Page 141 - merit 48
P. 141

‫نون النسوة ‪1 3 9‬‬

    ‫المشحون بالآلام والأوجاع والفواجع‪« :‬لا أفكر‬
 ‫جد ًّيا في إصلاح العلبة بشكل جذري‪ ،‬في إدخال‬

   ‫المسمارين في الثقبين المعدين لهما‪ ،‬وإغلاقهما‬
   ‫تما ًما‪ ،‬شيء كالاختناق‪ ،‬كالاحتضار‪ ،‬ينتابني‬
  ‫كلما حاولت‪ ،‬كأنني لو أغلقتها‪ ،‬هذه المرة‪ ،‬بعد‬
    ‫إصلاحها‪ ،‬لن أتمكن من فتحها أب ًدا‪ ،‬سأتركها‬

      ‫غير محكمة الإغلاق‪ ،‬لكنني سأحرص أشد‬
   ‫الحرص‪ ،‬على ألا تسقط‪ ،‬ويتبعثر ما فيها على‬

                                ‫الأرض» ص‪.10‬‬
‫حكت فاطمة عن الذين غادروا الدنيا والذين غادروا‬
‫القلب‪ ،‬كتبت عن كثيرين ممن تملصوا من روابطهم‬

  ‫المقدسة وتركوا في نفوس ذويهم ندو ًبا لم يداوها‬
    ‫الزمن‪ ،‬كتبت لتتحرر من آلامها فكان الألم بطل‬
    ‫الحكاية في رحلة ممتدة عبر الزمن تمزقت فيها‬
   ‫روابط وتوطدت أخرى‪ .‬لم تكن‬
   ‫فاطمة بطلة الرواية الوحيدة‪،‬‬
    ‫ولكنها وحدها امتلكت حق‬
    ‫الحكي واستأثرت لنفسها‬
     ‫بالحكم وسمحت لخيالها‬

  ‫بنسج الوقائع كما يحلو لها‬
     ‫لإكمال الصور والمشاهد‬

  ‫المبتورة في ذاكرتها‪َ .‬ض َّجت‬
     ‫روايتها بالألم والقسوة‬
      ‫والعديد من العلاقات‬

 ‫السامة؛ بد ًءا من الأسرة؛‬
    ‫الأب والأم وعلاقتهما‬

‫بالأبناء بما فيها من تمييز‬
   ‫وإحباط وعنف‪ ،‬مرو ًرا‬
   ‫بالاستغلال الجنسي‬
      ‫لطفلة لم تتجاوز‬
   ‫سنواتها الأربع‪ ،‬ثم‬

‫الزيجات والإخفاقات‬
‫المتعددة‪ ،‬والحصار‬
‫الاجتماعي وترصد‬

      ‫الفشل وعقد‬
  ‫المقارنات الدائمة‪.‬‬
‫أرادت أن تتكشف‬
   136   137   138   139   140   141   142   143   144   145   146