Page 291 - m
P. 291

‫الملف الثقـافي ‪2 8 9‬‬

‫السياسية الناشئة التي تغلف‬                                  ‫أفيش فيلم سمارة الأمير‬
    ‫الوضع المُتفجر في مصر‪.‬‬
                                  ‫تحمل الرواية الثانية من‬    ‫‪- 1956‬الرواية المحورية‬
‫حيث يصبح استقلال خديجة‬         ‫الثلاثية قصر الشوق ‪1957‬‬          ‫للثلاثية‪ -‬يقوم نجيب‬
  ‫واض ًحا من خلال خلافاتها‬
   ‫المستمرة مع والدة زوجها‬         ‫فكرة أسر المرأة‪ ،‬فتقدم‬    ‫محفوظ باستكشاف هذه‬
    ‫المُستبدة التي لا تريد أن‬    ‫كلاهما المرأة في حالة من‬     ‫الفكرة من خلال الفكرة‬
  ‫تمنح خديجة مطبخها‪ .‬وفي‬       ‫التنوير المتزايد‪ ،‬حيث تجرب‬    ‫الفرعية للعبودية المنزلية‪،‬‬
 ‫الرواية الأخيرة من الثلاثية‬     ‫ابنتي السيد أحمد الحرية‬    ‫بينما تضيف الشخصيات‬
    ‫وهي السكرية ‪ 1957‬لم‬                                      ‫النسائية تفاصيل إضافية‬
  ‫يعد في الجو ما ُينغص على‬          ‫المنزلية بعد أن تزوجتا‬     ‫للقمع الرهيب والتبعية‬
  ‫خديجة صفوها‪ ،‬لأن والدة‬            ‫وتركتا منزلهما‪ .‬ولكن‬    ‫النمطية للثقافة المصرية في‬
   ‫زوجها قد توفيت‪ ،‬وتركت‬         ‫كامرأتين تبقيان مقيدتين‬    ‫أوائل القرن العشرين‪ .‬كما‬
  ‫خديجة في وضع السيطرة‪.‬‬         ‫جزئيًّا بواسطة الصراعات‬
     ‫كما يتواصل التغيير في‬
       ‫التركيبة السكانية على‬
 ‫الساحة السياسية والدينية‪.‬‬
    ‫وتبدأ المرأة في البحث عن‬
     ‫مزيد من الاستقلال عن‬
     ‫طريق التعليم‪ .‬وتغضب‬
   ‫خديجة قلي ًل عندما يقترح‬

‫أبناؤها أن تتعلم من جديد ما‬
‫نسيته من المدرسة الابتدائية‪.‬‬

    ‫وهو ما يترك للقارئ أن‬
‫يفهم أن التعليم أصبح سلعة‬

   ‫مهمة للمرأة؛ لأنها خرجت‬
  ‫من الأسر المنزلي إلى العمل‬
‫والاشتراك في المجتمع خارج‬

                 ‫منزلها(‪.)23‬‬
‫يتضح أي ًضا من خلال ثلاثية‬

  ‫نجيب محفوظ أنه استطاع‬
‫أن ٌيقدم نموذج الأم والزوجة‬

  ‫المتفائلة المُتسامحة من أجل‬
     ‫أبنائها‪ ،‬والتي يصل بها‬

   ‫الحال أحيا ًنا إلى الخضوع‬
       ‫والاستسلام‪ ،‬وهو ما‬

 ‫يجعلنا نشعر تجاهها بالقهر‬
  ‫والظلم الواقع عليها؛ والذى‬
  ‫ظهر بالطبع بشكل ملحوظ‬
 ‫وكبير في شخصية أمينة في‬
   286   287   288   289   290   291   292   293   294   295   296