Page 210 - m

‫إيمي تان‬ ‫العـدد ‪60‬‬ ‫‪208‬‬

‫ديسمبر ‪٢٠٢3‬‬ ‫تمييز الهوية العرقية داخل ذلك‬
‫المجتمع الاعتراف بالتسلسل‬
‫ورغم اعتقاد أن «الع َّمة الغالية»‬ ‫الهرمي للأجناس البشرية إلى‬
‫كانت مر ِّبية «لولينج»‪ ،‬يتك َّشف‬
‫أعلى وأدنى‪ ،‬بدائية ومتحضرة‪،‬‬
‫للقارئ في وقت لاحق ُيتبيَّن‬ ‫ومهيمنة وتابعة‪ .‬ونظ ًرا لتنوع‬
‫أنها أمها الحقيقية‪ -‬الجيل‬
‫الأول في الرواية‪ .‬تعاني‬ ‫الأعراق داخل ذلك المجتمع‪،‬‬
‫يمكن قراءة (أمريكا) في هذا‬
‫«لولينج» من تح ِّديات كبيرة‬
‫في الصين بداية من إلقائها في‬ ‫الصدد كن ٍّص مع َّق ٍد متعدد‬
‫إحدى الملاجئ‪ ،‬وزواجها‪ ،‬ثم‬ ‫الأوجه؛ فيشتمل هذا النص‬
‫على قصص متنوعة وأصوات‬
‫هروبها إلى الولايات المتحدة‬ ‫مختلفة تتصادم منتج ًة ذوا ًتا‬
‫حيث تعيش أغلب عمرها‪ ،‬ولكن‬
‫جديدة‪.‬‬
‫لم تتم َّكن من التأقلم لا على‬ ‫يتم توظيف الزمان والفضاء‬
‫نمط الحياة الأمريكية ولا‬ ‫المكاني‪ ،‬في رواية إيمي تان‬
‫على اللغة الإنجليزية‪.‬‬ ‫«ابنة مجبِّر العظام»‪ ،‬كمجاز‬
‫وفي الوقت الذي‬ ‫لقوى تشكيل الهوية العرقية‪.‬‬
‫تزداد فيه حالة‬ ‫ترتبط مشاعر الانتماء كون‬
‫«لولينج» العقلية‬
‫سو ًءا مع تقدمها‬ ‫المرء «في المنزل» أو «في‬
‫في العمر‪ ،‬تفقد‬ ‫مكانه» وارتباطه بفكرة الملاذ‪.‬‬
‫ابنتها « ُروث»‬
‫تدريجيًّا علاقاتها‬ ‫فالزمان هو البعد الرابع‬
‫بالزمان والمكان‬ ‫للفضاء المكاني‪ ،‬وهو عنصر‬
‫الحاضرين‪ ،‬وتضطر‬
‫قس ًرا إلى تتبع ماضي‬ ‫ذو ارتبا ٍط وثي ٍق بالوعي‬
‫والدتها‪.‬‬ ‫البشري لا يمكن فصله عن‬
‫الفضاء المكاني‪ .‬يصوغ ك ًّل من‬
‫يستتبع فقدان الذاكرة فقدان‬ ‫الزمان والمكان هوية الإنسان؛‬
‫الهوية والجذور‪ ،‬لذا كان‬ ‫فما ُيع ِّرف الذات الإنسانية أو‬
‫حت ًما على « ُروث»‬ ‫الـ»من أنا؟»‪ ،‬هو «متى أنا؟»‬
‫و»أين أنا؟»‪ .‬في رواية «ابنة‬
‫مجبِّر العظام»‪ ،‬تعرض «تان»‬
‫هوية النازحين على العديد من‬
‫الأجيال التي تتقاطع سو ًّيا عبر‬
‫الزمان والمكان‪ .‬تغطي الرواية‬

‫ثلاثة أجيال‪ ،‬جيل «الع َّمة‬
‫الغالية»‪ -‬الجدة في الصين‪،‬‬

‫وجيل «لولينج»‪ -‬الأم‬
‫في الصين والولايات‬

‫المتحدة‪ ،‬وجيل‬
‫« ُروث»‪ -‬الحفيدة في‬

‫الولايات المتحدة‪.‬‬