Page 133 - merit 48
P. 133

‫نون النسوة ‪1 3 1‬‬                                       ‫الموضوعات الخارجية‪ ،‬وكلما زادت (عدوانيته)‬
                                                       ‫ضد الموضوعات الخارجية قلت عدوانيته تجاه‬
 ‫المبحث الأول‪ :‬السادومازوخية وإيقاع‬
             ‫الكدر النفسي‬                                                                    ‫ذاته‪.‬‬
                                                    ‫في رواية‪ :‬أقفاص فارغة الصادرة عام ‪2021‬م عن‬
‫«الدور المكتوب لي منذ أن ولدت‪ ،‬منذ أن حملت اسم‬      ‫الكتب خان‪ ،‬للكاتبة د‪.‬فاطمة قنديل‪ ،‬نجد أن معظم‬
                           ‫جدتي وهى تحتضر»‬          ‫أفراد العائلة ‪-‬التي قد تكون كلها بالمناسبة واقعة‬
                                                    ‫في منطقة المتخيل‪ -‬يعانون من (عدوان العلاقات)‬
      ‫تواجهنا الرواية بالوجود (السادي) الذكري‪،‬‬       ‫الذي اتخذ أشكا ًل مختلفة تتفق مع تغير الأهداف‬
   ‫والوجود (المازوخي) الأنثوي منذ بدايتها‪ ،‬تقول‬
 ‫«فاطمة» بطلة الرواية‪« :‬لم تكن لي غرفة خاصة في‬          ‫والسياقات‪ ،‬ربما ساهم ذلك في ارتداد (غرائز‬
 ‫هذه الطفولة البعيدة‪ /‬غالبًا كنت أنام في غرفة بابا‬  ‫الحياة) و(غرائز الموت) إلى مبدأ الثبات‪ ،‬فإذا كانت‬
‫وماما‪ ،‬أو في الدور السفلي على أية أريكة‪ /‬ففي بيت‬
   ‫الألف مسكن اضطروا لبناء غرفة جديدة لراجي‬          ‫غرائز الحياة تستهدف خفض التوتر‪ ،‬فإن غرائز‬
    ‫واسعة وجميلة‪ ،‬تطل على الحديقة الخلفية‪ ،‬وفي‬      ‫الموت استهدفت خفض الحياة من حيث هى توتر‪،‬‬
    ‫الدور العلوي غرفة رمزي التي تطل على تراس‬        ‫هذا ما نناقشه ونسعى إلى محاولة فهمه وتفسيره‬
‫واسع»‪( ،‬المازوخية المعنوية) ووظيفتها اللاشعورية‬
‫هنا تتضح في إحساس الطفلة المبكر بالتهديد بالنفي‬                            ‫من خلال المباحث التالية‪:‬‬
   ‫والتهميش‪ ،‬وعلى مدار أحداث الرواية يستمر هذا‬

      ‫الإحساس بأنها أمام خطر خسارة كل شىء‪،‬‬
   ‫لذا ترتضي تقديم التضحية الجزئية مقابل إنقاذ‬

                                         ‫الباقي‪.‬‬
        ‫فإذا انتقلنا إلى سيرة «غريب» الأب ال ِسكير‬
   ‫تقول الأم «سعاد» التي اضطرت أي ًضا إلى تقديم‬
   ‫التضحية مقابل إنقاذ أسرتها‪« :‬أبو ِك كان كريم‪،‬‬
 ‫كان ملاك لما بيبطل شرب‪ ،‬عمره ما سألني باودي‬

                                  ‫الفلوس فين»‪.‬‬
         ‫ولأن الأب والأخ رموز القانون العائلي من‬
  ‫منظور «جاك لاكان» المحلل النفسي الشهير‪ ،‬فإن‬
     ‫الأم «سعاد» في الرواية نموذج نقي لاضطراب‬
    ‫(المازوخية)‪ ،‬يمكننا من خلال ذلك التدليل بقول‬
‫«فاطمة»‪« :‬أنا الطفلة في الحادية عشرة بين الكبيرين‬
    ‫أبي وأخي الأكبر‪ /‬أنا بافكر في الانتحار بسبب‬
 ‫بابا والزفت راجي ربنا ياخدهم هما الاتنين سوا»‪،‬‬
     ‫في هذا الجانب تجلت دلالة (النزعات السادية)‬
‫اللاشعورية في استئناس «راجي» العزلة‪ ،‬ثم السفر‬
  ‫إلى «المانيا» وكأنه ُيسقط (عدوانيته) على الآخرين‬

                          ‫من خلال الغياب عنهم‪.‬‬
     ‫نضيف إلى ذلك أن (سادية) الرجال في المحكي‬
    ‫العائلي الحالي ناتجة عن (الإحباط) الذي يعانيه‬
 ‫بسبب المرأة‪ ،‬تقول «فاطمة» عن «مها» حبيبة أخيها‬
   ‫«رمزي»‪« :‬هجرته‪ ،‬وأتت إليه ليلة امتحان السنة‬
   128   129   130   131   132   133   134   135   136   137   138