Page 166 - merit 42 jun 2022
P. 166

‫العـدد ‪42‬‬                                                                 ‫‪164‬‬

                               ‫يونيو ‪٢٠٢2‬‬                                                        ‫د‪.‬إبراهيم‬
                                                                                                 ‫منصور‬
    ‫تعسف ولا افتعال‪ .‬وهذه‬       ‫منذ عشر سنوات‪ ،‬أقيمت‬             ‫«بين فرائض الشعر ونوافل السياسة»‬
  ‫القضية قد ناقشها الشاعر‬                                             ‫محمود قرني في كتابه‪:‬‬
                               ‫احتفالية في نقابة الصحفيين‪،‬‬
      ‫محمود قرني في كتاب‬              ‫يومي ‪ ٦‬و‪ ٧‬من مايو‬
‫أصدره العام الماضي بعنوان‬
 ‫«بين فرائض الشعر ونوافل‬       ‫‪ ،٢٠١٢‬أقامتها حركة شعراء‬
                                   ‫«غضب» احتفاء بالشاعر‬
                ‫الساسة»(‪.)2‬‬
  ‫وضع المؤلف لكتابه عنوا ًنا‬   ‫حلمي سالم (‪)٢٠١٢ -١٩٥١‬‬
   ‫فرعيًّا هو «الشعر العربي‬        ‫الذي للأسف وافته المنية‬
   ‫بين ثلاثة أجيال» إنه عمل‬          ‫بعد أيام معدودات من‬
                                  ‫ذلك الحدث‪ ،‬في هذا الحفل‬
     ‫مهم ج ًّدا‪ ،‬فهو كتاب عن‬
‫الشعر‪ ،‬وعن الثقافة المصرية‬      ‫تحدث الشاعر محمود قرني‬
                                  ‫عن حلمي سالم فقال «من‬
     ‫والعربية وما تعانيه من‬
    ‫تعصب‪ ،‬لا يفضي إلا إلى‬      ‫الخطيئة الأولى ولدت المعرفة‪،‬‬
    ‫مزيد من التردي الفكري‬          ‫ومن المعرفة ولد الشعر‪..‬‬

                   ‫والثقافي‪.‬‬   ‫وحلمي سالم الذي يكتب على‬
   ‫ق َّسم المؤلف كتابه الواقع‬  ‫غير مثال‪ ،‬صار مث ًل‪ ..‬فحمل‬
  ‫في ‪ ٢٠٠‬صفحة من القطع‬
   ‫المتوسط إلى أربعة أقسام‪:‬‬        ‫في عنقه وزر الخطيئتين‪.‬‬
  ‫الفصل الأول‪ :‬جيل الريادة‬       ‫صار نموذ ًجا للنزق‪ ،‬صار‬
    ‫وأساطير الشعر القومي‬
                                    ‫آب ًقا‪ ،‬حام ًل لراية الإثم‪،‬‬
         ‫الفصل الثاني‪ :‬جيل‬      ‫وسي ًدا للعصاة»(‪ )1‬فما الذي‬
   ‫السبعينيات وسلطة الرمز‬
                                  ‫يمثله حلمي سالم لشعراء‬
         ‫الفصل الثالث‪ :‬جيل‬      ‫قصيدة النثر في مصر حتى‬
     ‫الثمانينيات‪ ،‬الراية التي‬
                                  ‫جعلوه في تلك المكانة ‪-‬أنه‬
        ‫صارت عل ًما للعصاة‬       ‫يكتب على غير مثال‪ -‬التي‬
       ‫أما القسم الأخير فهو‬      ‫أشار إليها الشاعر محمود‬
‫ملاحق‪ :‬ملتقيا قصيدة النثر‪..‬‬
                                                ‫قرني هنا؟‬
             ‫بيانات وأصداء‬          ‫لقد أولى شعراء قصيدة‬
                                  ‫النثر شاعرين من شعراء‬
        ‫***‬                       ‫السبعينيات عناية خاصة‪،‬‬

‫في مقدمة الكتاب يقول المؤلف‬            ‫أحدهما حلمي سالم‪،‬‬
 ‫«على الشعراء العرب البحث‬           ‫والثاني صديقه الشاعر‬
 ‫عن مزيد من التواضع حيال‬       ‫والمترجم القدير رفعت سلام‬
     ‫قرائهم‪ ،‬وتجاوز مفهوم‬        ‫(‪ )٢٠٢١ -١٩٥١‬ويبدو لي‬
                                 ‫أن هذا الاهتمام لم يكن إلا‬
‫القارئ الافتراضي أو القارئ‬       ‫اعترا ًفا ضمنيًّا بأن قصيدة‬
  ‫الميت» (ص‪ ،)١٠‬ويخصص‬              ‫النثر في مصر هي امتداد‬
     ‫المؤلف كتابه للدفاع عن‬    ‫لقصيدة التفعيلة التي سبقتها‬
    ‫قصيدة النثر وشعرائها‪،‬‬      ‫مباشرة‪ ،‬بدليل أن الشاعرين‬
                                    ‫سالم وسلام كانا حلقة‬
                               ‫الوصل بين التيارين من غير‬
   161   162   163   164   165   166   167   168   169   170   171