Page 169 - merit 42 jun 2022
P. 169

‫‪167‬‬            ‫الملف الثقـافي‬

‫فتحي عبد الله‬  ‫غادة نبيل‬       ‫زليخة أبو ريشة‬               ‫الثمانينيات كان الأكثر حرا ًكا‬
                                                               ‫والأكثر ارتبا ًطا في الوقت‬
    ‫يدخل الكاتب مباشرة إلى‬           ‫لم يسبق له مثيل ضد‬
     ‫نصوص الشعر فيعالج‬           ‫مشروعينا كشعراء وضد‬         ‫نفسه‪ ،‬حيث عمق ما يسمى‬
                                  ‫وجودنا كمثقفين‪ ،‬فكانت‬       ‫بشعراء التسعينيات في هذا‬
   ‫الكلام على قصيدة بعنوان‬        ‫النية معقودة على إسكات‬      ‫الوقت‪ ،‬بدفع بعض شعراء‬
‫«رجل الهيمالايا» حيث تقول‬                                    ‫السبعينيات إلى التشكيك في‬
                                   ‫صوتينا للأبد عبر حالة‬     ‫النص الثمانيني‪ ،‬وفي قدرته‬
                  ‫الشاعرة‪:‬‬       ‫من السوداوية والإحباط»‬
    ‫الضابط ديفيد ماكدونالد‬                                      ‫على الاستجابة للمعطيات‬
   ‫يترجم الإنجيل إلى التبتية‬                   ‫(ص‪.)١٢١‬‬      ‫الجديدة بزعم أنه بدأ تفعيليًّا‪،‬‬
                                  ‫إن الصدام المشار إليه في‬
         ‫ويتاجر في المواسم‬     ‫عبارة المؤلف تؤكد ما ذكرته‬         ‫ومن ثم فإنه سيواجه‬
           ‫يمشي في السوق‬       ‫من تحول المنافسة الطبيعية‬       ‫صعوبة بالغة في التعاطي‬
‫برأس أشقر يختار كاليمبونج‬         ‫بين الشعراء إلى مهارشة‬    ‫مع الأشكال الشعرية النثرية‬
      ‫لأن رائحة الاستشراق‬        ‫وأحيا ًنا حرب‪ ،‬كانت كلها‬    ‫المستحدثة (ص‪ .)١١٥‬ونحن‬
                                   ‫بدائل لوجود تيار نقدي‬
                   ‫مدوخة»‬                                        ‫لا نريد أن نستطرد مع‬
   ‫يحاول الكاتب ربط النص‬           ‫حقيقي يتولى هو العمل‬      ‫المؤلف في شرح هذه النقطة‬
                                   ‫على النصوص‪ ،‬بد ًل من‬     ‫التي أريق مداد كثير بشأنها‪،‬‬
      ‫بعموم الرؤية الشعرية‬       ‫ترك الشعراء يدخلون تلك‬       ‫وما يزال صداها يتردد في‬
      ‫للشاعرة‪ ،‬لكنه كالعادة‬                                   ‫أحاديث شعراء الثمانينيات‬
       ‫ينصرف إلى التنظير‪،‬‬                 ‫الحروب القاتلة‪.‬‬
    ‫فيقول «غادة نبيل تبحث‬          ‫ويدرج المؤلف مقا ًل عن‬        ‫وشعراء التسعينيات في‬
  ‫عن نفسها في إطار ممكنات‬      ‫الشاعرة غادة نبيل (مولودة‬    ‫مصر‪ ،‬فأرى أن الإشكال هنا‬
       ‫فرض مفهوم المجايلة‬          ‫‪ )١٩٦٠‬وديوانها «هواء‬
  ‫نمطها الجوهري لاسيما في‬       ‫المنسيين»‪ ،‬وعلى غير عادته‬     ‫إنما كان بسبب غياب النقد‬
   ‫علاقتها برعيل من شعراء‬                                     ‫الأدبي الموجه نحو قصيدة‬

                                                                 ‫النثر‪ ،‬بما يؤكد تطورها‬
                                                            ‫ورسوخها‪ ،‬فتحول الأمر إلى‬

                                                               ‫صراع جيلين‪ ،‬يناطح كل‬
                                                               ‫منهما صاحبه‪ ،‬ويناطحان‬
                                                               ‫جي ًل أسبق منهما في ذات‬

                                                                                ‫الوقت‪.‬‬
                                                            ‫ثم يدرج المؤلف مقا ًل بعنوان‬
                                                            ‫«راعي المياه فتحي عبد الله»‪،‬‬

                                                              ‫فيقول عن صديقه الشاعر‬
                                                                ‫فتحي عبد الله (‪-١٩٥٧‬‬

                                                            ‫‪« )٢٠٢١‬خضنا معا عشرات‬
                                                            ‫المعارك الثقافية ضد التيارات‬

                                                                 ‫المحافظة على المستويين‬
                                                              ‫الفكري والإبداعي‪ ،‬وهو ما‬
                                                              ‫دفع كافة الأجهزة الثقافية‬
                                                              ‫‪-‬على كثرتها وتواليها‪ -‬إلى‬

                                                                 ‫ممارسة انتقام وإقصاء‬
   164   165   166   167   168   169   170   171   172   173   174