Page 306 - m
P. 306

‫العـدد ‪60‬‬                            ‫‪304‬‬

                                 ‫ديسمبر ‪٢٠٢3‬‬                    ‫أدبي‪ ،‬لكنه كان يجد صعوبة‬
                                                                     ‫في الخروج من مثل هذا‬
 ‫الكتاب البارزين‪ ،‬بمن فيهم‬       ‫أوزبورن» ‪John Osborne‬‬
    ‫محفوظ نفسه‪ ،‬ويوسف‬              ‫الشهيرة‪« ،‬ينظر إلى الوراء‬       ‫الأسلوب واتباع اتجاهات‬
     ‫إدريس وتوفيق الحكيم‬          ‫بغضب»؛ حيث كانت العديد‬             ‫عامة وأسلوبية جديدة‪.‬‬
                                  ‫من المقالات القصيرة عبارة‬         ‫وأخبرني أن انتظر قصة‬
  ‫ولويس عوض من الكتابة‪.‬‬
    ‫وكانت هذه أي ًضا الفترة‬      ‫عن صور مقنعة لشخصيات‬              ‫مسلسلة جديدة كانت على‬
    ‫ذاتها التي اكتشفت فيها‬         ‫مصرية بارزة‪ ،‬ومن المؤكد‬          ‫وشك الظهور؛ فلقد كان‬
    ‫السلطات الرقابية وجود‬         ‫أن إحداها هو لويس عوض‬
    ‫مقاطع فاحشة وخادشة‬               ‫نفسه‪ .‬ومهما كان ما قد‬      ‫يعمل مع صديقه السكندري‪،‬‬
                                  ‫يرغب المرء في قوله عن هذا‬         ‫الرسام سيف وانلي‪ ،‬على‬
  ‫للحياء في «ألف ليلة وليلة»‬       ‫العمل المثير للاهتمام‪ ،‬فمن‬
      ‫وأن تأملات بن عربي‬            ‫المؤكد أن «محفوظ» وجد‬       ‫سلسلة من المقالات القصيرة‬
                                   ‫طريقة «لتحرير» نفسه من‬            ‫عن المصريين‪ .‬ولكن لم‬
 ‫المجازية للغاية كانت مثيرة‬          ‫القيود الرمزية التي كان‬        ‫يكن من الممكن نشر هذه‬
  ‫للجدل بصورة كبيرة‪ .‬لذا‪،‬‬                 ‫يعتقد أنه مقيد بها‪.‬‬
 ‫تم حظر الكتابين لفترة من‬             ‫وبعد وفاة الرئيس عبد‬        ‫المقالات‪ ،‬جنبًا إلى جنب مع‬
                                   ‫الناصر عام ‪ ،1970‬وصل‬            ‫رسوم وانلي التوضيحية‪،‬‬
    ‫الوقت‪ ،‬إلى أن أدى حجم‬             ‫نائبه أنور السادات إلى‬      ‫في الصحف المعتادة بسبب‬
 ‫الإحراج الدولي (ناهيك عن‬             ‫السلطة‪ ،‬وبدأ على الفور‬        ‫الحاجة إلى الألوان‪ ،‬لذلك‬
   ‫وجود كلا النصين ضمن‬              ‫هجو ًما منظ ًما على القطاع‬    ‫كانت ستظهر في مكان غير‬
  ‫مجموعات الكتب في معظم‬             ‫الأدبي في مصر؛ حيث تم‬         ‫عادي‪ ،‬وهو مجلة «الإذاعة‬
‫المكتبات الكبرى حول العالم)‬                                         ‫والتلفزيون»‪ .‬وهكذا‪ ،‬بدأ‬
‫إلى جعل مثل هذه المحاولات‬        ‫إغلاق المجلات البارزة‪ ،‬وكان‬     ‫ظهور رواية «المرايا» ‪1972‬‬
‫المحلية لمداعبة الأنا غير قابلة‬    ‫الأمر يتطلب الحصول على‬        ‫(ظهرت نسختها الإنجليزية‬
 ‫للتنفيذ‪ .‬وهكذا‪ ،‬وجد غضب‬            ‫عضوية النقابات التي تتم‬
                                   ‫مراقبتها عن كثب‪ ،‬ولفترة‬            ‫عام ‪ ،)1999‬وأنا أدين‬
   ‫«محفوظ» المكبوت بالكاد‬          ‫قصيرة‪ ،‬تم منع العديد من‬             ‫بالفضل كثي ًرا للناشر‬
   ‫نتيجة سياسة «الانفتاح»‬                                       ‫المصري شريف برعي‪ ،‬الذي‪،‬‬
                                                                ‫بعد شرائه لصور وانلي‪ ،‬كان‬
       ‫التي اتبعها السادات‪،‬‬                                      ‫متله ًفا لرؤية رواية محفوظ‬
 ‫والتي أدت إلى اتساع الهوة‬                                        ‫الأصلية منشورة على هيئة‬
                                                                   ‫كتاب وسمح لي أن أراجع‬
                                                                    ‫ترجمتي الإنجليزية لهذا‬
                                                                 ‫الغرض‪ .‬وأستطيع أن أتذكر‬
                                                                  ‫جي ًدا الطريقة التي وبخني‬
                                                                    ‫بها لويس عوض‪ ،‬الناقد‬
                                                                    ‫المصري الكبير وصديقي‬
                                                                   ‫الذي ربطتني معه صداقة‬
                                                                 ‫طويلة‪ ،‬بسبب ترجمتي لهذا‬
                                                                    ‫العمل‪ ،‬وبالطبع أستطيع‬
                                                                  ‫أن أفهم السبب‪ .‬وهنا‪ ،‬كان‬
                                                                      ‫محفوظ‪ ،‬إذا استشهدنا‬
                                                                     ‫بعنوان مسرحية «جون‬
   301   302   303   304   305   306   307   308   309   310   311