Page 105 - مجلة تنوير - العدد الرابع
P. 105
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
إضفـاء معنـى حـول هـذا الحـدث العنيـف .وعلـى الرغـم ،)scriptsوالد ارمـا الاجتماعيـة ،والاستشـهاد أو المـوت
مـن أن الإرهـاب يرتبـط الآن ارتبا ًطـا وثيًقـا بالمواقـف بهـدف الوصـول إلـى عـدد كبيـر ومتنـِّوع مـن الجماهيـر.
الاجتماعيـة المؤلمـة ،أصـر «ألكسـندر» ( 2011,وفـي هـذا السـياق ،مـن الضـروري أن تتض َّمـن هـذه
)2007علـى أن الأحـداث الإرهابيـة العنيفـة مثـل :الد ارمـا الاجتماعيـة سـيناريوهات محـددة بوضـوح،
«أحـداث 11سـبتمبر» ،أو «تفجيـ ارت قطـار مدريـد مـع تمثـات ثنائيـة للعوامـل الرئيسـة« :يجـب أن
2004م» ،أو «هجمـات المتـرو والحافـات فـي لنـدن تكـون السـيناريوهات الجيـدة ن ازعيـة ،وأن يتـم ترميـز
2005م»( ،)1لا ُيمكـن أن تـؤدي إلـى ردود فعـل العناصر الفاعلة في ثنائيات الخير والشر ،وسردية
صادمـة مـن تلقـاء نفسـها .ويتطلـب العنـف ،مـن المؤامـرة التـي لهـا بدايـات خادعـة ،وأطـ ارف وسـيطة
وجهـة نظـر «ألكسـندر» ،درجـة مـن التأطيـر غامضـة ،ونهايـات مبسـطة وشـافية» (Alexander
.)2007, 7وبالنسـبة إلـى «سـميث» ()2005, 27 الثقافـي ،وحتـى الحـوادث الإرهابيـة الأكثـر تدميـًار
لا يمكـن أن تصنـع صدمـة جماعيـة مـن دون
فـإن هـذه التوصيفـات الثنائيـة للجهـات الفاعلـة تعـِّزز وسـاطة ثقافيـة .يقـول عـن ذلـك« :إنهـا المعانـي
لديـه السـرديات ( )narrativesالأوسـع التـي تميـز بيـن
التـي توفـر الإحسـاس بالصدمـة والخـوف ،وليـس العقلانـي وغيـر العقلانـي ،والمقـدس والدنيـوي ،والصديق
الأحداث في حد ذاتها» .في هذا السياق ،ينطلق والعـدو .وهـذه البنيـات السـردية تتـ اروح بيـن الدنيـوي،
«ألكسـندر» ( )2004b, 88مـن الفهـم التقليـدي المأسـوي ،الرومانسـي ،والنبوئـي (نسـبة إلـى النبـَّوة)؛
الـذي يعتبـر الإرهـاب اسـت ارتيجية سياسـية ،ويفتـرض حيـث تـم تحديـد النبوئـي بأنـه «الأكثـر فاعليـة فـي إنتـاج
أن الأعمـال الإرهابيـة تمثـل شـكلاً مـن الفعـل «مـا التضحيـات واسـعة النطـاق علـى مسـتوى المجتمـع
بعـد السياسـي»؛ لأنهـا تشـير إلـى «نهايـة الاحتمـالات وإضفـاء الشـرعية عليهـا».
وهكذا تُنتج الحوادث الإرهابية سيناريوها ٍت ونصو ًصا السياسـية» .بشـكل مختلـف ،وبالنسـبة للدوركايمييـن
د ارميـة مختلفـة تتطلـب جمي ًعـا ترميـًاز ثقافًّيـا .علـى سـبيل الجـدد ،يمثـل الإرهـاب القيـام بفعـل يهـدف إلـى إنتـاج
المثـال :تضمنـت كل مـن هجمـات الحـادي عشـر مـن التواصـل الرمـزي .وينصـ ُّب التركيـز هنـا ،حسـب تصـُّور
«ألكسـندر» ( ،)2004b, 88علـى «التفكيـر فـي
سـبتمبر و«تفجيـ ارت قطـار مدريـد 2004م»( )2أحكا ًمـا العنـف بشـكل قليـل مـن ناحيـة جوانبـه الماديـة ،وبشـكل
اجتماعيـة علـى هـذه الأحـداث وعلـى مرتكبيهـا؛ أكبـر مـن ناحيـة كونـه نو ًعـا مـن الفعـل الرمـزي».
حيـث صـورت الحكومتـان الأمريكيـة والإسـبانية وتفهـم الدوركايميـة الجديـدة الإرهـاب كشـكل مـن الأداء
ووسـائل الإعـام المواليـة لهمـا تنظيـم القاعـدة الثقافـي والسياسـي الـذي يسـتخدم الأحـداث والرمـوز
علـى أنـه مجموعـة مـن الأفـ ارد المتعصبيـن الثقافيـة ويسـتفيد منهـا ،والسـيناريوهات الثقافيـة (cultural
والفاسـدين أخلاقًّيـا ،الذيـن يتسـمون بالوحشـية
واللاعقلانيـة ،ويفتقـرون إلـى أي ضميـر أخلاقـي ف(يق2يح1ن�ااه5لب)فـانـلـلقملأتدةيـفنجينسـ ً�،قامـوأوقلوخـمعن0ـطـعةـااا0ذتلرامت7ففذسـتاججايجـأيرعني�اـتـرفةـااحتطلطـ.اااقبائنذـلتقـررميمةتنونحلة�اف�.ارويلجـكـصيوةلكمـاصا.ربنةـب يا،سـ�تحتوهيعاــتنالةدـفم؛فكج8ـحاتيرـل8ه9تشـثب1جاقكمنمـن،ابةفلاـالـلجتـةنذارقلراإيبتلرعثــاهخلَّاةلـابعيفـايثمةف�
ات(قلن2تيـح)ظيًـداي يمهدوايـل5ةقسا5ل ف يع7ـ�سل1ادلةة.عمامالصنصام ًتباـملـا�ت.ةجفـاو ُلمجوإيِّ .ج�اســبهاتنايلالاةتت ي،ه�ـاواأمسسإـتلفهىردفختليـتعـةنختطسســوتقلوهط املط أسفـ1كك9ا1كر
105