Page 136 - merit 48
P. 136

‫العـدد ‪48‬‬   ‫‪134‬‬

‫ديسمبر ‪٢٠٢2‬‬

     ‫المرض‪ ،‬تقول‪« :‬لم أحزن على ماما فور موتها‪،‬‬
‫شعرت بأنني تحررت‪ ،‬في عزائها انطلقت ضحكاتي‬

                                ‫مع صديقاتي»‪.‬‬

             ‫المبحث الثاني‪ :‬النرجسية‬
                 ‫ووهم القدرة المطلقة‬

                    ‫«لم تعد هناك معركة‪ ،‬هذا ما‬
                                  ‫يؤرقني الآن»‬

                  ‫(أم‪ /‬طفل)‪( ،‬أب‪ /‬طفل)‪( ،‬أم‪/‬‬
                  ‫أب)‪ ..‬علاقة ثلاثية لها تأثيرات‬
            ‫كبيرة على شخصية الأبناء‪ ،‬فالخبرات‬
               ‫الطفلية الصادمة التي تعرضت لها‬
        ‫«فاطمة» ممثلة في الخلافات بين الوالدين‪،‬‬
     ‫والتعرض للغواية الجنسية من (الدادة) ومن‬
  ‫أصدقاء الأخ‪ ،‬وتفضيل الإخوه الذكور وتمييزهم‬
   ‫في المعاملة‪ ،‬كلها عوامل أدت إلى الكتابة من أجل‬
    ‫(إعلاء الذات)(‪ ،)2‬لا غرابة في ذلك؛ فكلما كانت‬
  ‫العلاقات حميمة داخل الأسرة كلما قلت الجروح‬

                                     ‫النرجسية‪.‬‬
‫(النرجسية) في المعجم الوجيز تعني عشق الإنسان‬

   ‫لذاته‪ ،‬وتعرف في التحليل النفسي على أنها حب‬
 ‫الذات المبالغ فيه؛ ولأن (النرجسية) نعمة مختلطة‬

     ‫كان (مثال الأنا) النقطة التي أعطت لنرجسية‬
   ‫«فاطمة» مكا ًنا باعتبارها الوريثة لمركب أوديب‪،‬‬

      ‫الذي تم تجاوزه من خلال التسوية الليبدية‬
     ‫(التع ُين الذاتي الرمزي بالأب) والذي معه تم‬
 ‫الانتقال من (النظام الخيالي) إلى (النظام الرمزي)‬

             ‫وعالم الدال اللغوي (كتابة الرواية)‪.‬‬
        ‫يمكننا تفسير ذلك من خلال بزوغ (البعد‬
        ‫العدواني) الذي أسقطته على النسوه أو ًل‪،‬‬
‫وأسقطته على الأب‪ /‬الأخ الأكبر ثانيًا‪ ،‬ثم فضحهم‬
        ‫جمي ًعا ثالثًا‪ ،‬تحت ميكانيزم دفاعي يعرف‬

                                  ‫بـ(التسامي)‪.‬‬
     ‫يرتبط (عدوان العلاقات) بالاكتئاب ومحاولة‬
    ‫إيذاء الذات (الانتحار) والميل إلى العزلة والقلق‬
      ‫التجنبي(‪)3‬؛ ولأن تقييم الذات لدى النرجسي‬
 ‫متناقض ومتصارع‪ ،‬تجلى التناقض الممثل لبعدي‬
      ‫النرجسية (الشبق‪ /‬العدوان)‪ ،‬وكان التفكير‬
   131   132   133   134   135   136   137   138   139   140   141