Page 211 - m
P. 211

‫حول العالم ‪2 0 9‬‬                  ‫يتم التخلص من جسد «الع َّمة‬          ‫العودة إلى مذكرات والدتها‬
                                       ‫الغالية»‪ /‬الجدة‪ -‬كرم ٍز‬       ‫وترجمتها إلى اللغة الإنجليزية‬
‫تح ٍّد كبير حيث يظل متقلبًا بين‬                                       ‫من أجل مساعدتها على تذكر‬
‫ثقافتين‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬عندما ينظر‬        ‫لـ»الهاوية الوجودية» التي‬       ‫ماضيها وفهم تاريخها‪ .‬وهكذا‬
                                    ‫تعكس القطيعة المر ِّوعة مع‬
    ‫إلى الهاوية على أنها حدود‬    ‫التاريخ والجذور‪ ،‬ولاح ًقا تمثِّل‬       ‫ُتم ِّكن تقنية القص‪ ،‬شفوية‬
‫يمكن اجتيازها من ِقبل الأجيال‬     ‫الهوة السحيقة في ذاكرة الأم‬            ‫كانت أو مكتوبة‪ ،‬الأجيال‬
                                   ‫«لولينج» التي ُش ِّخصت على‬         ‫الجديدة المولودة في الولايات‬
 ‫الجديدة‪ ،‬يبرز الأمل في إعادة‬     ‫أنها مرض ألزهايمر‪ .‬ال ُجرف‬        ‫المتحدة‪ ،‬والتي لم تشهد تراثها‪،‬‬
 ‫الربط بين العصور والثقافات‪.‬‬      ‫هو الهاوية المكانية التي تشير‬     ‫من تعلم ماضيها من خلال تلك‬
                                 ‫إلى حافة العالم وحالة الضياع‪،‬‬      ‫القصص‪ .‬وكما تكشف الرواية‪،‬‬
   ‫فنقل الممتلكات من جيل إلى‬      ‫في وادي قرية «القلب الخالد»‬          ‫تتب َّدى للعيان نسختان من‬
 ‫آخر يحافظ على الهوية ويسد‬          ‫في الصين‪ ،‬الذي لا يختلف‬          ‫القصة ذاتها‪ ،‬نسخة صينية‬
                                  ‫كثي ًرا عن ُجرف ساحل مدينة‬         ‫مقابل أخرى أمريكية‪ ،‬بما‬
    ‫الفجوة بين الأجيال‪ ،‬تقول‬       ‫سان فرانسيسكو الأمريكية‪.‬‬            ‫في ذلك أنماط حيواتهم‬
‫«لولينج»‪« :‬أول شيء كان عظم‬       ‫على الرغم من أ َّن ال ُجرف يمثِّل‬       ‫المزدوجة والمعتقدات‬
                                   ‫حافة العالم‪ ،‬فهو العتبة التي‬         ‫الثقافية‪ .‬ويج ِّسد هذا‬
   ‫الع َّراف الذي أظهرته [العمة‬    ‫تخشى «لولينج» أن تمر بها‬              ‫التنوع ‪-‬عبر وجهات‬
  ‫الغالية] لي عندما كنت طفلة‪..‬‬      ‫أو الفجوة الواسعة التي لا‬            ‫النظر المختلفة‪ -‬أزمة‬
                                  ‫يمكن عبورها أو القفز أعلاها‬         ‫الهوية والفجوة الواسعة‬
    ‫قبض ُت على العظام بقلبي‪..‬‬      ‫للوصول إلى الجانب الآخر‪..‬‬             ‫بين الأجيال؛ فـ» ُروث»‪،‬‬
 ‫وبعد ذلك أدركت أ َّن‪ :‬براعتها‪،‬‬  ‫شيء أشبه بالفجوة الجغرافية‬              ‫الابنة المولودة في أمريكا‪،‬‬
                                                                      ‫ُتغ َّذى بدونية تراثها الصيني‬
     ‫أملها‪ِ ،‬علمها‪ ،‬حزنها‪ -‬قد‬           ‫بين الساحل الأمريكي‬             ‫وانحرافه عن التيار الثقافي‬
 ‫صاروا جمي ًعا لد َّي»‪ .‬فيحافظ‬             ‫والساحل الصيني‪.‬‬            ‫السائد في المجتمع الأمريكي‪.‬‬
  ‫نقل اليوميات والقصص من‬                                              ‫يمنح المكان تجسي ًدا واض ًحا‬
‫جيل إلى آخر على إمكانية إعادة‬      ‫الصدام مع الماضي‪ ،‬مواجهة‬           ‫لحالة فقدان الزمان؛ فيو ِّظف‬
                                 ‫الآخر الغربي وفقدان الذاكرة‪،‬‬           ‫«ال ُجرف السحيق» ‪-‬حيث‬
      ‫التواصل وشفاء الروح‪.‬‬
                                      ‫تضع كلها الفرد الصيني‬
   ‫نبذة عن الكاتبة‬               ‫الأمريكي في نقطة فارقة‪ ،‬أو في‬
     ‫إيمي تان‪:‬‬

     ‫إيمي تان (مواليد ‪)1952‬‬
   ‫كاتبة صينية أمريكية‪ ،‬تمثِّل‬

    ‫أحد الأصوات القوية التي‬
    ‫تسلِّط الضوء على التجربة‬

       ‫الصينية الأمريكية بين‬
    ‫أجيال المهاجرين؛ فتكشف‬
    ‫أعمالها العلاقات بين جيل‬
  ‫الأم وجيل الأبناء‪ .‬من أشهر‬
 ‫رواياتها «نادي الحظ السعيد»‬

      ‫التي تح َّولت إلى فيلم في‬
    ‫التسعينيات‪ ،‬ورواية «إنقاذ‬
 ‫الأسماك من الغرق»‪ ،‬و»وادي‬
‫الدهشة» و»مائة حاسة سرية»‬
 ‫و»ابنة مجبِّر العظام»‪ .‬وأحدث‬
  ‫كتب تان هو مذكرات بعنوان‬
   ‫«أين يبدأ الماضي؟‪ :‬مذكرات‬

                    ‫كاتب»‪.‬‬
   206   207   208   209   210   211   212   213   214   215   216