Page 140 - merit 48
P. 140

‫العـدد ‪48‬‬          ‫‪138‬‬

                                 ‫ديسمبر ‪٢٠٢2‬‬  ‫د‪.‬غادة كمال سويلم‬

‫القليل من الشكولاتة‪،‬‬
   ‫والكثير من الوجع‪..‬‬

  ‫أقفاص فارغة‪ ..‬سرد يكتبه الألم‬

‫أخرى فتتلاشى‪ ،‬كأنها تبخرت‬        ‫«تفردت بالألم العبقري وأنبغ ما في الحياة الألم»‬ ‫يترك‬
     ‫فور أن كتبتها» ص‪.163‬‬        ‫(شوقي)‬
     ‫كان الحكي موج ًعا ولكنها‬
     ‫ناءت بحمولتها الثقيلة من‬        ‫الألم آثاره في أرواحنا وعلى ملامحنا‪،‬‬
                                    ‫تأتينا السعادة نادرة‪ ،‬والنشوة عابرة‪،‬‬
   ‫الغضب والإخفاقات والآلام‪،‬‬
   ‫وضاق بها صدرها‪ ،‬ولم تعد‬             ‫ولكن الألم ممتد يجثم على أجسادنا‬
                                    ‫ويثقل نفوسنا‪ .‬و ُق ِّد َر للبعض أن يعانوا‬
       ‫تقوى على كتمانها تما ًما‬   ‫آلا ًما وأوجا ًعا عظيمة ُت َك ِّون شخصياتهم‪،‬‬
      ‫كعلبة الشكولاتة الصدئة‬
                                     ‫وتبلور وجودهم على هذه الأرض‪ ،‬وقد امتلأت‬
         ‫التي احتفظت بها منذ‬      ‫أقفاص فاطمة قنديل بآلام وأوجاع من هذا النوع‪،‬‬
           ‫طفولتها شاهد ًة على‬
           ‫لحظة سعادة نادرة‬               ‫حتى أن أقفاصها بدت فارغة مما سواها‪.‬‬
         ‫عزيزة التكرار والمنال‪.‬‬       ‫أقفاص فارغة رواية كتبتها صاحبتها الشاعرة‬
                                      ‫والأكاديمية الدكتورة فاطمة قنديل على عتبات‬
              ‫كانت هذه العلبة‬    ‫سيرتها الذاتية؛ لتتخلص من بعض الآلام والأوجاع‬
            ‫‪-‬التى باتت عصية‬         ‫التي أثقلت روحها على مدى سنوات طويلة علَّها‬
           ‫على الإصلاح‪ ،‬أو لم‬
          ‫تعد بصاحبتها قدرة‬                                          ‫تتعافى منها‪.‬‬
             ‫على تكرار محاولة‬          ‫«كل ما كتبته على هذه الأوراق‪ ،‬كان مؤلمًا‪،‬‬
                                    ‫لكنني كنت أتعافى منه في اليوم التالي‪ ،‬أشعر‬
               ‫إصلاحها‪ -‬هي‬       ‫أنني تحررت من ذاكرة‪ ،‬وأحاول أن أتذكرها مرة‬
           ‫منشأ السرد الهادر‬
   135   136   137   138   139   140   141   142   143   144   145