Page 84 - مجلة تنوير - العدد الرابع
P. 84
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
لحقـوق الإنسـان والحريـات الأساسـية لـكل النـاس دون وتعبـر المـادة الأولـى مـن الإعـان عـن عالميـة الحقـوق،
ومفادهـا« :يولـد جميـع النـاس أحـ ارًار متسـاوين فـي تفرقـة بسـبب عـرق أو جنـس أو لغـة أو ديـن» .وتتمتـع
الك ارمـة والحقـوق ،وقـد وهبـوا عقـاً وضميـًار وعليهـم أن كافة نصوص الميثاق بالسـلطة القانونية على المسـتوى
يعامـل بعضهـم بع ًضـا بـروح الإخـاء» ،معنـى هـذا أنهـا الدولـي لأن الميثـاق عبـارة عـن اتفاقيـة؛ ولهـذا فهـو
ترتكـز علـى أن جميـ َع البشـر يولـدون أحـ ارًار ومتسـاوين ُمْلـِزم مـن الناحيـة القانونيـة ويتوجـب علـى جميـع الـدول
الأعضـاء فـي الأمـم المتحـدة أن تقـوم – وبحسـن نيـة –
فـي الك ارمـة والحقـوق والحريـة عنـد الـولادة(.)14
بالوفـاء بجميـع الت ازماتهـا بمقتضـي الميثـاق(.)12
-حقــوق الإنســان شــمولية :لأنهـا تتضمـن
قضايـا تتعلـق بالديمق ارطيـة والتنميـة والعدالـة واحتـ ارم -تمنــح حقــوق الإنســان للفــرد شــرعية دوليــة:
الحريـات وسـيادة القانـون وحقـوق النسـاء وحقـوق الطفـل ُكلفـت لجنـة حقـوق الإنسـان التـي أنشـئت عـام ،1945
وحقـوق اللاجئيـن والمهاجريـن ،والأقليـات والمهمشـين والتـي حـل محلهـا مجلـس حقـوق الإنسـان فـي عـام
والفقـ ارء( .)15وعنـد تأسـيس الأمـم المتحـدة عـام 1948 ،2006بمهمة صياغة شـرعية دولية لحقوق الإنسـان،
أكـدت الـدول المؤسسـة علـى إيمانهـا بحقـوق الإنسـان ويعتبـر تبنـي الجمعيـة العامـة للإعـان العالمـي لحقـوق
الأساسـية فـي ك ارمـة الشـخصية الإنسـانية وقيمتهـا الإنسـان فـي 10ديسـمبر عـام 1948الخطـوة الرئيسـة
والمسـاواة فـي الحقـوق بيـن الرجـال والنسـاء ،كمـا عبـرت فـي طريـق وضـع الشـرعية الدوليـة لحقـوق الإنسـان
عـن تصميمهـا علـى بنـاء عالـم يحتـرم حقـوق الإنسـان والوسـيلة المشـتركة لقيـاس تحقيـق إنجـا ازت الشـعوب
والحريـات الأساسـية للنـاس جمي ًعـا ويحافـظ عليهـا، والأمـم ،ويمثـل الإعـان العالمـي لحقـوق الإنسـان الجـزَء
دون تمييـز علـى أسـاس الجنـس أو العـرق أو الديـن الأول من هذه الشرعية ،وفي ديسمبر عام 1989تبنت
أو اللغـة ،وُيجسـد الإعـان العالمـي لحقـوق الإنسـان الجمعيـة العامـة بروتوكـولاً اختيا ّرًيـا آخـر ،ملحًقـا بالعهـد
هـذا التصميـم؛ حيـث شـهد التاريـخ للمـرة الأولـى الاتفـاق الدولـي الخـاص بالحقـوق المدنيـة والسياسـية ،ويهـدف
هـذا البروتوكـول إلـى إلغـاء العمـل بعقوبـة الإعـدام ،كمـا
تـم تبنـي البروتوكـول الاختيـاري الملحـق بالعهـد الدولـي علـى عـدد مـن الحقـوق والحريـات الأساسـية التـي تـم
للحقـوق الاقتصاديـة والاجتماعيـة والثقافيـة فـي ديسـمبر التوافـق عليهـا دولًّيـا ،وتـم الاعتـ ارف بنصـوص الإعـان
عام ،2008والذي يتيح للأف ارد إمكانية التقدم بشكاوى كمعيـار مشـترك لكافـة الشـعوب والأمـم(.)16
-حقــوق الإنســان جــزٌء لا يتجــ أز مــن الأجنــدة بشـأن انتهـاكات الحقـوق المنصـوص عليهـا فـي العهـد
السياسـية الدوليـة والوطنيـة :وبفضـل جهـود المجتمـع إلـى لجنـة الحقـوق الاقتصاديـة والاجتماعيـة والثقافيـة،
الدولـي وناشـطي حقـوق الإنسـان ،فقـد تقدمـت حمايـة وبتبنـي هذيـن العهديـن ،ولقـد تـم التصديـق علـى قـ ارر
حقـوق الإنسـان بشـكل ملحـوظ فـي العقـود الأخيـرة، الجمعيـة العامـة الصـادر عـام 1950والـذي ينـص
وأصبـح احتـ ارُم ك ارمـة الإنسـان ومنـع التمييـز – الـذي علـى أن« :التمتـع بالحقـوق المدنيـة والسياسـية والتمتـع
يعنـي فر ًصـا متسـاوية للجميـع – مـن المبـادئ الأساسـية بالحقـوق الاقتصاديـة والاجتماعيـة والثقافيـة همـا أمـ ارن
ال ارسـخة فـي أذهـان النـاس ،وأصبحـت حقـوق الإنسـان
جـزًءا لا يتجـ أز مـن الأجنـدة السياسـية الدوليـة والوطنيـة، مت اربطـان ويعتمـد أحدهمـا علـى الآخـر»(.)13
كمـا ترسـخ الإيمـا ُن بـأن انتهـاكا ِت حقـوق الإنسـان
-حقوق الإنسان لا ُتشترى ولا ُتكتسب ولا ُتورث:
هـي ملـك للنـاس لأنهـم بشـر ،ومتأصلـة فـي كل فـرد،
84