Page 96 - مجلة تنوير - العدد الرابع
P. 96

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا‬                         ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫	‪3.‬الشـعوب علـى قـدم المسـاواة‪ ،‬وهـي أطـ ارف فـي‬                   ‫تحـت النظريـة الـا مثاليـة هـو المجتمعـات المغلوبـة‬
                   ‫الاتفاقيـات التـي تلتـزم بهـا‪.‬‬                  ‫علـى أمرهـا‪ ،‬مجتمعـات مثقـل كاهلهـا بظـروف‬
                                                                   ‫غيـر مواتيـة‪ ،‬أي مجتمعـات لهـا ظـروف اقتصاديـة‬
             ‫	‪4.‬تحترم الشعوب واجب عدم التدخل‪.‬‬                      ‫واجتماعيـة وتاريخيـة تجعـل مـن العسـير إن لـم يكـن‬
                                                                   ‫مـن المسـتحيل؛ أن تصبـح مجتمعـات جيـدة التنظيـم‬
‫	‪5.‬الشـعوب لهـا الحـق فـي الدفـاع عـن النفـس‪ ،‬ولكـن‬
‫ليـس لهـا الحـق فـي شـن الحـرب أو التحريـض عليـه‬                                          ‫سـواء ليب ارليـة أو سـمحة(‪.)71‬‬

               ‫لأسـباب غيـر الدفـاع عـن النفـس‪.‬‬                    ‫ويحـدد رولـز مبـادئ المسـاواة بيـن الشـعوب مؤكـًدا‬
                                                                   ‫أن مثـل هـذه المبـادئ سـوف تفسـح المجـال لأشـكال‬
                 ‫	‪6.‬تحترم الشعوب حقوق الإنسان‪.‬‬                     ‫متعددة للروابط التعاونية والاتجاهات بين الشـعوب‪ ،‬إلا‬
                                                                   ‫أنهـا لـم تصـل إلـى قيـام مـا يسـمي «بالدولـة العالميـة»‪.‬‬
  ‫	‪7.‬تلتزم الشعوب بقيود محددة في ممارسة الحرب‪.‬‬                     ‫وهنـا يتفـق رولـز مـع مـا ذهـب إليـه كانـط فـي الاعتقـاد‬
                                                                   ‫بـأن الحكومـة العالميـة سـوف تكـون حكومـة هشـة‬
‫	‪8.‬يجـب علـى الشـعوب مسـاعدة الشـعوب المغلوبـة‬                     ‫ممزقـة بحـروب مدنيـة مسـتمرة عندمـا تحـاول الثقافـات‬
‫علـى أمرهـا التـي تعيـش تحـت وطـأة ظـروف غيـر‬                      ‫المنفصلـة أن تكسـب اسـتقلالها السياسـي(‪ .)72‬يقـول‬
‫مواتيـة‪ ،‬تمنعهـا مـن أن يكـون لهـا نظـام اجتماعـي‬                  ‫كانـط‪« :‬إن فكـرة قانـون الشـعوب تقتضـي الانفصـال‬
                                                                   ‫بيـن الكثيـر مـن الـدول المجـاورة المسـتقلة‪ ،‬وهـي فـي‬
                  ‫وسياسـي عـادل أو سـمح(‪.)74‬‬                       ‫نظـر العقـل أفضـل مـن ضـم تلـك الـدول تحـت لـواء دولـة‬
                                                                   ‫واحـدة تطغـى علـى سـائرها وتصيـر مسـتبدة وذات نظـام‬
‫يـرى رولـز أن هـذه المبـادئ تتطلـب الكثيـر مـن‬                     ‫شـمولي شـاملة‪ ،‬فالواقـع أنـه كلمـا اتسـعت رقعـة الدولـة‬
‫الشـرح والتفسـير‪ ،‬وبعضهـا غيـر ضـروري فـي مجتمـع‬
‫شـعوب جيـدة التنظيـم كالمبـدأ السـابع الخـاص بالسـلوك‬                                       ‫ضعفـت قـوة القوانيـن»(‪.)73‬‬
‫فـي الحـرب‪ ،‬والمبـدأ السـادس حـول حقـوق الإنسـان‪ .‬أمـا‬
‫المبـدأ ال اربـع (مبـدأ عـدم التدخـل) نجـد أن رولـز يعتقـد‬
‫بوجـوب تقييـده بضوابـط وقيـود فـي الحالـة العامـة للـدول‬
‫الخارجـة علـى القانـون‪ ،‬وعلـى الرغـم مـن أن هـذا المبـدأ‬
‫مناسـب لشـعوب منظمـة بصـورة جيـدة إلا أنـه لا يصلـح‬
‫لمجتمعـات شـعوب غيـر منظمـة تكثـر فيهـا الحـروب‬

              ‫والانتهـاكات الخطيـرة لحقـوق الإنسـان‪.‬‬

       ‫الانتقادات التي ُوجهت إلى نظرية العدالة‬                     ‫مـن هـذا المنطلـق يحـدد رولـز المبـادئ المتعـارف‬
                                                                   ‫عليهـا للعدالـة بيـن شـعوب حـرة وديمق ارطيـة وهـي ثمانيـة‬
‫ُيعـد مايـكل سـاندل ‪ Michael Sandel‬مـن أهـم‬
‫المفكريـن المعاصريـن الذيـن تحدثـوا عـن معنـى المسـاواة‬                                     ‫مبـادئ علـى النحـو الآتـي‪:‬‬
‫والحريـة والعدالـة التوزيعيـة‪ ،‬ومـن أبـرز الذيـن تناولـوا‬
‫طـرح رولـز عـن العدالـة والليب ارليـة السياسـية التـي‬              ‫	‪1.‬الشـعوب حـرة ومسـتقلة‪ ،‬كل شـعب يحتـرم حريـات‬
‫يتناولهـا بالد ارسـة والنقـد فـي كتابـه‪« :‬الليب ارليـة وحـدود‬                        ‫الشـعوب الأخـرى واسـتقلالها‪.‬‬
‫العدالـة»؛ حيـث ينطلـق سـاندل مـن النظـر فـي مـدى‬
                                                                   ‫	‪2.‬يجـب علـى الشـعوب أن تحتـرم المعاهـدات‬
                                                                                                    ‫وا لتعهـد ا ت ‪.‬‬

                                                               ‫‪96‬‬
   91   92   93   94   95   96   97   98   99   100   101