Page 168 - merit 42 jun 2022
P. 168

‫العـدد ‪42‬‬                            ‫‪166‬‬

                                ‫يونيو ‪٢٠٢2‬‬                         ‫الصدق عندما أكتب عن‬
                                                                   ‫أمجد ناصر أتساءل عن‬
 ‫(ص‪ .)١٠٠‬فمنذر واحد من‬                          ‫كأن الشفاه‬     ‫ذلك الغبار الذي يفصل بين‬
‫رعيل الشعراء السبعينيين في‬                ‫رسوم على خنجر‬       ‫بقائي على قيد الحياة بثلَّة من‬
‫الشعرية العربية‪ ،‬وبين أيدينا‬                                    ‫الأمراض‪ ،‬وبين أمجد الذي‬
                                             ‫وكأن السكوت‬         ‫كان يقيم على مبعدة تقدر‬
    ‫له تسعة دواوين‪ ،‬تعمقت‬               ‫وليد يئن وأم قنو ْت‬     ‫بمئات الأميال‪ ،‬بينما يعاني‬
 ‫خلالها تجربته‪ ،‬وعبرت عن‬                                      ‫صواعق دماغية بفعل المرض‬
                                                 ‫(ص‪)١٠٨‬‬         ‫(ص‪ .)٦١‬ثم يقول «وأمجد‬
    ‫انحيازاتها الجمالية بقوة‬        ‫وهو نص ظاهر الاعتناء‬         ‫ناصر أي ًضا شاعر ض ِجر‪،‬‬
‫وفرادة‪ ،‬يندر أن توجد سوى‬                                      ‫ض َجر أمجد دفعه إلى أن يبدأ‬
                                      ‫بالموسيقى‪ ،‬ولا ينتمي‬       ‫حياة سردية مغايرة بداية‬
    ‫لدى عدد قليل من أقرانه‬       ‫لقصيدة النثر‪ ،‬فيقول قرني‬         ‫من كتابه «فرصة ثانية»‬
   ‫في سوريا والعالم العربي‪.‬‬                                      ‫وهو نص يخرج من وعي‬
                                   ‫«إن محمد بنطلحة عارف‬          ‫البداوة الصارخ‪ ،‬باحثًا في‬
                 ‫(ص‪.)١٠١‬‬          ‫بالتراث العربي‪ ،‬فانعكست‬        ‫أشد مفرداتها خصوصية‬

        ‫***‬                         ‫تلك المعرفة في حساسية‬                      ‫(ص‪.)٦٢‬‬
                                    ‫لغته وعمق استدعاءاته»‬
    ‫في الفصل الثالث بعنوان‬                                           ‫***‬
       ‫«الراية الثمانينية التي‬                  ‫(ص‪.)١٠٩‬‬
                                  ‫أما منذر مصري‪ ،‬فقد كتب‬       ‫ولأن مادة هذا الكتاب كانت‬
‫صارت عل ًما للعصاة»‪ ،‬يدرج‬                                        ‫في الأصل مقالات‪ ،‬وغالبًا‬
    ‫المؤلف مقاله عن الشاعر‬          ‫عنه قرني يقول «أظن أن‬
                                     ‫منذر مصري واحد من‬         ‫نشرت في مجلات وصحف‬
 ‫إبراهيم داود (مولود ‪)١٩٦١‬‬            ‫الأبناء الآبقين لمدرسة‬       ‫عربية‪ ،‬فإن الكاتب كان‬
‫بمناسبة صدور ستة دواوين‬               ‫«شعر»‪ ،‬يتبدى ذلك في‬
‫له في مجلد واحد‪ ،‬فيقول عنه‬            ‫مجموعته الأولى «آمال‬        ‫يكتب عن الشعراء العرب‬
‫«ربما كان إبراهيم داود أكثر‬        ‫شاقة»‪ ،‬فشعرية المجموعة‬        ‫من المشرق والمغرب‪ ،‬ومن‬
                                 ‫الأقل نض ًجا والأكثر غنائية‬   ‫المقيمين في الأرض العربية‪،‬‬
 ‫شعراء جيله شيو ًعا‪ ،‬ويبدو‬      ‫بطبيعة الحال‪ ،‬تضرب عرض‬         ‫والنازحين عنها على السواء‪،‬‬
  ‫حجم الإجماع على تجربته‬        ‫الحائط بمقولات جذرية لدى‬      ‫وقد خصص آخر مقالتين في‬
                                    ‫الرواد من قبيل التكثيف‬     ‫هذا الفصل لكل من الشاعر‬
      ‫واس ًعا بسبب طبيعتها‬      ‫والمجانية والوحدة العضوية»‬
      ‫الهشة والإنسانية التي‬                                         ‫المغربي محمد بنطلحة‪،‬‬
  ‫تناهض التركيب والتعقيد‪،‬‬                                          ‫والشاعر السوري منذر‬
‫وتؤمن بدرجة كبيرة بقسوة‬
‫الواقع‪ ،‬ومن ثم رومانسيته»‬                                            ‫مصري (ولد ‪.)١٩٤٩‬‬
  ‫(ص‪ ،)١١٤‬ويرى قرني أن‬                                          ‫أما محمد بنطلحة فيتوقف‬
‫داود يبدو أقرب إلى النموذج‬
    ‫الشعري لدى صلاح عبد‬                                            ‫أمام نص له بعنوان «لا‬
   ‫الصبور وسعدي يوسف‪،‬‬                                          ‫مناص» حيث يقول الشاعر‪:‬‬
    ‫وريتسوس وكفافي‪ ،‬ومن‬
     ‫سار على نهجهم‪ ،‬وليس‬                                                     ‫نجوم تموت‬
      ‫غريبًا أن تتشكل علاقة‬                                     ‫على عتبات البيوت‪ ،‬وأخرى‬
 ‫خاصة بين سعدي وإبراهيم‬
     ‫على المستويين الشعري‬                                                     ‫تصب المياه‬
       ‫والإنساني (ص‪.)١١٤‬‬
      ‫ثم يقول المؤلف «جيل‬
   163   164   165   166   167   168   169   170   171   172   173