Page 27 - merit 48
P. 27
25 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
في إعجاز القرآن ( 181من ثلاث رسائل في إعجاز القرآن).
-30وقد أعجب النقاد العرب بمثل هذه الصور الشعرية لأن الشاعر قد استطاع أن يجمع في البيت الواحد
أكثر من تشبيه تتوافر في طرفيه عناصر التوافق والتجانس ،والصدق الحرفي بمعني مناسبة المشبه به
للمشبه في أكثر وجوه الشبه من الناحية الشكلية البحتة ،صورة وحركة ،ولو ًنا إلى آخر ذلك من صور
شكلية.
-31لا نريد هنا أن نخوض في موضوع أهمية التشبيه بالمقارنة بالاستعارة عند الناقد العربي ،لكي لا نخرج
عن جادة البحث ،وإنما أشرنا إلى ذلك لتقريب الصورة فيما يتعلق بمفهوم النقاد العرب للصورة الشعرية
باعتبارها وسيلة لا غاية.
-32الوساطة ،41وراجع أي ًضا نفس المصدر ص 429حيث يقول القاضي الجرجانى“ :وإنما تصح
الاستعارة وتحسن على وجه من المناسبة ،وطرف من الشبه والمقاربة”.
-33الوساطة .428
-34راجع إحسان عباس ،تاريخ النقد العربى.322 ،
-35لاحظ أن أهم هؤلاء النقاد في هذا الصدد هو الآمدي ،الذي تأثر به الجرجاني ،وتمثل آراءه في خروج
أبي تمام ع َّما أسماه (عمود الشعر) ،وإن لم يكن هذا المصطلح قد اتضح عنده اتضاحه عند القاضي
الجرجاني.
-36إحسان عباس ،تاريخ النقد العربى .323
-37وقد وضع الناقد العربي لذلك شرو ًطا صارمة ،ونهج نه ًجا عقلانيًّا في استخراج القيم الجمالية في
الشعر بناء على هذه الشروط ،يدل على ذلك مث ًل نقد الشعر أو عيار الشعر لقدامة وابن طباطبا.
-38راجع الوساطة .39 -34
-39راجع الوساطة ،41وكذلك فعل في اختياره لنماذج من الشعر الجيد لأبي نواس أو لنماذج من شعره
الرديء ،من وجهة نظره ،معل ًقا على الأول بقوله“ :ومن سلك هذا المسلك من شعره فقد صافح السماء
وتناول النجوم)” ص ،58وعلى الآخر بقوله“ :وهو كما تراه في سخف اللفظ ،وسقط المعنى” ،59وفعل
مثل ذلك أي ًضا في نقد شعر أبي تمام ،وفي غيره ،ناهيك عن شعر المتنبي ،فقد وسع فيه القول من نفس هذا
المنطلق .كان هذا على أية حال هو التصور السائد لدي النقاد العرب حتى القرن الرابع الهجري على الأقل،
فالأداة الخاصة التي يتوسل بها الناقد في تقويمه للشعر ،كما يقول الدكتور عبد الحكيم راضي ،هي من
قبيل القدرات الخاصة التي تنمو بكثرة المدارسة ،ومداومة الاطلاع والنظر ،وتتبدى في إمكانية إصدار أحكام
ربما لا يكون من الممكن تعليلها ،وإن كان ذلك لا يقدح في صحتها ،وهذا هو الخط الذي كتب له الاستمرار
في الحديث عن مقدرة الحكم لدي الناقد متخ ًذا شعاره من عبارة تنسب إلى إسحق بن إبراهيم الموصلي
(ت“ :)235إن من الأشياء أشياء تحيط بها المعرفة ولا تؤديها الصفة” ،والناقد يستطيع أن يحكم -يستجيد
أو يسترذل -ولكن ليس من السهل عليه أن يسوق العلة ،فهذا يعني ،كما يتصور الآمدي ،وجوب أن يعرض
علينا كل مكونات خبرته على مدار الزمن الذي تلقاها خلاله ،وهذا محال ..وإن كان الناقد العربي قد تطرق
فيما بعد ،على يد عبد القاهر مث ًل ،إلى أدق تفاصيل اللغة في الأسلوب الأدبي عمو ًما ،والشعر خصو ًصا،
مع محاولة التعليل لنواحي الحسن ونواحي القصور فيها .راجع بالتحديد كتاب النقد العربي للدكتور عبد
الحكيم راضي من صفحة 225إلى صفحة .229
-40الوساطة ،59مع ملاحظة أن القاضي الجرجاني ،وإن كان قد مثَّل بهذه الأبيات للتدليل على رديء
شعر أبي نواس ،محك ًما المعيار الأخلاقي ،خلا ًفا لما ذهب إليه من فصل للشعر عن الأخلاق ،إ َّل أن هذه
الأبيات الرديئة في نفسها من وجهة نظره ،لا يمكن أن تغض من قدر أبي نواس كشاعر مشهود له بالبراعة
الشعرية في سائر شعره.
-41تناول القاضي الجرجاني هذه الأبيات في الوساطة ص.64