Page 87 - مجلة تنوير - العدد الرابع
P. 87
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
إعـداد المعاييـر وتحديدهـا ،وقـد أشـار المؤتمـر كذلـك حقـوق الإنسـان ،مـن آليـات رقابيـة ودفاعيـة إلـى آليـات
إلـى أن أنشـطة هـذه المؤسسـات يجـب ألا تتناقـض مـع حمائيـة(.)23
تمثـل الرقابـة التـي تلجـأ إليهـا مؤسسـات المجتمـع مقاصـد الأمـم المتحـدة ،ولهـا الحـق فـي القيـام بأنشـطة
المدني العاملة في مجال حقوق الإنسان ،عنصًار فاعلاً
لبيـان مـدى جـودة عملهـا فـي أداء المهمـات المنوطـة بهـا حقـوق الإنسـان بـدون أي تدخـل مـن طـرف آخـر علـى
والمتمثلـة فـي تحسـين حالـة حقـوق الإنسـان والارتقـاء
أن يتـم القيـام بذلـك فـي نطـاق القانـون الوطنـي ،ووفًقـا
للإعـان العالمـي لحقـوق الإنسـان(.)22
آليــات مؤسســات المجتمــع المدنــي فــي حمايــة بهـا ،كمـا أنهـا تسـاهم فـي تطويـر الأدوات والآليـات التـي
ترفـع مسـتوى وعـي الجمهـور بالنسـبة لدورهـا فـي تعزيـز حقــوق الإنســان
المسـاءلة والشـفافية والن ازهـة ،والرقابـة تشـكل عنصـًار تلعـب مؤسسـات المجتمـع المدنـي دوًار مه ًّمـا فـي
مه ًّمـا فـي مسـألة عمـل مؤسسـات المجتمـع المدنـي، حمايـة حقـوق الإنسـان انطلاًقـا مـن اعتبـار هـذه الحمايـة
وتُعـد البعـد الاسـت ارتيجي الأعمـق لنشـر ثقافـة حقـوق جـزًءا مـن مهمـة أساسـية تقـوم بهـا مؤسسـات المجتمـع
الإنسـان؛ لأنهـا تضمـن العمـ َل وفـق معاييـر عالميـة المدنـي المعنيـة بحقـوق الإنسـان ،والتـي ترمـي إلـى
ومؤشـ ارت أداء لإعمـال أدوات حمايـة حقـوق الإنسـان حمايـة هـذه الحقـوق مـن الخـرق أو المصـادرة مـن خـال
العالميـة والمحليـة ،وتمثـل الرقابـة أي ًضـا إحـدى ركائـز أعمـال الم ارقبـة والرصـد وأعمـال التقصـي والتحقيقـات،
نجـاح العمـل خصو ًصـا إذا اسـتخدمت نتائـج الرقابـة وإعـداد التقاريـر ورعايـة ضحايـا الانتهـاكات وغيرهـا مـن
فـي تطويـر آليـات العمـل ،وتطويـر الإطـار القانونـي الآليـات التـي تسـعى إلـى حشـد التأييـد والعمـل علـى
الـذي يحكـم علاقـة مؤسسـات المجتمـع المدنـي بالدولـة؛ تعديـل القوانيـن والسياسـات وفًقـا للشـرعة الدوليـة لحقـوق
لذلـك فـإن هـذه المؤسسـات – فـي سـعيها نحـو م ارقبـة الإنسـان ،وتهـدف عمليـة حمايـة حقـوق الإنسـان إلـى
أوضـاع حقـوق الإنسـان – تلجـأ أحياًنـا إلـى أسـلوب دعـم الضحايـا ومؤازرتهـم وإخبـار الـ أري العـام وحشـد
كشـف الانتهـاكات لبعـض الحكومـات كسـاح تملكـه دعمـه ،والتأثيـر علـى صنـاع القـ ارر وم ارقبـة مـدى
تلـك المؤسسـات وتمارسـه بحـق تلـك الحكومـات؛ وتلعـب إعمـال القانـون وتوسـيع قاعـدة المؤيديـن لنشـر ثقافـة
التقاريـر التـي تقدمهـا هـذه المؤسسـات وبعثـات تقصـي حقـوق الإنسـان وحمايتهـا واحت ارمهـا ،إذ تقـوم مؤسسـات
الحقائـق دوًار مه ًّمـا فـي توجيـه الاهتمـام العالمـي إلـى المجتمـع المدنـي بنشـر تقاريرهـا بشـأن انتهـاكات حقـوق
الإنسـان على المسـتوى العالمي؛ وذلك من أجل إظهار
أوضـاع حقـوق الإنسـان السـائدة فـي الدولـة(.)24 الممارسـات التـي تقـوم بهـا بعـض الـدول والتـي تمثـل
انتهـاكات صارخـة لحقـوق الإنسـان ،ونشـر مثـل هـذه
وقـد أدت وحشـية نظـام الحكـم أو القمـع السياسـي أو التقاريـر يؤثـر فـي مركـز الـدول الأدبـي والسياسـي علـى
التعـدي علـى الحريـات العامـة كلهـا ،إلـى ضـرورة وجـود المسـتوى الدولـي ،والـذي يـؤدي بـدوره إلـى شـحذ همـم
وسـائل دفاعيـة للتخفيـف مـن تسـلط الدولـة وتأثيرهـا الـدول وغيرهـا مـن أجـل احتـ ارم حقـوق الإنسـان وتعزيزهـا
علـى الشـعب ،وكان لمؤسسـات المجتمـع المدنـي دوٌر وكفالتهـا لمواطنيهـا ،وتتنـوع أشـكال آليـات الحمايـة التـي
بـارز بزيـادة الوعـي بقضايـا حقـوق الإنسـان والتعبئـة تلجـأ إليهـا مؤسسـات المجتمـع المدنـي فـي سـبيل حمايـة
للدفـاع عنهـا؛ حيـث قامـت المؤسسـات – طبًقـا للقوانيـن
– بأعمـال عـدة فـي إطـار الدفـاع عـن حقـوق الإنسـان
87