Page 301 - m
P. 301

‫الملف الثقـافي ‪2 9 9‬‬

‫جون أوسبورن‬  ‫جاكلين أوناسيس‬     ‫ثروت عكاشة‬                        ‫تمثله السياسات التعليمية‬
                                                                  ‫الفرنسية في منطقة المغرب‬
   ‫وص ًفا دقي ًقا ومحببًا (في‬   ‫المعروفة باللغة العربية باسم‬
 ‫كل من «الثلاثية» وروايات‬           ‫«النكسة»‪ ،‬وذلك لأنه تم‬         ‫العربي ككل‪ ،‬فإن المغرب‬
 ‫حقبة الأربعينيات) لما كانوا‬                                         ‫نفسها لم تكن خاضعة‬
 ‫يكافحون من أجل الهروب‬             ‫الاعتراف منذ فترة طويلة‬          ‫للسيادة العثمانية؛ ومن‬
‫منه بالضبط‪ .‬يحمل كل جزء‬             ‫بأنها شكلت نقطة تحول‬             ‫ثم فإن موقف المثقفين‬
  ‫من «الثلاثية» اسم شارع‬          ‫في الفكر العربي الحديث)‪،‬‬
                                    ‫فإنه يمكن النظر إلى هذا‬      ‫المعاصرين تجاه استمرارية‬
    ‫يعيش فيه أفراد ينتمون‬         ‫العمل الأدبي على أنه يقدم‬       ‫تقاليدهم الثقافية‪ ،‬وبالتالي‬
   ‫لأجيال مختلفة من عائلة‬                                          ‫تجاه العلاقة بين الأنواع‬
    ‫واحدة‪ ،‬وهي عائلة عبد‬              ‫للمصريين توثي ًقا قي ًما‬     ‫الأدبية والأنماط السردية‬
   ‫الجواد‪ .‬وأصبحت الحياة‬           ‫لهذه الأمة وشعبها خلال‬         ‫الحديثة وما قبل الحداثية‪،‬‬
 ‫اليومية‪ ،‬والتجارب والمحن‪،‬‬         ‫فترة حاسمة من المواجهة‬         ‫يختلف تمام الاختلاف عن‬
‫والصراعات بين أجيال هذه‬             ‫والتحول‪ .‬على الصعيدين‬
    ‫العائلة‪ ،‬كلها رم ًزا لفترة‬                                       ‫موقف المناطق الأخرى‪.‬‬
                                      ‫المصري والعربي‪ ،‬جاء‬
     ‫كاملة من حياة الشعب‬        ‫توقيت «الثلاثية» مثاليًّا (على‬      ‫الثلاثية‪ :‬بين‬
‫المصري في القرن العشرين‪،‬‬        ‫الرغم من التفاصيل المقتبسة‬       ‫القصرين (‪،)1990‬‬

  ‫وهي الفترة الممتدة ما بين‬           ‫كثي ًرا حول الصعوبات‬         ‫وقصر الشوق‬
‫عامي ‪ 1916‬و‪ 1944‬تقريبًا‪.‬‬            ‫التي واجهها محفوظ من‬         ‫(‪ ،)1991‬والسكرية‬
                                    ‫أجل نشر مثل هذا العمل‬
      ‫وينعكس مدى اهتمام‬         ‫الضخم)‪ .‬ومن منظور ما بعد‬              ‫(‪)1992‬‬
‫محفوظ بهذه الفترة وأبحاثه‬         ‫الثورة‪ ،‬يستطيع المصريون‬
                                   ‫الرجوع بالزمن إلى الوراء‬     ‫في مثل هذا السياق التاريخي‬
   ‫عنها في الطريقة الناجحة‬         ‫إلى تلك الحقبة ويكتشفوا‬            ‫الأدبي المُن ّقح والمتنوع‬
   ‫للغاية التي تمكن بها من‬
                                                                 ‫والمتخصص إقليميًّا‪ ،‬ما هو‬
                                                                     ‫وضع «ثلاثية» محفوظ‬

                                                                 ‫العظيمة ودورها؟ لقد أجاب‬
                                                                   ‫العديد من النقاد على هذا‬
                                                                   ‫السؤال‪ ،‬في إطار مرجعي‬

                                                                 ‫أكثر عمومية‪ ،‬ومن وجهات‬
                                                                   ‫نظر مختلفة ومتنوعة‪ .‬لا‬
                                                                    ‫أريد تلخيص هذه المكتبة‬
                                                                   ‫الضخمة من الأعمال هنا‪،‬‬
                                                                   ‫بل أرغب فقط في الإشارة‬

                                                                ‫إلى أنه يمكننا النظر إليها من‬
                                                                ‫منظورين زمنيين منفصلين‪.‬‬

                                                                   ‫إذا نظرنا إلى العمل ضمن‬
                                                                      ‫إطاره الزمني الخاص‬

                                                                    ‫بالكتابة‪ ،‬أي ما قبل عام‬
                                                                  ‫‪( 1967‬فترة حرب يونيو‪،‬‬
   296   297   298   299   300   301   302   303   304   305   306