Page 170 - merit 42 jun 2022
P. 170

‫جاء كتاب الشاعر محمود قرني "بين‬
                                  ‫فرائض الشعر ونوافل السياسة" بشيء‬
                                ‫جديد ح ًّقا‪ ،‬سواء أكان الجديد هو تقديم‬
                                ‫هذا العدد من الشعراء العرب المجيدين‪،‬‬

                                     ‫أم كان تضمين الكتاب هذه البيانات‬
                                 ‫الشعرية المهمة ج ًّدا حول قصيدة النثر‪،‬‬

                                    ‫ولذلك كان الكتاب جديًرا بعنوان آخر‬
                                  ‫هو "دفا ًعا عن الشعر" خاصة أن المؤلف‬

                                      ‫أورد في كتابه عد ًدا وفيًرا من أقوال‬
                                ‫الشعراء عن الشعر‪ ،‬وإن لم يكن من بين‬

                                          ‫هؤلاء الشعراء شاعر عربي واحد!‬

 ‫الحديث وهو الدكتور لويس‬               ‫أقامهما محمود قرني‬        ‫السبعينيات والثمانينيات‪،‬‬
  ‫عوض(‪،)١٩٩٠ -١٩١٥( )4‬‬              ‫وبعض أقرانه في القاهرة‬          ‫الذين كانوا مشغولين‬
   ‫واللافت أن محمود قرني‬         ‫في العامين ‪ ٢٠٠٩‬و‪،٢٠١٠‬‬
  ‫يستدعي ذلك البيان القديم‬        ‫هي نصوص مهمة‪ ،‬تنضم‬            ‫بحل المزيد من الألغاز التي‬
                                  ‫إلى مثيلاتها من «البيانات»‬    ‫طرحتها المعرفة الجديدة في‬
      ‫فيقول «لن نتراجع عن‬         ‫التي صدرت عن الجماعات‬         ‫تداعياتها على زمنهم بشكل‬
     ‫طرح السؤال الذي نراه‬           ‫الشعرية‪ ،‬فأصبحت مادة‬         ‫أكثر إلغا ًزا» (صص‪-١٣٥‬‬
     ‫جوهر ًّيا‪ :‬لماذا لم يساهم‬                                 ‫‪ )١٣٦‬وهي عبارة طويلة لم‬
     ‫الشاعر العربي والشعر‬               ‫خام‪ ،‬بين يدي النقاد‬   ‫أفهم منها شيئًا على الإطلاق‪،‬‬
 ‫معه قدي ًما وحديثًا في إنجاز‬      ‫ومؤرخي الأدب والثقافة‪،‬‬     ‫لكن الكاتب في النهاية يخلص‬
 ‫الثورة المجتمعية‪ ..‬نعتقد أن‬     ‫تبين لهم كيف فكر الشعراء‬
‫الإجابة على مثل هذا التساؤل‬      ‫المصريون عبر زمنين‪ :‬زمن‬          ‫من قراءته لديوان «هواء‬
  ‫تقتضي منا أو ًل أن نقصي‬       ‫السبعينيات المبكرة بعد نكسة‬     ‫المنسيين» إلى أن غادة نبيل‬
 ‫من المدونة الشعرية العربية‬       ‫‪ ٦٧‬مباشرة‪ ،‬وزمن اختفاء‬
  ‫أكثر من ثلثيها» (ص‪.)١١٦‬‬       ‫الوزن من القصيدة الشعرية‪،‬‬         ‫واحدة من أبهى وأنضج‬
 ‫إن قرني يشير إلى الناظمين‬                                           ‫ممثلات قصيدة النثر‬
  ‫(مصريين وغير مصريين)‬                  ‫حتى سماها الشاعر‬                ‫المصرية والعربية‪.‬‬
‫الذين قال عنهم لويس عوض‬            ‫أحمد عبد المعطي حجازي‬
                                   ‫(مولود ‪« )١٩٣٥‬القصيدة‬             ‫***‬
        ‫قدي ًما «فقول القائل‪:‬‬
        ‫ورمش عين الحبيب‬                        ‫الخرساء»(‪.)3‬‬      ‫ثم ينتقل المؤلف إلى الجزء‬
                                 ‫لكن البيانات الشعرية كانت‬      ‫الأخير من كتابه‪ ،‬وهو تلك‬
            ‫يفرش على فدان‬                                      ‫الصفحات التي جعلها تحت‬
     ‫يعدل عندي كل ما قدم‬              ‫دائ ًما تنطوي على عنف‬   ‫عنوان «ملاحق» (صص‪:١٥٩‬‬
     ‫المستعربون من قريض‬         ‫مقصود‪ ،‬لكي تقرع الأسماع‬
      ‫بين الفتح العربي عام‬                                        ‫‪ )١٩٧‬هذه الملاحق تتعلق‬
                                    ‫بقوة‪ ،‬كما صنع صاحب‬              ‫بملتقيين لقصيدة النثر‬
                                 ‫أقدم بيان شعري في العصر‬
   165   166   167   168   169   170   171   172   173   174   175