Page 17 - مجله_ی_نوابت،_شماره_ی_۴_نقد،_مهر_۱۳۹۹
P. 17

‫ذلـك انهـا باعتبـاربنيتهـا الثنائيـة اذ تنتمـي الـى فضائيـن‬                                         ‫الـذي تـرى اليـه أنـه المسـتوى الوحيـد الـذي يسـترعي‬
‫لغويينمغايريننوعياودلاليا‪،‬تسكميتافيزيقامختلفة‬                                                        ‫التنـاول والتحليـل‪ .‬وتتميـزهـذه الـذات بالأشـكلة (‪.)٤٥‬‬
‫‪.‬تتألـف الـذات الاهوازيـة الناقـدة مـن جملـة شـروط‬                                                  ‫إن كلتـا الذاتيـن تبـدوان لنـا كإمكانيـن متشـابهين بيـد‬
‫ماقبـل نظريـة وانطولوجيـة تتراكـم علـى رقعـة المعيـش‬                                                ‫انهمـا مختلفتـان جوهريـا عـن بعـض ويترتـب علـى كل‬
‫اليومـي بشـكل «لامفكـر فيـه» (‪ .)٤٧‬ولذلـك نصبـو الـى‬                                                ‫منهما تداعيات مختلفة‪ .‬لكن الذات الناقدة المؤلفة من‬
‫استكشاف ذلك الخيط القاربين جملة الـ»لامفكرفيه»‬                                                      ‫تفكيـرمقولاتـي ترنسـندالي هـي التـي يمكنهـا أن تسـتجيب‬
                                                                                                    ‫لتناقضـات الوجودانيـات (أو الأواجيـد حسـب ترجمـة‬
              ‫الناظـم لشـروط انشـاء الـذات هاتـه‪.‬‬                                                   ‫مو�سـى وهبـة)‪ .‬ومـن هنـا اننـا نفتـرض وقـد أشـرنا الـى ذلـك‬
‫تبيـان ركائـز وبنيـات الانسـان الاهـوازي سـيما تلـك‬                                                 ‫فـي مقدمـة العـدد الثانـي لمجلـة النوابـت (‪ ،)٤٦‬أن الاهـواز‬
‫التـي تمهـد انشـاء الـذات الناقـدة يتوقـف علـى تحديـد‬                                               ‫لما فيه من تناقضات في الوجودانيات يمثل بيئة خصبة‬
‫اشكاليتها الخاصة وهي حسب رأيي تتمثل في الاختلال و‬                                                   ‫هـذه الـذات الترنسـندالية‪ .‬وينتصـب التناقـض اللغـوي‬
‫التناقض والفو�ضى‪ .‬لذلك ينبغي أن نركزعلى الاختلال‬                                                    ‫كمعضلة رئيسة تميزالذات الاهوازية عن سائرالذوات‬
‫فعليـه تنتظـم شـروط انشـاء الـذات الناقـدة وتسـتجلى‬                                                 ‫القاطنـة فـي ايـران‪ .‬ينبغـي القـول إن اشـكالية هـذه الـذات‬
‫ملابسـاتها‪ .‬يكمـن هـذا الاختالل فـي التناقـض اللغـوي‬                                                ‫تخضـع لميتافيزيقـا حيـث يتغالـب علـى اثـر الاسـتعمار‬
‫بيـن اللغـة الفارسـية والعربيـة اولا اذ يسـبب تصادمهمـا‬                                             ‫الغربـي شـق منهـا «الاخـر» وبالتالـي تقفـزفـي كل مـرة الـى‬
‫«اضطرابـا لغويـا» وثانيـا بتصـادم هاتيـن اللغتيـن بلغـة‬                                             ‫ضفـة معاكسـة فتصطـف علـى صنوهـا هاملـة تمامـا‬
‫ثالثة مضطربة اختلقتها التكنولوجيا الحديثة وشبكات‬
‫التواصـل‪ .‬وفـي فضـاء الصـدام اللغـوي هـذا ينشـأ‬                                                                         ‫طبيعتهـا المزدوجـة والثنائيـة‪.‬‬
‫الاسـتقطاب الميتافيزيقـي الـذي يوفـرتفاسـيرمتعارضـة‬
‫للكائـن مـن حيـث هـو وبالتالـي تتـاح فرصـة تشـكيل‬                                                   ‫الميتافيزيقـا المغايـرة للـذات الاهوازيـة‬
                                                                                                                      ‫الترنسـندالیة‪ /‬الناقـدة‬
     ‫ميتافيزيقـا مركبـة متفـردة للانسـان الاهـوازي ‪.‬‬
‫إن هـذا التناقـض مريـرلدرجـة يدفـع بالانسـان الاهـوازي‬                                              ‫حـري بنـا الان بعـد أن شـرحنا شـروط انشـاء الـذات‬
‫في كل مرة أن ينجرف من قطب الى آخرمنبهرا به رافضا‬                                                    ‫الاهوازيـة الناقـدة أن نسـتكنه ميتافيزيقهـا الثاويـة‬
‫نظيـره‪ .‬لكـن علـى هـذا الفالـق المتأطـرفـي «فضـاء» تسـود‬                                            ‫خلفهـا بصـورة لاواعيـة؛ انهـا الميتافيزيقـا التـي مـن شـأنها‬
‫فيه التصورات الغربية تمنح لنا الذات الناقدة نفسها‪.‬‬                                                  ‫أن توفـر لهـذا الانسـان تفسـير الكائنـات نفسـها بشـتى‬
‫هذه التصورات الغربية اذ تبلورت وفقا لتعريف محدد‬                                                     ‫اشـكالها‪ .‬بصـرف النظـرعـن ادراكهـا منهجيـا تجعـل هـذه‬
‫تلجسووهـقربالعاُدنالسـفاعن‪،‬لتاتلاجـجتذمرافـيعي«اولالكوسيجاي�تـسوي»الالغدربيكياالرتيرـاةم ايلاتلـيى‬  ‫الميتافيزيقـا الانسـان الاهـوازي يـرى الـى الاشـياء والواقـع‬
‫الهيمنـة علـى العالـم‪ ،‬وذلـك علـى الرغـم مـن التغيـرالهائل‬                                          ‫ويقيمهـا بوصفهـا كائنـات مـن حيـث أنهـا وكيـف قائمـة‪.‬‬
‫الـذي احدثتـه الثـورة الكوبرنيكيـة الكانطيـة فـي مجالـي‬                                             ‫وهنـا يظهـرجليـا الإختالف بيـن نمطـي الـذات الاهوازيـة‬
‫العلم والفلسفة‪ .‬انها سياسيا وايديولوجيا تدفع الغرب‬                                                  ‫الكلاسـيكية ومابعدالكانطيـة (الناقـدة)‪ .‬لكـن تجـدر‬
‫أن ين�شـيء لنفسـه «آخـر» أو»آخريـن»‪ .‬يمكـن تسـقط‬                                                    ‫الاشـارة الى أن هذه الذات وإن كانت توقظنا من سـباتنا‬
‫ذلـك فلسـفيا فـي التصنيـف الديكارتـي للجواهـر الـذي‬                                                 ‫اولـتىجحعلدناهـنا اميلكزبايننطـالي ا�لشايقءف�يصـذىابتعـه ُدوظواهـهوراهلغحـيدراانلـهاذليمنتطلـصلق‬
‫يحسـب أن جوهـرالانسـان انمـا هـي قدرتـه علـى التفكيـر‬                                               ‫عليـه «مطلـب الاستشـكال»‪ .‬هـذا الحـد لـم يتضـح جيـدا‬
‫النظري والمنهجي وبالتالي فإن الجماعات البشرية الاخرى‬                                                ‫الابعد النقد الشديد الذي تعرضت له هذه الذات بعد‬
‫التـي تديـن بمناهـج وطرائـق تفكيـراخـرى تخـرج لاشـعوريا‬                                             ‫كانـط وحقبـة الانـوار‪ ،‬ولايسـعنا هنـا التطـرق اليـه لكـن‬
‫مـن نـادي الانسـانية‪ .‬ترتـد نزعـة التفـوق الغربيـة الـى هـذه‬                                        ‫سـنذكرلاحقـا بعضـا مـن سـمات وملامـح هـذه الـذات‪.‬‬
‫المقاربـة فقـد اعتقـد الغربيـون انهـم الجماعـة البشـرية‬                                             ‫بالنظـرالـى الثـورة الكانطيـة فـي الميتافيزيقـا واعالءه دور‬
‫الوحيدة القادرة على التفكيردون الآخرين الذين صنفوا‬                                                  ‫العقـل الإنسـاني فـي إنشـاء الاشـياء والواقـع فـإن الـذات‬
‫كجماعـات صمـاء علـى غـرار«الطبيعـة المتوحشـة» التـي‬                                                 ‫الاهوازية يتحتم عليها أن تحيط علما بميتافيزيقها على‬
‫يجباخضاعهاوتمدينها‪.‬ومنهناانبثقالاستعمارالذي‬                                                         ‫ضـوء واقعهـا وادراك ظروفهـا وحدودهـا المعطـاة سـلفا‪.‬‬

‫شماره ‪ /4‬اهــواز‪ /‬مــهر ‪ /1399‬سپتامبـر ‪17 2020‬‬
   12   13   14   15   16   17   18   19   20   21   22