Page 18 - مجله_ی_نوابت،_شماره_ی_۴_نقد،_مهر_۱۳۹۹
P. 18
الاجوبـة لهـا يمثـل الخيـارالوحيـد لإحتـواء سـطوة هـذا سوغته هذه الفكرة من أن سائرالشعوب والملل تعيش
الباراديغـم. فـي حالـة البربريـة فخليـق بالانسـان الغربـي الـذي يعتقـد
بالقيـم الكونيـة السـامية أن ينبـري لإنتشـال هـؤلاء مـن
تقمعهذهالكوجيتوفيكلمرةايمحاولةلتأصيلالاشكالية والتخلـف فيجلـب لهـم الاعمـاروالتحضـر. بوراهثـكـنذاالأبـؤّصـسل
وإظهـارالزمـن الوجودانـي كزمـن اسا�سـي للـذات ( .)٤٨فإنهـا الكوجيتـو الديكارتـي هيمنـة الغـرب علـى
توقـظ تلـك الخلايـا النائمـة فـي الميتافيزيقـات المتورطـة الآخرين وختم طابعه على الحداثة التي صارت تتمثل في
بهـا مـن رقادهـا وتنشـطها لصالحهـا ثـم تخـوزق الزمـن مسـتويين مختلفيـن واحيانـا متنافريـن؛
الوجودانـي عبـرزمنهـا الخطـي بحجـة أن لا وقـت للتأمـل .1المستوى الناعم الذي تمثل بمفاهيم كالدولة /الأمة
العميـق .ثـم تدفـع هـذه الخلايـا الـى حـرق الحـرث والنسـل والعلمانية وحقوق الانسان وحرية التعبيرالخ
اجهاضـا لأي محاولـة انشـاء ذات استشـكالية وتاصيلهـا. .2المستوى الصلب الذي تمثل في التكنولوجيا والعلم
وليـس افـرازذلـك سـوى الخـوف والتخنـدق فـي متـراس
النزعة المحافظة والماضوية حيث يغدوالتشبث بالتاريخ لقـد مـارس هـذا البارديغـم ضغطـا هائال علـى الانسـان
علامـة الاصالـة والتجـذروالصمـود الامـرالـذي يدفـع كل بتحصدفيـتـدهنوافحـسـدهافـمـينمـا«االآطلـخريقـنعل»يـوهد«ف ُعـحـهزمدافلعـهاوأيـةن الاهـوازي
تلـك القـوى التاريخيـة الـى النكـوص والإرتمـاء الى احضان يسـارع فـي
الاصوليـة والايديولوجيـة حيـث تتعـرض الـذات الناقـدة الجاهـزة» التـي تقـوم برميـه ونفيـه نفيـا نحـوقطـب واحـد
لشـتى اشـكال السـحق والقمـع والتقطيـع .وليـس الاهـواز مـن فالـق الهويـة .أن هـذه الحـزم تنطلـق مـن الكوجيتـو
بوصفه مكانا تترشح فيه الذات الناقدة بمنأى عن ذلك الديكارتيـة الاحاديـة الجانـب التـي تفـرض على المتورطين
حيث ستجيش الذات الديكارتية قواه التاريخية للقيام بهـا تبنـي جانـب واحـد مـن الهويـة فقـط .اي انهـا تقـوم بمـا
بوأدهـا ( .)٤٩درءا لذلـك وتوفيـرا لحظـوظ هـذه الـذات نسمىه هنا «تناسل الكوجيتو» اذ تطبع كل ذات بختمها
فلابد من أن تلتجيء الى الجامعة حيث يمكنها أن تأصل الامـرالـذي يـؤدي فـي نهايـة المطـاف الـى قيـام الاصوليـات
الدينيـة والطائفيـة .يتصـف هـذا الباراديغـم بالثنائيـة
اشـكاليتها علـى اسـس علميـة (.)٥٠ والازدواج اذ بتشـدقه بزمـن واحـد (التأريـخ الأوروبـي
وسـيرورة تشـكل الوعـي فيـه) كزمـن خطـي وكمـي مشـدود
اسبابادلجةالذات الـى مسـتقبل مجهـول عنوانـه «التقـدم» و»التنميـة»،
تكمن هذه الادلجة في الخلط بين ال�شيء في ذاته وظاهره يقصم ظهرسائرالميتافيزيقات والأزمنة ويقطع اوصالها.
الامـر الـذي يترتـب عليـه تغييـب المنهـج الترنسـندالي اي انـه يصـور هـذه الميتافيزيقـات كجواهـر مسـدودة
كمنطـق اسا�سـي لتقييـم الظواهـر .وهـذا كان حـال كل وناجـزة مختلفـة اختلافـا جوهريـا لا عرضيـا فيدفعهـا
الـذوات ماقبـل الكانطيـة التـي كانـت تنطلـق مـن «المنطـق نحـو البحـث عـن «اصالـة وهميـة» فـي ماضيهـا .فعندمـا
العـام» الـذي يفسـرالأشـياء فـي ذاتهـا بمعـزل تمامـا عـن تصطدم هذه الميتافيزيقات ببعضها ويتهيء لها مواجهة
اي اعتبـار للشـروط القبليـة المحـددة للأفـق المنطلقـة ذاتهـا فإنهـا لا تقـوم الا بتأليـب قـوى تاريخيـة وهميـة مـن
منـه .تجـدر الاشـارة الـى أن هـذه الرؤيـة اللامحـدودة ماضيهـا فـي سـياق الزمـن الخطـي الأوروبـي وبالتالـي تقـدم
واللامشـروطة مازالـت مهيمنـة علـى تفكيرنـا وتنظيرنـا اجوبـة جاهـزة ومعلبـة لذاتهـا .ثـم لايبقـى امـام هـذه
وح»يـال�ثشـلـيمءنالمسـفتكـطرع»أالـنىنتفجـضاـاوءز«فالـضـذااءت«االلنحايـقـوداةن»ابلنعـا ُد.طـلـق»ن القـوى التاريخيـة خيـارا الا مقارنـة نفسـها مـع سـيرورة
يكـون لهـذه الـذات موطـيء قـدم فـي الاهـوازالا بتأكيدهـا التاريـخ الاوروبـي .وهـذا مايفسـر مثال التصـور الشـائع
وتطبيقهـا لمنهجهـا الترنسـندالي الـذي يتنـاول كل �شـيء من أن الشـرق الأوسـط يماثل الان الحقبة القروسـطية
حسـب شـروطه وبنياتـه المرنـة دومـا بعيـدا عـن امالءات الاوروبيـة .يـزود هـذا البارديغـم الميتافيزيقـات الاخـرى
الباراديغـم الغربـي الجوهرانـي الرامـي الـى ترسـيخ جوهـر بأجهـزة قيميـة تجعلهـا تفسـرنفسـها وتاريخهـا فـي ظلالهـا
واحـد لا يسـفرالا عـن ايديولوجيـات تعـادي اي تسـاؤل ممـا يـؤدي إلـى طمـس اي امـكان لإنشـاء ذات مستشـكلة
واستشـكال .حري بالقول إن ضرورة تشـكل هذه الذات تتحلىبقدرةتفكيكوتأصيلقضاياهاواستكناهبنياتها.
تنسـحب علـى ايـران كلـه ولكـن اي طمـوح بمراودتهـا وعليـه فـإن تأصيـل الاشـكالية وعـدم التسـرع فـي إعـداد
دون النظـر الـى انوجـاد شـروطها ومقوماتهـا فـي الواقـع
شماره /4اهــواز /مــهر /1399سپتامبـر 18 2020