Page 85 - مجلة تنوير - العدد الرابع

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا‬ ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫التـي مـا ازلـت تحصـل فـي مناطـق مختلفـة مـن العالـم لحقـوق الإنسـان تشـمل المعرفـة والمهـا ارت‪ ،‬وكذلـك‬

‫يجـب ألا تمـر دون عقـاب‪ ،‬وفـي كافـة الأحـوال‪ ،‬وبرغـم أنمـاط السـلوك التـي تتأسـس علـى مبـادئ العـدل وسـيادة‬

‫الجـدل حـول الإنجـا ازت‪ ،‬فـإن حالـة تفعيـل معاييـر حكـم القانـون ومنـع التمييـز(‪.)18‬‬

‫‪ -‬حقـوق الإنسـان والفاعليـة الإنسـانية‪ :‬تحـرص‬ ‫حقـوق الإنسـان فـي العالـم مـا تـ ازل بعيـدة عـن الرضـا‪،‬‬
‫الدول ‪ -‬التي تطبق مفاهيم الديمق ارطية – على تحويل‬ ‫فبعـد سـتين عا ًمـا علـى تبنـي الإعـان العالمـي لحقـوق‬
‫المبـادئ النظريـة لحقـوق الإنسـان إلـى واقـع فعلـي يحـس‬ ‫الإنسـان تبقـى ملاييـن مـن الأطفـال – وبخاصـة الفتيـات‬
‫بـه النـاس فـي حياتهـم اليوميـة‪ ،‬وتحـرص كل سـلطات‬ ‫– محروميـن مـن التعليـم والسـكن المناسـب اللذيـن‬
‫الدولـة علـى الحفـاظ عليهـا وعـدم السـماح بانتهاكهـا‪،‬‬ ‫مـا يـ ازلان يمثـان حل ًمـا بالنسـبة لمئـات الملاييـن مـن‬
‫علـى عكـس الـدول غيـر الديمق ارطيـة التـي تكتفـي بتزييـن‬ ‫الأسـر‪ ،‬كمـا أن الحـ َّق فـي الصحـة والحـق فـي الغـذاء‬
‫دسـاتيرها وقوانينهـا بالنـص علـى أسـمى مفاهيـم حقـوق‬ ‫غير مكفولين على النحو الملائم لما يناهز ثلث سـكان‬
‫الإنسـان دون تفعيـل حقيقـي لهـا‪ ،‬بـل علـى العكـس مـن‬ ‫العالـم؛ إضافـة إلـى افتقـاد الحـق فـي ميـاه نظيفـة آمنـة‬
‫وم ارفـق صحيـة عامـة ملائمـة يؤثـر سـلبًّيا علـى وضعيـة‬
‫ذلـك تنتهـك هـذه الحقـوق بأبشـع الصـور(‪.)19‬‬ ‫حقـوق الإنسـان‪ ،‬وعلـى الرغـم مـن كافـة الجهـود المبذولـة‬
‫علـى الصعيديـن الوطنـي والدولـي‪ ،‬يتواصـل التمييـز‬
‫‪ -‬حقـوق الإنسـان منظومـة قابلـة للتطويـر‪ :‬ليسـت‬ ‫ونقـص المسـاواة علـى أسـاس النـوع‪ ،‬بينمـا تتسـع رقعـة‬
‫منظومـة حقـوق الإنسـان منظومـة مغلقـة ونهائيـة‪ ،‬بـل‬ ‫الفقـر وتمتـد لتمثـل عائًقـا رئي ًسـا فـي نيـل هـدف حقـوق‬
‫هـي قابلـة للتطويـر والتعديـل حسـب التطـو ارت السياسـية‬ ‫الإنسـان للجميـع‪ ،‬وتمثـل تهديـدات ومخاطـر أخـرى‬
‫الاجتماعيـة والاقتصاديـة والثقافيـة التـي يعرفهـا العالـم‪،‬‬ ‫مثـل‪ :‬الإرهـاب والجريمـة المنظمـة والفسـاد وتدهـور‬
‫وتتفاعـل معهـا الأسـرة الدوليـة‪ ،‬وممـا يميـز منظومـة‬ ‫البيئـة والتغييـر المناخـي تحدًيـا فـي وجـه التقـدم للنهـوض‬
‫حقـوق الإنسـان أنهـا تشـكل قاسـ ًما مشـترًكا تجتمـع‬
‫حولـه دول العالـم علـى تعـدد ثقافاتهـا وتنـوع خلفياتهـا‬ ‫بحقـوق الإنسـان(‪.)17‬‬
‫الحضاريـة‪ ،‬ممـا يعـزز التعـاون المشـترك بيـن الأسـرة‬
‫الدولية في عصر العولمة؛ ولهذا أولت مختلف الهيئات‬ ‫‪ -‬حقـوق الإنسـان لا يمكـن انت ازعهـا‪ :‬لا يسـتطيع‬
‫والمنظمـات الدوليـة هـذه المسـألة مـا يليـق بهـا مـن‬ ‫النـا ُس التمتـع بحقـوق الإنسـان والمحاربـة مـن أجـل‬
‫أهميـة‪ ،‬ولـم يكـن العالـم الإسـامي بمنـأى عـن المشـاركة‬ ‫تفعيلهـا مـا لـم يكـن لديهـم المعرفـة الكافيـة بمضمونهـا‬
‫فـي تفعيـل هـذه المنظومـة الحقوقيـة العالميـة والإضافـة‬ ‫وإجـ ارءات الدفـاع عنهـا وعـدم انت ازعـه‪ ،‬والتربيـة علـى‬
‫إليهـا‪ ،‬بمـا يعبـر عـن رؤيـة الحضـارة الإسـامية إلـى‬ ‫حقوق الإنسان ستعزز المبادئ الأساسية مثل‪ :‬الأهمية‬
‫المتسـاوية لكافـة حقـوق الإنسـان سـواء كانـت مدنيـة أو‬
‫حقـوق الإنسـان‪.‬‬ ‫ثقافيـة أو اقتصاديـة أو سياسـية أو اجتماعيـة؛ للحفـاظ‬
‫علـى الك ارمـة وتحقيـق الرفـاه لـكل شـخص؛ ويجـب أي ًضـا‬
‫فهنـاك مجموعـة مـن المنظمـات والهيئـات العربيـة‬ ‫أن ينهـض الوعـي بشـأن التهديـدات القديمـة والحديثـة‬
‫الإسـامية‪ ،‬التـي اهتمـت بإغنـاء منظومـة حقـوق‬ ‫لحقوق الإنسان ولا تقتصر التربية على نشر المعلومات‬
‫الإنسـان مثـل‪ :‬منظمـة التعـاون الإسـامي وجامعـة‬ ‫فحسـب‪ ،‬بـل يجـب أن يمتـد الهـدف لبنـاء ثقافـة عالميـة‬
‫الـدول العربيـة والمنظمـة الإسـامية للتربيـة والعلـوم‬
‫والثقافـة – إيسيسـكو ‪ -‬واللجنـة العربيـة الدائمـة لحقـوق‬

‫‪85‬‬