Page 86 - مجلة تنوير - العدد الرابع
P. 86
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
الإنسـان ،كمـا صـدرت عـدة مواثيـق تدعـم هـذا الاهتمـام مجموعـة مـن التنظيمـات الطوعيـة التـي تنشـأ بـالإ اردة
مثـل :الميثـاق العربـي لحقـوق الإنسـان وميثـاق حقـوق الحـرة لأعضائهـا ،والتـي لا تهـدف إلـى تحقيـق الربـح
الطفـل العربـي وإعـان حقـوق الإنسـان فـي الإسـام عنـد ممارسـة نشـاطها؛ لذلـك فـإن د ارسـة الآثـار التـي
وعهـد حقـوق الطفـل فـي الإسـام ومواثيـق أخـرى ،وقـد تركتهـا مؤسسـات المجتمـع المدنـي علـى مياديـن حقـوق
أصـدرت المنظمـة الإسـامية للتربيـة والعلـوم والثقافـة – الإنسـان جـاءت نتيجـة لاعتبـا ارت عـدة ،وأصبحـت
إيسيسـكو مـن جهتهـا مجموعـة مـن الكتـب والد ارسـات تحتـم علـى الباحثيـن إعـادة النظـر فـي المكانـة التـي
حـول حقـوق الإنسـان فـي الإسـام التـي تركـز علـى تحتلهـا تلـك المؤسسـات فـي التعامـل مـع ملفـات مهمـة
مـدى توافـق الشـريعة الإسـامية مـع التشـريعات الدوليـة مثـل ملـف حقـوق الإنسـان ،وهنـاك ت ازيـد فـي عـدد هـذه
المعنيـة بحقـوق الإنسـان بصفـة عامـة ،وبحقـوق المـ أرة المؤسسـات وهنـاك تنـوع فـي مياديـن العمـل التـي تقـوم
بهـا ،كذلـك سـجلت مؤسسـات المجتمـع المدنـي تطـوًار والطفـل والأقليـات واللاجئيـن بصفـة خاصـة ،كمـا أن
ملموًسـا علـى صعيـد العلاقـات الدوليـة التـي أقامتهـا مـع المنظمـة معنيـة بتطويـر منظومـة حقـوق الإنسـان مـن
خـال اتفاقيـات التعـاون التـي تجمعهـا مـع العديـد مـن
العديـد مـن المؤسسـات الدوليـة المؤثـرة(.)21
لقد أصبح دور المجتمع المدني أو المؤسسات غير الهيئـات الدوليـة ووكالات الأمـم المتحـدة المتخصصـة
الحكوميـة – إن صـح التعبيـر – فـي تعزيـز حقـوق فـي مجـال حقـوق الإنسـان؛ للتعريـف بوجهـة النظـر
الإنسـان علـى الصعيـد الدولـي والإقليمـي والوطنـي، الإسـامية مـن خـال الأنشـطة ذات الصلـة التـي
موضـع اعتـ ارف المجتمـع الدولـي علـى نطـاق واسـع؛
تنفذه ـا(.)20
حيـث تسـاهم بشـكل ملمـوس فـي برنامـج الأمـم المتحـدة حقوق الإنسان والمجتمع المدني
لحقـوق الإنسـان ،كمـا أنهـا تشـارك بفاعليـة فـي مؤتمـ ارت تطـوَر الاهتمـاُم بحقـوق الإنسـان فـي الفتـرة التـي
رئيسـة فـي مجـال حقـوق الإنسـان ،وتعتبـر مصـدًار فريـًدا أعقبـت الحـرب العالميـة الثانيـة ،وأصبـح – بعـد أقـل
للمعلومـات ،وقـد سـاعدت هـذه المؤسسـات فـي تحديـد مـن نصـف قـرن – ذا تأثيـر عميـق فـي الممارسـة وفـي
المعاييـر الدوليـة الجديـدة وصياغتهـا ،وتسـعى للحصـول النظريـة علـى حـد سـواء ،كمـا شـَّكل جـزًءا لا يتجـ أز
علـى تعويضـات لضحايـا انتهـاكات حقـوق الإنسـان، مـن المجـال المعرفـي والقانونـي والسياسـي والأخلاقـي
كمـا تلعـب دوًار مه ًّمـا فـي تعزيـز التربيـة علـى حقـوق
الإنسـان؛ وخصو ًصـا علـى المسـتوى غيـر الرسـمي ،وقـد والاجتماعـي والفلسـفي ،لقـد أصبـح مجـا ُل حقـوق
اعتـرف المؤتمـر العالمـي لحقـوق الإنسـان عـام 1993 الإنسـان جـزًءا مـن الوعـي المعاصـر ،وإطـاًار لـكل
بأهميـة دور منظمـات المجتمـع المدنـي فـي تعزيـز المجـالات الإنسـانية ومحـوًار لد ارسـات إنسـانية شـتى،
مختلـف حقـوق الإنسـان والأنشـطة الإنسـانية علـى وخطاًبـا عالمًّيـا تتصـارع حولـه السياسـات الدوليـة
المسـتويات الوطنيـة والإقليميـة والدوليـة ،وعّبـَر المؤتمـر وتتنـازع ،وموضو ًعـا للتفاعـل والتواصـل بيـن مختلـف
– بشكل خاص – عن تقديره لمساهمة هذه المؤسسات الثقافـات والحضـا ارت والمجتمعـات ،وإذا كان للدولـة
فـي زيـادة الوعـي العـام بقضايـا حقـوق الإنسـان ،والحـق
فـي التعليـم والتدريـب والبحـث فـي هـذا المجـال؛ وعمليـة دور بارز في حماية حقوق الإنسان من خلال أجهزتها
المختلفـة ،فـإن لمؤسسـات المجتمـع المدنـي دوًار لا يقـل
أهميـة عـن الـدور الـذي تمارسـه الحكومـات بوصفهـا
86