Page 180 - merit 48
P. 180

‫العـدد ‪48‬‬                             ‫‪178‬‬

                                  ‫ديسمبر ‪٢٠٢2‬‬                           ‫‪ Judith Butler‬وإيف‬
                                                                  ‫سيدجويك ‪،Eve Sedgwick‬‬
 ‫ذلك‪ ،‬يرفض بعض أصحاب‬                  ‫(‪ )1995‬بأن الأشخاص‬          ‫بطيئة في الظهور في الترجمة‬
  ‫النظريات الكويرية صراح ًة‬       ‫المغايرين قد يكونون (كوير)‪،‬‬      ‫الفرنسية‪ ،‬ولم تظهر إلا بعد‬
                                   ‫فهو يسلب المثليين والمثليات‬
       ‫استبعاد البيدوفيليين‬        ‫التميز ما يجعلهم هامشيين‪.‬‬          ‫عقد ونصف من نشرها‬
    ‫‪ pedophiles‬باعتبارهم‬                                            ‫الأصلي‪ .‬مما لا شك فيه أن‬
  ‫(كوير) (راجع ‪,Halperin‬‬            ‫إنها تلغي الهوية الجنسية‪،‬‬        ‫الفهم الذاتي للجمهوريين‬
     ‫‪ )62 ,1995‬وهناك نقد‬              ‫عندما تكون القضية على‬
  ‫آخر وهو أن نظرية الكوير‪،‬‬                                            ‫الفرنسيين‪ ،‬والذي يتسم‬
     ‫جزئيًّا ولأنها تلجأ عاد ًة‬    ‫وجه التحديد تتعلق بالهوية‬          ‫بالعالمية وغالبًا ما يكون‬
    ‫إلى لغة فنية للغاية‪ ،‬كتبها‬       ‫الجنسية (راجع ‪,Jagose‬‬            ‫معاد ًيا للحركات متعددة‬
   ‫نخبة ضيقة ومن أجل تلك‬                                              ‫الثقافات في ميولها‪ ،‬كان‬
  ‫النخبة الضيقة‪ .‬ولذلك فهي‬                           ‫‪.)1996‬‬         ‫عام ًل في الاستيراد البطيء‬
‫متحيزة طبقيًّا وأي ًضا‪ ،‬عمليًّا‪،‬‬     ‫من الانتقادات ذات الصلة‬        ‫والمقاوم بشدة في كثير من‬
 ‫يشار إليها في الواقع فقط في‬                                           ‫الأحيان للرؤى النظرية‬
  ‫الجامعات والكليات (راجع‬              ‫أن نظرية الكوير‪ ،‬لأنها‬         ‫الكويرية‪ .‬وبالمثل‪ ،‬كانت‬
                                   ‫ترفض أي جوهر أو إشارة‬               ‫نظرية الكوير أي ًضا على‬
      ‫‪.)1993 ,Malinowitz‬‬            ‫إلى الأفكار المعيارية للحياة‬   ‫الهامش في الفلسفة الألمانية‬
‫ُتنتقد نظرية الكوير أي ًضا من‬      ‫الطبيعية‪ ،‬لا يمكنها أن تميز‬
                                                                         ‫والفلسفة السياسية‪.‬‬
  ‫قبل أولئك الذين يرفضون‬                ‫اختلافات حاسمة‪ .‬على‬           ‫باختصار‪ ،‬من الإنصاف‬
 ‫الرغبة في التغيير الاجتماعي‬       ‫سبيل المثال‪ ،‬عادة ما يجادل‬      ‫القول إن نظرية الكوير كان‬
 ‫الراديكالي‪ .‬على سبيل المثال‪،‬‬      ‫أصحاب النظريات الكويرية‬             ‫لها تأثير أكبر في العالم‬
                                                                     ‫الأنجلو أمريكي ‪Anglo-‬‬
      ‫انتقد المثليون والمثليات‬       ‫بأن إحدى مزايا مصطلح‬
  ‫الوسطيين والمحافظين نهج‬         ‫«كوير» هي أنه يشمل بالتالي‬                     ‫‪.American‬‬
                                  ‫مغيرو‪/‬ات الجنس (العابرين‬            ‫ومع ذلك‪ ،‬فقد تم انتقاد‬
   ‫الكوير بحجة أنه سيؤدي‬                                            ‫نظرية الكوير بطرق لا تعد‬
  ‫إلى (نتائج عكسية كارثية)‬            ‫جنسيًا) ‪،transsexuals‬‬       ‫ولا تحصى (راجع ‪,Jagose‬‬
‫(راجع ‪.)xii ,1996 ,Bawer‬‬              ‫والساديين‪ -‬المازوخيين‬
                                                                                     ‫‪.)1996‬‬
      ‫إذا حافظ «الكوير» على‬             ‫‪،sado-masochists‬‬             ‫تأتي مجموعة واحدة من‬
   ‫دلالاته على شيء منحرف‬            ‫وغير ذلك من الجنسانيات‬
                                    ‫المهمشة‪ .‬إلى أي مدى يمتد‬           ‫الانتقادات من المنظرين‬
       ‫ومتناقض مع المجتمع‬         ‫هذا؟ هل الجنس عبر الأجيال‬       ‫المتعاطفين مع تحرير المثليين‬
       ‫السائد‪ ،‬وهو بالضبط‬         ‫(على سبيل المثال‪ ،‬البيدوفيليا‬
    ‫ما يريده معظم أصحاب‬            ‫‪ )pedophilia‬مسموح بها؟‬               ‫الذي ُينظر إليه على أنه‬
‫النظريات الكويرية‪ ،‬فيبدو أنه‬       ‫هل هناك أي حدود لأشكال‬          ‫مشروع للتغيير الاجتماعي‬
   ‫فقط يثبت صحة الهجمات‬            ‫السادية‪ -‬المازوخية ‪sado-‬‬
   ‫على المثليين والمثليات التي‬       ‫‪ masochism‬أو الفتشية‬              ‫الجذري‪ .‬الانتقاد الأولي‬
  ‫يقوم بها المحافظون‪ .‬ينتقد‬                                           ‫هو أنه على وجه التحديد‬
       ‫سوليفان (‪)Sullivan‬‬              ‫‪fetishism‬؟ في حين أن‬          ‫لأن «الكوير» لا يشير إلى‬
     ‫(‪ )1996‬أي ًضا المنظرين‬           ‫بعض أصحاب النظريات‬              ‫أي حالة جنسية محددة‬
‫المثليين لاعتمادهم على تفسير‬                                          ‫أو اختيار كائن جندري‪،‬‬
‫فوكو للسلطة‪ ،‬والذي يجادل‬                 ‫الكويرية لا يسمحون‬            ‫على سبيل المثال‪ ،‬يسمح‬
  ‫بأنه لا يسمح بمقاومة ذات‬              ‫بالتحديد بالبيدوفيليا‪،‬‬
  ‫مغزى‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يبدو من‬              ‫فإن السؤال المطروح هو‬              ‫(هالبرين) ‪Halperin‬‬
                                     ‫ما إذا كانت النظرية لديها‬
                                      ‫الموارد اللازمة لدعم مثل‬
                                        ‫هذا التمييز‪ .‬علاوة على‬
   175   176   177   178   179   180   181   182   183   184   185