Page 173 - merit 42 jun 2022
P. 173

‫‪171‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

                     ‫محمود قرني‬

                      ‫النخلة‬

               ‫‪ -42‬فأنا أحبك حتى النهاية‪.‬‬                                             ‫‪ -1‬جلس الرجل‬
               ‫‪ -43‬كأن شيئًا لم يكن‬                                ‫‪ -2‬يكتب تعويذته على ذيل قط أعمى‬
     ‫قلبه‬  ‫من‬  ‫قد َّلَّصععرالىجيرنأهاسهبات أؤقداةصويلينص‬  ‫‪-44‬‬  ‫‪ -3‬ويقذف ب ُص َّرة الشيح إلى قلب النخلة‬
                                                          ‫‪-45‬‬   ‫‪ -4‬ناداها بكل الهواء الذي يملأ صدره‪:‬‬
           ‫‪ -46‬فأصبحت امرأة ذات أرداف‬
                     ‫‪ -47‬ساحر ٍة وملونة‬                                                ‫‪« -5‬يا عمتي»‬
                 ‫‪ -48‬دائ ًما يتذكر أباه الذي ر ّباها‪،‬‬           ‫‪ -6‬النخلة في ساحة البيت تميل في دلال‬
‫‪ -49‬وهو يقص حكايتها كل يوم مع القاضي المي َّسر‬
                                                                                  ‫‪ -7‬تلقي سلا ًما هنا‬
                     ‫‪ -50‬الذي كان يجلس تحتها‬                                        ‫‪ -8‬وسلا ًما هناك‬
                     ‫‪ -51‬ليقضي في الناس‬
                     ‫‪ -52‬ولا يهش أب ًدا‬                         ‫‪ -9‬كان طل ُعها الأبيض كالحليب‪ ،‬تذكا ًرا‬
               ‫‪ -53‬كأنه بناية لا تريم‬                                           ‫‪ -10‬موشو ًما على قلبه‬
     ‫‪ -54‬لكنها في لحظة من لحظات هزرها‬
           ‫‪ -55‬أسقطت بلحة غليظة على أنفه‬                         ‫‪ -11‬صعد بظ ْهرية من الليف إلى رأسها‬
     ‫‪ -56‬انتفض وتأسف على وقاره الذي ضاع‬                                           ‫‪ -12‬كلمها‪ ..‬وناداها‬
           ‫‪ -57‬لكنه قهقه لأول مرة في حياته‬
                           ‫‪ -58‬ب ْسمل وقال‪:‬‬                          ‫‪ -13‬سكب في قلبها حليب أصابعه‬
               ‫‪« -59‬ضعف الطالب والمطلوب»‬                         ‫‪ -14‬وعندما هبط‪ ،‬كان صدره المعطوب‬
‫‪ -60‬لكن الغيمة المارة على رأسها لم تد ْم طوي ًل‬
             ‫‪ -61‬وقعت برأسها على الصاعقة‬                                     ‫‪ -15‬يعلو ويهبط في هياج‬
           ‫‪ -62‬لبس ْت بعدها ثو ًبا بنيًّا محرو ًقا‬              ‫‪ -16‬كأنه فرغ للتو من مضاجعة طويلة‬
                  ‫‪ -63‬وفقدت أنوثتها الطاغية‬
           ‫‪ -64‬هي الآن ذكر نخيل لا ينبس‬                                    ‫‪ -17‬كان النهار ربيعيًّا جا ًّفا‬
     ‫‪ -65‬لن تستطيع أن تقص على صاحبها‬                                   ‫‪ -18‬تأملها ثانية ونادها باسمها‬
               ‫‪ -66‬قص ًصا أخرى عن النساء‬                           ‫‪ -19‬ألقى ميا ًها غزيرة حول ساحتها‬
                   ‫‪ -67‬اللاتي احتمين بظلها‬
     ‫‪ -68‬وتعرين لنسمات الصيف الطرية‬                                                       ‫‪ -20‬وقال‪:‬‬
               ‫‪ -69‬ولا عن الغمزات المخجلة‬                                  ‫‪ -21‬الآن فقط أسمع صوتي‬
               ‫‪ -70‬التي تركتها العذراوات‬
               ‫‪ -71‬في الأماسي المقمرة‬                                         ‫‪ -22‬كنت أحتاج إلى ذلك‬
‫‪ -72‬النخلة البضة صارت ذات عضلات مفتولة‬                                  ‫‪ -23‬أحتاج إلى الغبار والصفير‬
                     ‫‪ -73‬وشارب مبروم‬                           ‫‪ -24‬وا ْصطكاك الأسنان في نصف ُطوبة‬
           ‫‪ -74‬بينما العاشق ضائق الصدر‬
     ‫‪ -75‬يخرج برأسه من الباب إلى الساحة‬                                          ‫‪ -25‬أحتاج أغراضي‬
           ‫‪ -76‬يملأ صدره المعطوب بالهواء‬                           ‫‪ -26‬أحتاج طري ًقا محفوفة بالمخاطر‬
                        ‫‪ -77‬ويعود حسي ًرا‬                           ‫‪ -27‬وأتصور المتاهة على نحو كهذا‬
     ‫‪ -78‬يتوسط ساحة البيت وينظر إلى أعلى‬
                     ‫‪ -79‬إلى رأسها‬                                   ‫‪ -28‬نحن متشابهان إلى ح ٍّد بعيد‪.‬‬
           ‫‪ -80‬يريد أن يقول لها يا أخت أبي‪،‬‬                                  ‫‪ -29‬كوني كما تصورتك‬
                     ‫‪ -81‬يا عمتي‬
                     ‫‪ -82‬لكنه لا يستطيع‪.‬‬                                   ‫‪ -30‬ساعة إشراقة الشمس‬
                                                                      ‫‪ -31‬شعر أخضر يخا ِم ُر الأصابع‬

                                                                          ‫‪ -32‬يطلع ناع ًسا من مخمله‬
                                                               ‫‪ -33‬ينام على قلبك الأبيض حتى الصباح‬

                                                                  ‫‪ -34‬ويقبض على خصرك الذي يشبه‬
                                                                                    ‫‪ -35‬خاتم قديس‬

                                                                                  ‫‪ -36‬أنا منت ٍش هكذا‬
                                                                 ‫‪ -37‬واسمك يمر كنسمة على فم المغني‬

                                                                         ‫‪ -38‬أريد أن أذهب إلى السوق‬
                                                                   ‫‪ -39‬وأشتري من أجلك أرواب زينة‬

                                                                                  ‫‪ -40‬وأضواء مبهرة‬
                                                                  ‫‪« -41‬يا أخت أبي» استسلمي لذراعي‬
   168   169   170   171   172   173   174   175   176   177   178