Page 138 - merit 48
P. 138

‫العـدد ‪48‬‬   ‫‪136‬‬

                                                      ‫ديسمبر ‪٢٠٢2‬‬

  ‫«فاطمة» التي تحكي‪ ،‬فعل الحكي هنا ُيعد آلية من‬          ‫أكثر إثارة للقلق‪ ،‬وشخصية «رمزي» الانتهازي‬
        ‫أجل تكرار وجود (الأنا) في السيرة الذاتية‪.‬‬       ‫الذي يستغل الآخرين لتحقيق مآربه الشخصية‪،‬‬
                                                      ‫فالنرجسي يبتدع ذا ًتا زائفة للتواصل مع الآخرين‪.‬‬
    ‫لاحظنا تضخم (الذات المثالية) للبطلة من خلال‬         ‫والنرجسية (التكيفية) في شخصية «فاطمة» التي‬
   ‫البعد التخييلي أي ًضا؛ ولأن (المتخيل) يعطينا قوة‬     ‫تستطيع التأثير في الآخرين‪ ،‬ولديها كفاية ذاتية‪،‬‬
  ‫مطلقة‪ ،‬كان الخضوع (المازوخي) للأم وابنتها في‬        ‫وتستثمر قوتها في الإبداع الكتابي والطموح‪ ،‬والتي‬
‫بداية الأحداث‪ ،‬وصو ًل إلى (العدوانية المتخيلة) التي‬   ‫دفعتها نرجسيتها لاختيار الأم بوصفها (موضوع‬
‫أسقطتها (أنا) بطلة الرواية على (الآخرين)‪ ،‬فشعور‬           ‫الحب) كبديل للأنا نفسه‪ ،‬واختارت شخ ًصا لا‬
   ‫(الأنا) بتهديد (الآخر) ترتب عليه (وجدان قلق)‪،‬‬        ‫يمكنها الاستغناء عنه‪ ،‬صديقتها «رئيفة»‪ ،‬فالأدب‬
 ‫هذا الوجدان القلق لم يتم التحرر منه إلا من خلال‬        ‫كما (الهيستيريا) التي هى بالنسبة لـ»سيجموند‬
    ‫(التع ُين) بالآخر (الأب) رمز القانون في العائلة‪،‬‬
 ‫وكأن سيطرة (السادية) على بنيتها النفسية ‪-‬كرد‬               ‫فرويد» عمل فني تتم فيه مسرحة العواطف‪.‬‬
  ‫فعل لمواجهة عدوان العلاقات‪ -‬تعد داف ًعا لتحريك‬        ‫أشارت اللغة إلى الوجدان لفظيًّا‪ ،‬ربما ساهم ذلك‬
                                                      ‫في رصد أفعال الشخصيات‪ ،‬كما ساهم (المونولوج‬
            ‫الأفعال الانتقامية ومنها كتابة الرواية‪.‬‬
      ‫المحكي النفسي في الرواية أبرز للمتلقي (أنا)‬        ‫الذهني) أي ًضا في إبراز العالم الباطن لشخصية‬
‫الكاتبة التي ساهم أفراد الأسرة في خلقها‪ ،‬فتزامنية‬
   ‫(العلاقات‪ /‬الانتهاك) اتضح من خلال التناقض‬
 ‫الوجداني‪ ،‬والصراعات‪ ،‬وكانت المراهنة على العطاء‬
      ‫والتفاني في رعاية الأم المريضة للتخلص من‬
 ‫استحالة الصفح عن الإخوة مؤقتًا؛ لأن التفاني في‬
    ‫خدمة الأم يعد تسوية أوديبية تحت لواء الحب‪،‬‬
    ‫لا تدل على خفوت إوار العدوانية؛ ولأن (الهوية‬
  ‫الذاتية) لـ»فاطمة» لا تتم دون نفي (الآخر)‪ ،‬كان‬
   ‫انتهاء كل معاناة نفسية بتأكيد الموت‪ /‬الهروب‪/‬‬
    ‫الغياب‪ ،‬وصو ًل إلى التخلي عن الإخوة الذي كان‬

             ‫بمثابة إسدال الستار النهائي للحكاية‬

                             ‫الهوامش‪:‬‬

          ‫‪ -1‬صلاح مخيمر (‪« ،)1978‬في التناقض‬
   ‫الوجداني»‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة الأنجلو المصرية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

        ‫‪ -2‬محمد فتحي محمد (‪« ،)2018‬السادية‬
‫والمازوخية والمثلية الجنسية‪ :‬رؤى تحليلية نفسية»‪،‬‬

    ‫مجلة علم النفس‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪،‬‬
                                   ‫س‪ ،31‬ع‪.118‬‬

‫&‪3- Dahlen,E., Czar,K., Prather, E.,‬‬
‫‪Dyess, C.(2013). Relational Aggression‬‬
‫‪and Victimization in College Students.‬‬
‫‪Journal of College Student Development,‬‬
‫‪54 (2), 140.‬‬
   133   134   135   136   137   138   139   140   141   142   143