‫نشاط اجتماعي ينتج عن مساعي‬        ‫اللوم المفرط على المأساة والارتباك‬      ‫الآخرين وفي ضمائرهم‪ .‬يجب‬
 ‫جماعة معينة‪ ،‬فإذا أردنا الأجابة‬   ‫في حروب اليوم‪ .‬إن الانخراط في‬           ‫أن تلعب إنسانية بعد الحداثة‬
  ‫عن السؤال المطروح أعلاه‪ ،‬فيما‬   ‫بعض الطقوس الجديدة للإنسانية‬             ‫دور النبي جنبًا إلى جنب مع‬
                                                                         ‫الكاهن‪ .‬وعلينا أن نتحدي بمبدأ‬
                                                                        ‫الإنسانية باستمرار أولئك الذين‬
                                                                       ‫يمارسون اللاإنسانية‪ .‬ويجب أن‬
                                                                        ‫نؤكد بنشاط أن العمل الإنساني‬
                                                                      ‫المنظم ليس وحده الذي يحتاج إلى‬
                                                                         ‫تجسيد وتنفيذ المبدأ الإنساني‪.‬‬
                                                                           ‫كمبدأ عالمي‪ ،‬يجب على جميع‬
                                                                            ‫الأطراف المشاركة في العنف‬
                                                                       ‫السياسي والحرب اليوم التمسك‬
                                                                         ‫بالبشرية‪ .‬لا يقتصر الأمر على‬
                                                                          ‫قلق وكالات الإغاثة وجماعات‬
                                                                       ‫حقوق الإنسان‪ .‬إنه أي ًضا مصدر‬
   146   147   148   149   150   151   152   153   154   155   156