Page 168 - m
P. 168
العـدد 60 166
ديسمبر ٢٠٢3
الهوامش:
-1كذلك مشكلة كيف يتم التعامل مع عقوبات الحدود الفقهية في قانون العقوبات؟ وقضية الفائدة على
النقود ،هل هذا هو الربا المحرم في كتب الفقه؟ وكذلك فيما بعد مسألة الحسبة والمحتسب وماذا نفعل فيهما؟
-2هذا التصور موجود في ثقافتنا الحديثة طوال الوقت في نماذج مختلفة ،في توجه الجنرال المعلم يعقوب في
مصر وقت الحملة الفرنسية ،أو نوبار باشا وقت إسماعيل ،أو تصرفات مثل ذهاب لطفي السيد إلى سويسرا
لقضاء عام هناك ليصبح من رعايا الدولة السويسرية فيستطيع أن يقيم جريدة ينتقد فيها الاحتلال متمت ًعا
بامتيازات الأجانب في مصر .أو سعى أحمد الجلبي في بدايات القرن الواحد والعشرين للاستعانة بالقوات
الأمريكية في إزاحة حكم الديكتاتور صدام ..إلخ ،نهج مستمر هو الوجه الآخر من التحديث هو التحديث
المُعسكر.
-3ليظل الصراع قائ ًما طوال الوقت ،يتجسد في بلد مثل مصر في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن
العشرين ،في محاولات تنظيم الأزهر أو تحديثه أو تحديث القضاء (الشرعي) الفقهي ،أو وضع قوانين تنظم
أمور الأوقاف .فيتجلى ذلك في دور محمد عبده كشيخ نشأ في الأزهر ،لكنه كان طوال الوقت يمثل تطلعات
الحكومة التي يتحكم فيها الأوروبيون ،ومن هنا الاتهامات التي تدور حوله في علاقته مع المعتمد البريطاني،
فمحمد عبده ،سواء سعى عبده لتنظيم الدراسة داخل الأزهر من خلال مجلس أعلى للأزهر ،أو مواقف محمد
عبده كقاضي ،ضد تطلعات الخديوي عباس الذي كان يأنس بعبده في البداية ،لكنه غضب عليه حينما وقف
عبده ضد محاولات الخديوي الذي تولى السلطة وكان من أفقر أفراد الأسرة العلوية ،فكان يسعى للاغتناء
من عمليات تبادل أرض من أرض الأوقاف.
-4هيئة كبار العلماء تشكلت 1191م وكانت تتكون من 9من المذهب الحنفي و 9من المذهب المالكي و 9من
المذهب الشافعي ،وفقيه واحد حنبلي ووكيل الأزهر وشيخه .وقامت بدور المدافع عن مواقف السرايا في
صراعاتها مع الحكومة حتى بعد أن سيطر عليها مصريون كام ًل بعد ثورة 91ودستور سنة ،32في خلال
النصف قرن الذي عاشت فيه من 1191حتى إلغائها 1691بمجمع البحوث الإسلامية .ليقوم الازهريون أول
شيء بعد ثورة يناير 1102باعادة هيئة كبار العلماء ،ويظل مجمع البحوث الإسلامية كما هو ،فيصبح في
بلد مثل مصر دار إفتاء ،ووزارة أوقاف يتبعها مجلس أعلى للشئون الإسلامية ،وبالازهر هيئة كبار علماء
ومجمع بحوث إسلامية ،كيانات متجاورة ،تظل قائمة حتى بعد انتهاء الدور الذي أنشئت من أجله أص ًل.
-5ظهر إشكال وضع الجيش في المنظومة السياسية ،عمو ًما ،وفي منظومة الحكومة خلال فترة حكم عبد
الناصر وتولي عبد الحكيم عامر إدارة الجيش .فكان السؤال :هل سلطة الجيش تنحصر داخل المعسكرات
التي تتبعه والمناطق العسكرية التابعة له أم أنها سلطة تمتد داخل القطاعات المدنية من سلطة الدولة أي ًضا؟
الإشكال الآخر داخل الجيش ذاته ،هل وزير الدفاع منصب سياسي فقط ،وسيط بين مجلس الوزراء ورئاسة
الجمهورية وبين المؤسسة العسكرية ،منصب يحدد الأهداف السياسية والاستراتيجية فقط ،وأن الدور الفني
العسكري هو لرئاسة الأركان؟ الإشكال الذي ظهر في جعل منظومة يوليو وزير الدفاع هو أي ًضا قائد عام
للجيش .الأمر الذي ظهر في هزيمة سبعة وستين ،هل قرار عبد الحكيم عامر بالانسحاب من سيناء هو قرار
سياسي ،فتقوم رئاسة الأركان بدراسة كيفية تنفيذه فنيًّا وضوابط التنفيذ .أم هو قرار قائد عام للقوات .هذه
المنطقة هي منطقة مسكوت عنها سياسيًّا وقانونيًّا ،بل وأقول من الناحية الفنية العسكرية .ليصبح الأمر في
الغالب ،أن سلطة حكم الفرد المطلق التراثية في ثقافتنا ،قد انتقلت من الحاكم الفرد لترثها المؤسسة العسكرية،
لطبيعة أن كل التحديث في النصف الأول من القرن التاسع عشر ،كلها ُبنيت من أجل الجيش وحوله .دولة
من أجل الجيش وليس جيش من أجل الدولة .ورغم تقييد هذه السلطة من داخلها بنظم وقوانين وقضاء
عسكري ،إلا أنها في علاقتها بمن حولها وبما خارجها من سلطات وأجهزة ما زالت مطلقة .ونلاحظها في
تغلغلها داخل أجهزة الدولة المدنية من تعليم وإعلام وقضاء وشرطة حتى مواقف عربات الميكروباص
للمحافظات المحيطة بالقاهرة ..إلخ.