Page 279 - m
P. 279

‫الملف الثقـافي ‪2 7 7‬‬

     ‫وما يتيحه من إمكانيات‬       ‫فاستنتجت من خلال تحليلي‬          ‫علماني «أن الجبلاوي هو‬
                   ‫للتأويل‪.‬‬     ‫لأهم المواقف بشأنها ما يأتي‪:‬‬   ‫الله‪ ،‬وجبل وعرفة وقاسم هم‬

 ‫ما يفيد أن التأويل المفتوح لا‬      ‫‪ -‬أن هناك عدة تأويلات‬                         ‫رسله»‪.‬‬
 ‫ينفي تاريخية نص غني مثل‬        ‫للنص الروائي (أولاد حارتنا)‬      ‫أن مؤسسة الأزهر‪ ،‬ومعها‬
                                                               ‫عمر عبد الرحمان (الذي أفتى‬
   ‫«أولاد حارتنا»‪ ،‬إذ لا شك‬        ‫أدبية‪ ،‬وفلسفية وسياسية‬      ‫بتكفير نجيب محفوظ وقتله)‬
  ‫أن صاحبه قد أنتجه لقصد‬                ‫واجتماعية وتاريخية‬     ‫تتبنى قراءة جورج طرابيشي‬
 ‫معين (مثل‪ :‬الدفاع عن العلم‬                                     ‫العلماني‪ ،‬وتفتي نتيجة ذلك‬
  ‫والحداثة‪ ،‬أو معارضة حكم‬       ‫وأسطورية ودينية وصوفية‪.‬‬
  ‫شمولي كانت له سطوته‪،)..‬‬           ‫‪ -‬أن هذا النص (مثل جل‬               ‫بمنع نشر الرواية‪.‬‬
‫أي للإجابة عن أسئلة محددة‬                                        ‫من هنا مأزق التأويل‪ ،‬فقد‬
‫في الزمان والمكان‪ .‬وهي مهمة‬     ‫أعمال نجيب محفوظ) مجازي‬         ‫يرتدي العلماني عباءة الدين‬
                                    ‫مفتوح على كل التأويلات‬         ‫فيدافع عن الظلامية‪ ،‬كما‬
        ‫أداها النص بامتياز‪.‬‬                         ‫الممكنة‪.‬‬    ‫قد يرتدي رجل الدين عباءة‬
 ‫لكنه مثل أي نص غني‪ ،‬فقد‬           ‫‪ -‬أن كل قراءة هي إساءة‬       ‫العلماني فيدافع عن التنوير‪،‬‬
‫تجاوز إطاره الزمكاني ليحلق‬           ‫قراءة‪ ،‬وأن النص الغني‬        ‫دون أن يغادر أيهما حقله‬
 ‫في فضاء التأويلات الرحب‪،‬‬
 ‫على غرار النصوص العظيمة‬        ‫بالدلالات هو الذي يفتحه على‬         ‫أو يتخلى بالضرورة عن‬
                                  ‫كل التأويلات‪ ،‬مكر ًسا بذلك‬      ‫مرجعيته‪ .‬والنتيجة‪ ،‬أن ما‬
    ‫مثل «القرآن»‪ .‬هذا النص‬       ‫بالتعددية في الفكر والانفتاح‬    ‫يهم ليس ما يقوله الخطاب‬
  ‫الذي وإن تحددت تاريخيته‬                    ‫والديموقراطية‪.‬‬    ‫صراحة‪ ،‬ولكن ما يحجبه‪ ،‬أي‬
‫بوضوح في «أسباب النزول»‪،‬‬                 ‫‪ -‬أن التأويل المغلق‬   ‫ما تستطيع اللغة أن تقوله في‬
                                    ‫للنص (الذي يقصي باقي‬
      ‫إلا أن إعجازه الرمزي‬           ‫التأويلات) يفقر النص‪،‬‬                         ‫النهاية‪.‬‬
  ‫جعله يتجاوز هذه الأسباب‬              ‫ويعكس أحادية الرأي‬
                                       ‫والوحدة والاستبداد‪.‬‬            ‫خلاصة‬
    ‫للاستمرار حيًّا في نفوس‬          ‫‪ -‬أن التأويل المغلق غير‬
  ‫أهله‪ ،‬محق ًقا بذلك «أعجوبة‬      ‫مرتبط بالضرورة بالحقلين‬        ‫حاولت الاقتراب من رواية‬
                                  ‫الديني والعلماني‪ ،‬ولا حتى‬          ‫المرجوم‪ ،‬الأديب نجيب‬
                    ‫النص»‬         ‫بما يقوله الكاتب عن نصه‪،‬‬
                                  ‫بل بمدى إمكانية هذا النص‬         ‫محفوظ‪« ،‬أولاد حارتنا»‪،‬‬

                                                                          ‫المراجع‪:‬‬

‫تفاد ًيا للإثقال على النشر والقارئ‪ ،‬وبالنظر إلى تكرار الإحالات من نفس المراجع‪ ،‬فقد تفاديت الإشارة مباشرة في النص‬
‫إلى هذه الإحالات (التي بلغت أكثر من ستين إحالة)‪ ،‬واكتفيت بوضعها بين قوسين في المتن‪ ،‬وبالإشارة إلى المراجع التي‬

                                                                ‫أخذنا منها على وجه الحصر هذه الإحالات‪ ،‬وهي‪:‬‬
                                                      ‫‪ -1‬مجلة «القاهرة»‪ ،‬خاص بنجيب محفوظ‪ ،‬عدد ماي ‪.1994‬‬
                                ‫‪ -2‬جريدة «الاتحاد الاشتراكي» المغربية‪ ،‬عدد ‪ 6‬و‪ 1994 /11 /15‬و‪.1994 /12 /4‬‬
                                                     ‫‪ -3‬أخبار الأدب‪ ،‬خاص بنجيب محفوظ‪ ،‬عدد ‪.2006 /9 /3‬‬
                                          ‫‪ -4‬جريدة «العربي» المصرية‪ ،‬خاص بنجيب محفوظ عدد ‪.2006 /9 /2‬‬
                                                       ‫‪ -5‬مجلة الهلال‪ ،‬خاص بنجيب محفوظ‪ ،‬عدد نونبر ‪.1988‬‬
                                                 ‫‪ -6‬علي حرب‪ ،‬أسئلة الحقيقة ورهانات الفكر‪ ،‬دار الطليعة‪.1985 ،‬‬
             ‫‪ -7‬كارل يونغ‪ ،‬الدين في ضوء علم النفس‪ ،‬ترجمة نهاد خياطة‪ ،‬العربي للطباعة والنشر والتوزيع‪.1988 ،‬‬
   274   275   276   277   278   279   280   281   282   283   284