Page 22 - merit 48
P. 22
العـدد 48 20
قلت والكاس على ك ديسمبر ٢٠٢2
في تهوي لا لتثامى()44
أنا لا أعر ُف ذاك الـ أبو نواس
يوم في ذاك الزحا ِم
أو قوله:
يا عاذلي في الدهر ذا َهج ُر
لا َق َد ٌر صح ولا َج ْب ُر()45
ما ص َّح عندي من جميع الذى
ُي ْذ َك ُر إلا المو ُت وال ِقب ُر
فاشرب على الدهر وأ يامه
فإنما ُيهلكنا ال َّد ْه ُر
أو قوله:
أأترك َل َّذ َة ال َّص ْهبا ِء نق ًدا
ِ َلا وعدوه من لبن وخمر
حيا ٌة ثم مو ٌت ثم بع ٌث
حدي ُث ُخرافة يا أم عمرو()46
فهذه أمثلة وردت في شعر أبي نواس اتضح فيها
سوء الخلق وفساد العقيدة ولكنها مع ذلك لم
ُتنقص من قدر أبي نواس شاع ًرا ف ًّذا ،وقد تحمل
النقاد أبياته السالفة الذكر ،وإن كان فيها خروج
عن الخلق والعقيدة ،ولذلك فقد س َّوغ القاضي
الجرجاني للمتنبي ،من هذا المنطلق ،أن يقول)47(:
َي َت َر َّشفن من فمي َر َش َفات
ُه َّن فيه َأ ْحلي من التوحيد
أو أن يقول:
و َأ ْب َه ُر آيات التِّهامي َأ َّنه
أبو َك وإحدي ما لكم من مناقب
س َّوغ القاضي الجرجاني للمتنبي هذا ،وهو في
معرض الدفاع عنه لما ا ُّت ِهم به من سوء العقيدة
قائ ًل في وضوح“ :فلو كانت الديانة عا ًرا على
الشعر ،وكان سوء الاعتقاد سببًا لتأخر الشاعر،
لوجب أن ُيمحي اسم أبي نواس من الدواوين،
و ُيحذ َف ذكره إذا ُع َّدت الطبقات ،و َل َكان َأ ْولاهم
بذلك أهل الجاهلية ،و َم ْن تشهد الأمة عليه بالكفر،
ولوجب أن يكون كعب بن زهير ،وابن ال ِّزبعري
وأضرابهما ممن تناول رسول الله صلي الله عليه
وسلم ،وعاب من أصحا ُب بك ًما ُخر ًسا ،و ِبكاء
ُم ْف َحمين ،ولك َّن الأمرين متباينان ،وال ِّدين بمعزل
عن الشعر”( )48وهذا الأمر عند القاضي الجرجاني