Page 165 - m
P. 165
تجديد الخطاب 1 6 3
عبد الرازق السنهوري صوفي أبو طالب المعلم يعقوب ُتنقص من شمولية ولاية القضاء
الأهلي على الأنفس والمعاملات
وضرورة الحد من إطلاقية المنظومات القديمة ،قضاء الملل داخل حدود الوطن(.)1
قرارات وسلطة الخديوي؛ من والطوائف ،والقضاء الفقهي تحت فعدم مواجهة جذر الأمر،
خلال مجلس للنظار ،فلا يحكم والانتقال تجاو ًزا من داخل
الخديوي مباشرة ،بل والأهم جلد قشرة قانونية حديثة. منظومة الفقه معرفيًّا ومن
هو ألا يكون كل ناظر من النظار جزئيتها وتمييزها ،إلى منظومة
مسؤو ًل مسؤولية فردية مباشرة -4محاولة تقييد حكم شاملة قائمة على المساواة في
أمام الحاكم الفرد ،كما هو الحال الفرد المطلق والعنف المراكز القانونية ،ونتيجة لأن
قدي ًما وحديثًا مع دولة الباشا
الحديثة ،بل أن يكون مجلس الغاية الثانية من غايات نوبار هويتنا بلعنا طعم اختصارها في
باشا ،كانت محاولة تقييد سلطة الدين ،أن أصبح الأمر ُيسوق
النظار أعضاؤه متضامنون، الخديوي المطلقة ،وكالعادة لعجزنا ويرفع كشعار ،أن المنظومات
والقرار هو قرار المجلس ،هو عن تقييدها من داخل المنظومة، الجديدة هي إلغاء لولاية
قرار الجميع وليس قرار ناظر من بالحركة داخل الوعي الجمعي، «الشريعة» وتطبيقها في نظمنا
النظار .وأن يمثل رئيس النظار
المجلس ،فلا يحكم الحاكم ويقرر سياسيًّا واقتصاد ًّيا واجتماعيًّا القضائية ،وأصبحت عملية السعي
مباشرة .ولكن يكون كل ذلك وثقافيًّا ،فنبحث عن قوة خارجية إلى «تطبيق الشريعة» وإقامة
من خلال مجلس النظار .فكان قاهرة لتساعدنا بقوتها في تقييد
تشكيل أول مجلس نظار مصري النظم القانونية على «الشريعة»
في عام ،8781برئاسة نوبار سلطة حكامنا المُطلقة( .)2فكانت ليست فقط في الوعي العام .بل من
ذاته ،عضوية عضو إنجليزي المفاوضات التي أجراها نوبار مع أساطين في القانون ،فنظرة داخل
للمالية وعضو فرنسي للأشغال كتاب السنهوري في شرح القانون
(للمصاريف) .ليصبح الأمر مع الدول الأوروبية الدائنة لمصر، المدني ،ستجد التداخل الدائم بين
وضرورة تنظيم أمور المالية
المصرية من موارد ونفقات. مفهوم الفقه ،ومفهوم الشريعة،
يتبادلان المواقع .وستجد نفس
من أجل خدمة الدين والدائنين، التبادل بين الاثنين في مداولات
مجلس الشعب المصري في نهاية
السبعينيات وبدايات الثمانينيات
في مشروعات تقنين الشريعة
التي قاد دفتها رئيس مجلس
الشعب وأستاذ القانون صوفي
أبو طالب .مما جعل عملية
التلفيق والترقيع وإمساك العصا
من المنتصف في عملية تحديث
القضاء وتقنين القوانين ،مصد ًرا
دائ ًما متجد ًدا كل حين للعنف.
خصو ًصا كل مرة يتم فيها تعديل
في قوانين الأحوال الشخصية،
وعدم صدور أي قانون لتنظيم
الأحوال الشخصية لغير المسلمين
حتى الآن؛ للتجاور الحالي بين