Page 55 - merit 48

‫‪53‬‬ ‫إبداع ومبدعون‬

‫رؤى نقدية‬

‫وهو في إرهاصات نهضته‪-‬‬

‫هو ذلك الحرص الشديد‬

‫من طرف النماذج‬

‫السالفة الذكر من المجلات‬

‫والجرائد على كفالة حق‬

‫الرد وفي أعداد موالية(‪)10‬‬

‫مباشرة للمقال النقدي‬

‫المثير للسجال‪ ،‬وهو ما‬

‫عبر عنه عبد الله كنون في‬

‫قوله‪« :‬لم أرحب بالبحث‬

‫الذي نشر بالعلم حول‬

‫كتابي أمراؤنا الشعراء‬

‫بقدر ما رحبت بظهوره‬

‫في هذه الجريدة؛ لأنه‬

‫مهد لي السبيل للكتابة‬

‫صلاح بوسريف‬ ‫حسن طريبق‬ ‫أحمد عبد المعطي حجازي‬ ‫فيها في مواضيع الأدب‬
‫والنقد»(‪ ،)11‬وهو الأمر‬

‫ومحمد بن تاويت وأحمد زياد‪ ،‬مرو ًرا بمحمد برادة‬ ‫الذي ‪-‬وإن تحقق في مجلاتنا وجرائدنا المعاصرة‪-‬‬
‫ومحمد زنيبر وادريس الناقوري وابراهيم الخطيب‬ ‫سيكون له آثار إيجابية على المشهد النقدي وذلك‬
‫وحسن الطريبق وعبد الكريم غلاب ونجيب العوفي‬ ‫بفتح نقاش أدبي رصين يبسط صفحاته لكل‬

‫واللائحة تطول ويئن لنا حصر أفرادها من النقاد‬ ‫النقاد المغاربة والمشارقة على حد سواء؛ ولعل مجلة‬
‫المغاربة الذين استأسدوا ولفترات طويلة المشهد‬ ‫«ميرث الثقافية» قد سمعت النداء‪ ،‬حيث نشرت‬
‫الأدبي والنقدي المغربي والعربي‪.‬‬
‫إلا أن الحال هنا ونحن نلقي نظرة على الأطراف‬ ‫‪-‬ونحن في سيرورة كتابة هذا المقال‪ -‬بيا ًنا(‪ )12‬نار ًّيا‬
‫المشاركة في هذا «السجال النقدي» الآني‪ ،‬وبغض‬ ‫لصلاح بوسريف يرد فيه على منتقديه‪ ،‬ويوضح‬
‫المعالم الكبرى «لمشروعه الشعري‪ -‬النظري‪،‬‬
‫النظر عن اسم لامع غني عن التعريف وهو الشاعر‬ ‫الذي يعود إلى أربعين سنة من عمره الثقافي‪،‬‬
‫والناقد صلاح بوسريف بتراكماته الإبداعية‬ ‫أو حضوره في المشهد الثقافي المغربي»(‪ ،)13‬وهو‬
‫والنقدية على امتداد أربعة عقود(‪ ،)14‬وكذا قلة‬
‫المشروع الذي يرى أنه اخ ُتزل اختزا ًل ضمن الحوار‬
‫قليلة من النقاد‪ ،‬فإن الأمر يدعو إلى طرح علامات‬ ‫السابق‪.‬‬
‫استفهام واسعة حول الأسباب الكامنة وراء هذه‬
‫ويقودنا الحديث السابق‪ ،‬وفي إحدى جوانبه المتعلقة‬
‫الصورة القاتمة التي رسمتها طبيعة الأسماء‬ ‫بفتح بعض المجلات باب النقاش أمام النقاد‪ ،‬نحو‬
‫الأخرى المشاركة في هذا السجال‪ ،‬والتي توارى‬ ‫مفارقة غريبة تهم طبيعة الأطراف المشاركة في‬
‫السجالات النقدية‪ ،‬والتي‪ ،‬ورغم اختلاف سياقاتها‬
‫الكثير منها خلف تدوينات فيسبوكية يصعب‬ ‫ومضامينها وأساليب المساجلة فيها على مر القرن‬

‫من خلالها تحديد الصفة العلمية والأكاديمية‬ ‫الماضي‪ ،‬إلا أنها عرفت مشاركة أسماء لامعة‬
‫لأصحابها‪ ،‬كما يطرح سؤا ًل آخر أكثر أهمية حول‬ ‫وهامات مغربية رائدة سواء في إنتاجاتها الإبداعية‬

‫أو مقارباتها النقدية‪ ،‬وحسبنا في ذلك كل من محمد غياب أسماء نقدية مغربية أثثت المشهد الأدبي‬
‫والنقدي المعاصر‪ ،‬والتي ربما لا تزال ترى في‬
‫الصراعات الأدبية النقدية فتي ًل يفتح أبواب المشهد‬ ‫بن العباس القباج وسعيد حجي والشنجيطي‬

‫والعلامة عبد الله كنون وعبد الرحمان الفاسي‬