Page 296 - m
P. 296

‫العـدد ‪60‬‬                                  ‫‪294‬‬

                                 ‫ديسمبر ‪٢٠٢3‬‬                              ‫النص المترجم‬
                                                                         ‫لقائي مع نجيب‬
     ‫خمس سنوات للتخطيط‬             ‫بينما الاثنان الآخران هما‪:‬‬
‫والتنفيذ؛ لقد استغرقت عملية‬            ‫مشرفي الحبيب‪ ،‬محمد‬                   ‫محفوظ(‪)1‬‬

    ‫الكتابة وقتًا طوي ًل للغاية‬     ‫مصطفى بدوي‪ ،‬ومحمود‬                   ‫إن موضوع حديثي اليوم‬
    ‫لدرجة أنه احتفظ بملفات‬        ‫المنزلاوي‪ .‬تم اصطحابي إلى‬               ‫هو نجيب محفوظ‪ :‬نظرة‬
   ‫حول الشخصيات الفردية‬                                               ‫استذكارية(‪ .)2‬يبلغ نجيب بك‬
    ‫للتأكد من أن الحفاظ على‬         ‫غرفة في القصر الواقع في‬            ‫الآن عامه الثالث والتسعين؛‬
    ‫صفاتها السائدة كما هي‬        ‫أول شارع المعهد السويسري‬               ‫إذ إنه ُولِد يوم ‪ 10‬ديسمبر‬
  ‫عندما يحتاج للعودة إليها‪.‬‬                                             ‫عام ‪ ،1911‬بينما ُس ِّج َل يوم‬
 ‫ولقد سألني ع َّما كنت أفعله‬          ‫بالزمالك‪ ،‬ثم مقر مكتب‬               ‫‪ 11‬ديسمبر (وهي حقيقة‬
  ‫في القاهرة آنذاك‪ ،‬فأخبرته‬       ‫الرقابة على المصنفات الفنية‬         ‫اكتشفها ريموند ستوك‪ ،‬وهو‬
    ‫بأن موضوع أطروحتي‪،‬‬            ‫(السينما) الذي كان محفوظ‬              ‫باحث الدكتوراه في جامعة‬
    ‫التي كنت أقوم بإعدادها‬                                            ‫بنسلفانيا ويقوم حاليا بكتابة‬
‫وترجمتها في ذلك الوقت‪ ،‬هو‬             ‫حك ًما ف َّعا ًل ونزي ًها فيه‪.‬‬    ‫سيرة حياة نجيب محفوظ‬
  ‫العمل الروائي المبكر لمحمد‬        ‫كانت الغرفة مغلقة‪ ،‬وكان‬
 ‫المويلحي‪« ،‬حديث عيسى بن‬            ‫من الصعب عليَّ في البداية‬                ‫واستكمال دراسة عن‬
   ‫هشام»‪ .‬وعندما علم أنني‬        ‫تمييز الشخص المبتسم الذي‬               ‫رواياته الفرعونية)‪ .‬وتعود‬
   ‫مترجم‪ ،‬سألني على الفور‬           ‫استقبلني ورحب بي‪ .‬قدم‬                ‫علاقتي الخاصة بمحفوظ‬
 ‫عن رأيي في ترجمة تريفور‬          ‫محفوظ اعتذاره موض ًحا أن‬
                                   ‫عينه تعاني من عدم تحمل‬                  ‫الذي أعرفه وأكن له كل‬
     ‫لو جاسيك ‪Trevor Le‬‬          ‫الضوء الساطع‪ .‬وتابع بروح‬                ‫الحب إلى ما قبل ‪ 35‬عا ًما‬
    ‫‪ Gassick‬لروايته «زقاق‬           ‫الدعابة التي تمتع بها على‬           ‫تقريبًا‪ ،‬وأود أن أغتنم هذه‬
                                    ‫الدوام أنه من حسن الحظ‬               ‫المناسبة لاسترجاع بعض‬
     ‫المدق» المنشورة مؤخ ًرا‬         ‫أنه يقضي ساعات النهار‬              ‫الذكريات الشخصية‪ ،‬وذلك‬
  ‫( ُنشرت بلغتها الأصلية في‬        ‫بوصفه بيروقراطيًّا ثقافيًّا‪،‬‬       ‫لعدة أسباب ليس أقلها تقديم‬
 ‫بيروت عام ‪ .)1966‬ويجدر‬            ‫لأنه‪ ،‬بخلاف ذلك‪ ،‬استطاع‬              ‫سجل مكتوب لما قد يحظى‬
                                                                      ‫بأهمية دائمة عند استرجاعه‬
     ‫بي أن أذكر هنا أنه على‬           ‫تخصيص الفترة ما بين‬
   ‫الرغم من أن تاريخ النشر‬          ‫الساعة الرابعة والسادسة‬                        ‫في وقت لاحق‪.‬‬
 ‫هذا يجعله أول نص منشور‬                                                 ‫لقد التقيت بنجيب محفوظ‬
   ‫لمحفوظ باللغة الإنجليزية‪،‬‬           ‫للكتابة‪ .‬ومن هنا تأتي‬
                                  ‫الحقيقة الصادمة بأن كل ما‬                ‫للمرة الأولى عام ‪1967‬؛‬
      ‫إلا أنه قد سبقه ترجمة‬                                             ‫حيث اصطحبني إلى مكتبه‬
     ‫فيليب ستيوارت ‪Philip‬‬           ‫كتبه محفوظ حتى تقاعده‬               ‫مجدي وهبة‪ ،‬أستاذ الأدب‬
     ‫‪ Stewart‬لرواية «أولاد‬        ‫عام ‪ ،1970‬كان قد تصوره‬                ‫الإنجليزي بجامعة القاهرة‬
‫حارتنا» (‪ ،)1959‬والصادرة‬                                                 ‫والذي كان يشغل منصب‬
  ‫عام ‪ 1967‬على هيئة كتاب؛‬            ‫ونظمه وكتبه أثناء «وقت‬             ‫وكيل وزارة الثقافة آنذاك‪،‬‬
    ‫أعيد نشر الترجمة كاملة‬             ‫فراغه»‪ .‬لقد استخدم ُت‬
     ‫الآن تحت عنوان «أبناء‬           ‫للتو كلمة «نظمه»‪ ،‬وذلك‬                 ‫وأمين صندوق جمعية‬
    ‫الجبلاوي»(‪ ،)3‬وذلك لأنه‬                                            ‫صموئيل جونسون العالمية‪.‬‬
                                    ‫لأن هذا الفعل يصف بدقة‬
       ‫تم تقديمها كأطروحة‬               ‫الطريقة التي رتب بها‬               ‫كان «مجدي» واح ًدا من‬
    ‫لجامعة أكسفورد في عام‬                                                    ‫ثلاثة رجال مصريين‬
     ‫‪ .1962‬ور ًّدا على سؤال‬          ‫هذا المؤلف العظيم حياته‬
    ‫محفوظ الرئيسي‪ ،‬أجبت‬            ‫اليومية ومسيرته الكتابية‪.‬‬          ‫بريطانيين عظماء في عصره‪،‬‬

                                     ‫كما أخبرني في مجموعة‬
                                 ‫صغيرة أخرى من المعلومات‬

                                      ‫عنه أن كتابة «الثلاثية»‬
                                     ‫الشهيرة قد استغرق منه‬
   291   292   293   294   295   296   297   298   299   300   301