Page 282 - m
P. 282

‫العـدد ‪60‬‬                              ‫‪280‬‬

                              ‫ديسمبر ‪٢٠٢3‬‬                      ‫قال إنه عرفه في بيت الشيخ‬
                                                                   ‫قمر بخان جعفر»‪ .‬وكان‬
    ‫الخازوق‪ ،‬ربما صادفته‬           ‫الكثيرين لم يسمعوا به‪،‬‬
‫وأنت خارج من هنا على غير‬       ‫ومن سمع منهم يسخر منه‬            ‫ذلك منذ زمن بعيد‪ ،‬فلم يعد‬
 ‫ميعاد‪ ،‬وربما قضيت الأيام‬                                        ‫الشيخ قمر هو الشيخ قمر‬
                                  ‫وينعته بالدجل‪ ،‬لكن من‬
   ‫والشهور بحثًا عنه دون‬       ‫يملك «الداء الذي لا دواء له‬        ‫بعد أن طلَّق الدين بشكل‬
                  ‫جدوى‪..‬‬                                       ‫رمزي وصار من أهل الدنيا‪:‬‬
                                 ‫عند أحد» لا يستطيع عنه‬
 ‫‪ -‬حتى أنت لا تستطيع أن‬         ‫سلوا ًنا مهما أنكره الناس‪،‬‬         ‫«يرتدي البدلة العصرية‬
                    ‫تجده؟‬     ‫وبذا يستمر البحث ليصل إلى‬           ‫ويدخن السيجار ويجلس‬
                              ‫«شيخ الحارة» الذي يرمز به‬         ‫جلسة المعتد بنفسه وماله»‪،‬‬
 ‫‪ -‬حتى أنا! إنه رجل يحير‬      ‫محفوظ للعلم‪ .‬لكن ماذا يعلم‬       ‫وهو ما تأكد للراوي بعد أن‬
‫العقول‪ ،‬ولكن أحمد ربنا أنه‬      ‫العلم عن زعبلاوي؟ إنه لا‬        ‫وجد الشيخ قمر غير راغب‬
                               ‫يملك إثبا ًتا ولا نفيًا‪ ،‬وكذلك‬     ‫في الحديث عن زعبلاوي‪،‬‬
            ‫لا يزال حيًّا‪»..‬‬   ‫شيخ الحارة الذي يقول ر ًّدا‬       ‫ولا يتحدث عنه إلا بصيغة‬
‫هنالك يلجأ الراوي في بحثه‬        ‫على سؤاله إنه لم يره منذ‬
                                                                                  ‫الماضي‪.‬‬
  ‫للفن مرمو ًزا له بشخصية‬         ‫سنوات‪ ،‬وقد شغلته عنه‬          ‫علم الراوي من الشيخ قمر‬
‫«حسنين الخطاط»‪ ،‬وقد كان‬          ‫شواغل الدنيا‪ ،‬لكنه يؤكد‪:‬‬
                                                                  ‫أن الشيخ زعبلاوي يقيم‬
   ‫بالفعل صدي ًقا له لكنه لا‬          ‫«‪ -‬هو حي لم يمت‪،‬‬         ‫بـ»ربع البرجاوي بالأزهر»‪،‬‬
    ‫يزوره في مواعيد ثابتة‪:‬‬                ‫ولكن لا مسكن‬
                                             ‫له‪ ،‬وهذا هو‬            ‫وهو رمز ‪-‬كما يضيف‬
                                                               ‫الناقد‪ -‬مكثف ومباشر لذلك‬

                                                                 ‫الشكل من الدين الذي أبى‬
                                                                 ‫أن يتطور مع الزمن‪ ،‬فربع‬
                                                                ‫البرجاوي‪« :‬تآكل من القدم‬
                                                                 ‫حتى لم يبق منه إلا واجهة‬
                                                               ‫أثرية وحوش استعمل ‪-‬رغم‬
                                                                ‫الحراسة الاسمية‪ -‬مزبلة»‪.‬‬
                                                               ‫واتخذ رجل من مدخله مح ًّل‬
                                                                ‫لبيع الكتب القديمة‪ .‬وعندما‬
                                                                 ‫يسأل البائع عن زعبلاوي‬
                                                               ‫يجيب‪« :‬زعبلاوي! يا سلام!‬

                                                                   ‫والله زمان! كان يقيم في‬
                                                                      ‫هذا الربع عندما كان‬
                                                                          ‫صال ًحا للإقامة‪..‬‬
                                                                       ‫ولكن أين زعبلاوي‬
                                                                                 ‫اليوم؟»‪.‬‬
                                                                          ‫الزعبلاوي منفي‬
                                                                           ‫عن عالم اليوم‪،‬‬
                                                                         ‫هناك من يتحسر‬
                                                                                ‫على «أيامه‬
                                                                             ‫الحلوة»‪ ،‬لكن‬
   277   278   279   280   281   282   283   284   285   286   287